نشر موقع “آف بي.ري” الروسي تقريرا، بيّن فيه أن الجسم يحتاج لثماني ساعات من النوم من أجل الحفاظ على وظائفه بشكل طبيعي، وتجديد طاقته اللازمة لليوم الموالي. ولكن أثناء عملية النوم، تحدث أشياء مذهلة في أجسامنا.
وقال الموقع، في تقريره الذي ترجمته “عربي21″، إن المرحلة الأولى التي ندخل فيها عند الذهاب للسرير هي مرحلة النوم البطيء، وهي التي لا تحدث فيها الحركة السريعة للعين. ثم بعد ذلك، ننتقل إلى المرحلة الثانية التي يكون فيها النوم خفيفا، حيث يبدأ الإنسان بفقدان الوعي شيئا فشيئا، فيقل تأثرنا بالمحفزات المحيطة بنا، كما يتم إبطاء كل وظائف الجسم خلال هذه المرحلة.
وذكر الموقع أن الإنسان يقضي حوالي نصف ساعة في هذه المرحلة، التي تختفي فيها كل ذكرياتنا القديمة. في النهاية، يدخل الإنسان في مرحلة النوم العميق أو نوم الحركة السريعة للعين، التي تبدأ فيها العينان بالتحرك بسرعة، وينتقل نسق دقات القلب ودرجة الحرارة والتنفس إلى المستوى اليومي العادي. وعلى الرغم من أن الجسم في هذه المرحلة يكون في حالة عدم نشاط، إلا أن الوظائف العصبية تبقى يقظة، وتقوم تدريجيا بتحضير الجسم للاستيقاظ.
وأورد الموقع أن أجسامنا تمر بكل هذه المراحل خلال خمس مرات أو خمس دورات في كل ليلة، ومرحلة النوم السريع تستغرق في البداية بضع دقائق فقط، إلا أن مدتها تتزايد في كل دورة نوم، إلى أن تصل إلى 30 دقيقة. وعندما يخلد الإنسان إلى النوم، تنخفض درجة حرارته بضع درجات، ويكون الجسم في أبرد حالاته قبل ساعتين من موعد الاستيقاظ.
وأضاف الموقع أن الدماغ يلعب دورا رئيسيا في عملية النوم، فهو يرسل إشارة للمنطقة المسماة “تحت المهاد”، لتقوم بتعطيل عمل كل مراكز التحفيز التي قد تؤثر على جودة النوم، وتقوم خلايا الدماغ بإرسال إشارات لإدخال العضلات في عملية شلل مؤقت، من أجل إيقاف الجسم عن الحركة.
وأثناء النوم تحدث العديد من العمليات في الجسم، وهذا الأمر لا يتعلق فقط بتواصل نشاط القلب والرئتين. فالغدد الصنوبرية على سبيل المثال تنتج الميلاتونين، الذي يؤثر كثيرا على جودة النوم. كما أن الغدة النخامية تنتج هرمونات النمو، التي تمكن الجسم من الشفاء والتعافي.
وأشار الموقع إلى أن الجسم وجهاز المناعة ينتجان أثناء النوم السيتوكين، وهي بروتينات صغيرة تقاوم الالتهابات والصدمات وكل أنواع العدوى. ولهذا فإنه من المهم جدا بالنسبة للمرضى والمرهقين أن يحصلوا على القسط اللازم من النوم، لمساعدة الجهاز المناعي على القيام بوظائفه على أفضل وجه.
أما مسألة الشعور بالسقوط من مكان عال في مرحلة الأحلام، والاستيقاظ بعد ذلك في حالة من الفزع، فتعد ظاهرة طبيعية يمكن أن تحدث أثناء النوم، حيث يقوم الدماغ بالتثبت ما إذا كان الجسم على قيد الحياة؛ لأنه في النهاية يمكن اعتبار أن الخلود إلى النوم يشبه في عدة جوانب الموت.
وفي الختام، أشار الموقع إلى أن خلايا الجسم تموت خلال هذا الوقت، ويتم تجديدها كل ليلة عبر إنتاج خلايا جديدة، لذلك يؤكد العلماء أن حوالي ثلث وزن الوسادة التي ننام عليها يتشكل عادة من خلايا الجلد الميتة.