بقلم - علي أحمد العمراني
حديث جار الشيطان على حد تعبير الأستاذ خالد الرويشان، وتغريدات خلفان، وآخرين، تجاه تفكيك اليمن، والمتزامن مع زيادة الدعم العسكري لمليشيات الإنتقالي، والحديث عن نوايا إحكام السيطرة على مؤسسات الدولة في عدن، وما يجري في سقطرى وشبوة يؤكد وجود إشكال كبير وحقيقي في الأجندات، ومتغيرات والتباسات في علاقة التحالف العربي بالحكومة اليمنية وتطلعات الشعب اليمني، وأن المسألة وقت، حتى يصل الخطر منتهاه ويحدث ما لا يحمد عقباه، أو تُراجع الأجندة وتُصحَّح سريعا ، بحيث تعود إلى أصلها ومبتداها وهي إسقاط الإنقلاب ودعم الشرعية اليمنية والحفاظ على اليمن كياناً واحداً ودولة واحدة.
في لحظة طيش فارقة، ومثلما فعل الحوثي في صنعاء، قد يقفز يوماً الإنتقالي ويجهز على مؤسسات الدولة في عدن وغير عدن، وكما هو واضح، سيفعل ذلك بضوء أخضر ودعم من الطرف الذي يتبناه ويدعمه.. ولكن هل ستكون تلك هي النهاية؟ .. كلا .. وإنما سيكون ذلك بداية اقتتال خطير وكبير ومشاكل لا تنتهي، أو حرب أهلية إلى الأبد على حد تعبير محلل سياسي عماني.
لحظة الحقيقة التي تواجهها اليمن ، والتحالف العربي منذ اجتياح الحوثي لعاصمة اليمن صنعاء، تؤكد واحدية مصير منطقتنا، المترابطة في الجغرافيا والإجتماع والسياسة والتاريخ، وبالتأكيد المستقبل أيضاً سلباً أوإيجاباً كما يبدو. والمؤمل أن نستفيد من تجربة الماضي وحقائق اللحظة الراهنة ويكون المصير الواحد المشترك صحياً وإيجابياً وبناءً. ولعل حقبة النفط هي التي خلقت هوة وتباعداً بين الأشقاء في جزيرة العرب، وهمشت اليمن وجعلته مصدر مشاكل واضطراب، ويفترض أن حقائق ما يجري الآن تردم الكثير من تلك الهوة.
هناك الآن حاجة ملحة لأمرين مهمين:
– أن يكون الموقف اليمني الرسمي والشعبي أكثر وضوحا وتناسقا وصراحة وقوة إزاء ما يجري من اختلالات وخروج عن الأساس والأصل والمبرر الذي جاء من أجله التحالف العربي، واقصد هنا دور الأشقاء في الإمارات، الذي يستحقون الشكر على شطر منه، وشطر مما يقومون به يستحق المراجعة بصراحة ووضوح ومسؤولية.
– أن يؤكد من جديد الأشقاء، في التحالف العربي التزامهم، ويتبنون مواقف داعمه بالقول والفعل والوضوح، وخاصة الإمارات العربية المتحدة، تجاه وحدة اليمن وسيادته وسلامة أراضيه وفقاً لواقع الحال وقرارات الشرعية الدولية التي ساهمت المملكة في صياغتها ودعمها، وبِمَا يبدد الشكوك والهواجس، ويلجم الطائشين في الداخل اليمني المدعومين من الإمارات، والمجدفين المستهترين من وراء الحدود أمثال خلفان وجار الشيطان، وآخرين يظهرون في قنوات تابعة لدول التحالف، مؤيدين جدا للتحالف العربي، لكنهم ينالون من اليمن ويزينون تقزيمه وتقسيمه، ويعرضون حتى بكرامة اليمنيين وسمعتهم.