بقلم - عادل الحسني
خذ مني هذا العهد يا محمد بن زايد ونيابةً عن كل أحرار اليمن إنَّ نهاية مشروعك في المنطقة ستكون في اليمن، هذا البلد الذي تستصغره وتقلل من شأنه وتعبث فيه كيفما اشتهيت كما عبثت في مصر، ليبيا، الصومال، جيبوتي وغيرها من الأوطان التي ما أن وقعت عليها يدك حتى تنحرف فيها الموازين.
عبثك في اليمن تجاوز كل الحدود، دخلت اليمن كحليف وشريك وظيفتك استعادة الشرعية بحسب زعمكم ولكن ما تعيشه عدن على وجه الخصوص وكل مكان تواجدت فيه حثالاتك يعيدنا إلى زمن الذل والهوان، وهو ما لن يسمح به أي يمني يتنفس الحرية ويهواها كما يهوى من أوهمك بحقيقة السراب والعبودية.
ظهرت مطامعك وكشرت عن أنيابك، وهو ما كان واضحاً في تواجد قواتك العسكرية الإماراتية أو مرتزقتك على جزرنا اليمنية، وما يحدث في جزيرة ميون وقبلها سقطرى لا يخيل إلا على مغفل.
وطني أضحى فقيراً يمد يده لحسناتكم وأنتم من حرمتموه تلك الخيرات بخبثكم، وهل ما نراه من تعطيل لميناء عدن يخفى عليكم معشر اليمنيين؟!وما تفعله شركات صيدكم العملاقة من جرف لكل انواع الأسماك في السواحل اليمنية ،وآخرها توقيع حصر بيع النفط والغاز الا عبركم وشركاتكم ،
قتلت دعاة عدن وسجنت كل من شممت فيه رائحة الحرية من أبنائها كي تستقر كلمتك فيها دون منازع ولا مقاوم.
أنشأت معسكرات ومرتزقة خاضعين لأمر ضباطك والقمتهم في أفواههم قضي فصل الجنوب يتسلون بها ويرضون بها ضمائرهم في كل عمل خيانة يقومون به لصالحكم ودراهمكم، ظانين أن بقية الشعب اليمني أغبياء أو خونة مثلهم.
عطلت المطارات وعزلت اليمن عن باقي أقطار العالم إلا ما تأذن به بالدخول أو الخروج، وما يُلقَّاها إلا ذو حظ عظيم .
جعلت من الشرعية المهترئة الضعيفة جمعية خيرية مهمتها ترتيب الرواتب وصرف الإعانات، ليس لهم من أمر إدارة البلاد سوى طباعة قرارات رئاسية ينشرونها في الجريدة الرسمية بين حين وحين.
شكلت كتل كبيرة من الإعلاميين والإعلاميات والناشطين والناشطات بهدف تحسين صورتكم وصورة عبيدكم القبيحة عند عموم الشعب، والضحك على الذقون، ومحاربة كل من نادى بسوء فعلكم وقباحة وجودكم في أرض اليمن.
أعلم أنَّ رسالتي ستصل إليك يا محمد بن زايد، فمن يرفع لكم تقارير يومية عن كل شيء في عدن لن ينسى أن يرفع رسالتي هذه اليوم إليك. أعاهدك الله أنك ستخرج من اليمن بخفي حنين، ستخرج مُطأطئاً الرأس، مكسور الناموس، فواضحُ أنَّ مثلك لم يقرأ تاريخ اليمن جيداً قبل دخولها.
إنها اليمن يا محمد بن زايد، مقبرة الغزاة، ومكسرة أنوف الطغاة ولست أكبر من بريطانيا ولا من سبقهم ولحقهم، فلست تقدر عليها غير أنَّك بغدرك وخستك ودناءة معدنك استغليت الظرف والتمزق الذي نحن فيه؛ فطعنتنا بخنجرك المسموم وزرعت الفرقة والمناطقية العفنة بيننا.
نحن ندعو إله عظيم ونتوكل عليه وهو أبداً لن يضيعنا ولن يخيب دعاء مظلوم يدافع عن الحق، كما كنتُ مسجوناً في زنازينكم وخرجتُ منها وأناطح ظلمكم الآن في كل وادٍ، ستخرج اليمن من زنزانة حكمكم الغادر، وسيضع اليمنيون أيديهم بأيدي بعض ليعرف كل واحد منكم حجمه الطبيعي على أوراق التاريخ والمستقبل، وما النصر سوى صدق نية وصبر ساعة.
كتبه/ عادل الحسني
٢٠١٩/٦/١٢م