بقلم - د كمال البعداني
مهزلة ما بعدها مهزلة .. ان يلجئ الصحفي الشهير الاستاذ فتحي بن لزرق وعبر صفحته لإستجداء بعض فاعلين الخير لتغطية نفقات رش ضبابي لمديريات عدن .لمنع انتشار الاوبئة والامراض جراء كارثة السيول الاخيرة.
هذا ما اورده الاستاذ فتحي مشكورا على صفحته .. فهل وصل الحال في العاصمة المؤقتة الى هذه الدرجة من البؤس ! عدن صاحبة الميناء الشهير والموقع المميز . اين اصحاب المهرجانات والوصاية على عدن ؟ اين من يرددون انهم سيفدون عدن بدمائهم ؟ انهم ينظرون الى عدن كغنيمة ومحطة ابتزاز وانطلاق . ومع حدوث اصغر كارثة يتخلون عن عدن وابنائها . فاهاليهم واطفالهم هناك خارج اليمن بعيدين عن الامراض والأوبئة التي ستلحق باهالي واطفال عدن ؟ وبعد انتهاء الكارثة ورفع الوباء سيعودون هؤلاء الى عدن ليرددون نفس الشعارات ..
هل يعقل ان الإمارات التي تسيطر على عدن عاجزة عن توفير فرق رش ضبابي في هذه المدينة المنكوبة ؟ اين الهلال الإماراتي .؟ هل انتهى دوره عند رعاية مسابقة نقش الحناء ؟ اذا كان هذا مع الرش الضبابي فكيف سيعيد التحالف الاعمار كما التزم بذلك ؟
عندما حدثت كارثة السيول والامطار في محافظة المهرة، لاحظنا كيف تحركت( الشرعية ) وارسلت طائرات الهليكوبتر من المنطقة العسكرية الاولى في سيئون وساهمت في انقاذ العديد من المواطنين الذين حاصرتهم سيول الامطار ، وقدمت عمان الدعم الغذائي والطبي لابناء المهرة رغم العراقيل التي وضعت امامها .. فعلت الشرعية ذلك لان المهرة تحت سيطرتها على الاقل في ذلك الوقت . لكن الوضع في عدن يختلف فالشرعية هناك لا حول لها ولا قوة . كلما تستطيع فعله هو التوجيه باعتماد مبلغ مالي لمواجهة هذه الكارثة . ولن تستطيع حتى مراقبة كيفية انفاقة . هذا اذا لم يصل المبلغ اصلا الى ايادي المليشيات التي تسيطر على المدينة . بإختصار شديد . عدن تغرق بمياه الامطار. مثلما غرقت بالفوضى والمليشيات وبعيال القرية .لك الله يا عدن يا مدينتنا ( الجميلة).