بقلم - أبو العز الشهراني
ما الذي ينتظر اليمن؟ وماذا وراء التحركات الاخيرة للمجلس الانتقالي الجنوبي -المدعوم إماراتيا- ومليشياته وأنصاره عبر نشر الفوضى وزعزعة أمن المناطق الجنوبية المحررة؟ وما دور الإمارات العربية المتحدة في كل هذه التطورات الساخنة؟، وهل باتت الامارات فعلاً عراب الانفصال؟ وهل بات من الضروري تحرك الحكومة والقوى الوطنية للتصدي لهذا المشروع الخطير؟.. تساؤلات واستفسارات يحاول المواطن اليمني الحصول على اجاباتها.
أصبح المشهد السياسي في اليمن غامضاً جداً ولم يعد أحد يدرك ماهية السيناريوهات المستقبلية التي تنتظر هذا البلد الذي اصبح ممزقاً أرضاً وانساناً بفعل العوامل الخارجية والادوات الداخلية، في ظل صمت الحكومة الشرعية وسعي المجلس الانتقالي لإثارة الفوضى بالبلاد والسعي للنيل من وحدتها.
حاول المجلس الانتقالي الجنوبي عبر أنصاره ومليشياته المسلحة المدعومة من الامارات السيطرة على مؤسسات الدولة بالجنوب، تحت مبررات زائفة زاعماً انه يسعى إلى “استعادة حقوق اليمنيين الجنوبيين التي نهبت طوال السنوات الثلاث الماضية من قبل الحكومة الشرعية”، فيما الدلائل تشير إلى وقوف قوى في المجلس الانتقالي وبدعم من أبوظبي وراء نهب أموال الشعب ومقدرات الدولة في المناطق المحررة بالإضافة الى ممارسة كل أنواع التعذيب والإهانة ضد أبناء الشعب الجنوبي، وقيادات المقاومة الجنوبية التي دحرت مليشيا الحوثي آنذاك.
لقد أصبحت مؤسسات الدولة ومقدراتها معطلة بإرادة إماراتية، وخير مثالاً على ذلك مطارات عدن والمكلا وميناء عدن التي باتت شبه مشلولة وبناء على قرار من الإمارات التي قررت أيضا منع تصدير النفط اليمني أو الغاز المسال، وذلك كله بهدف تجويع الشعب اليمني والسيطرة عليه، ولم يكن المجلس الانتقالي ومليشياته إلا أداة تخريب بيد الإمارات، يعمل على نشر الفوضى وتعطيل تنفيذ المشاريع الحيوية ومنع عملية اعادة اعمار البنى التحتية في المناطق المحررة وجبر ما خلفته الحرب مع مليشيا الحوثي، حتى تظهر الحكومة الشرعية عاجزة عن ادارة المحافظات المحررة.
يرى كثير من المراقبين أن المجلس الانتقالي يفتقر الى القيادة الحكيمة بالإضافة إلى عدم وجود قواعد شعبيه واسعة بالجنوب تمكنه من لعب دوراً محورياً في المشهد السياسي، وفي حال تخلي أبوظبي عن دعمه فأنه سيصبح ظاهرة صوتية سرعان ما تتلاشى مع الوقت.
ويؤكد المراقبون للمشهد السياسي اليمني إن الانتقالي لم يكن يوماً جهة يمكن الاعتماد عليها في تحمل مسؤوليات وطنية جسام ولا يمكن الوثوق به لإدارة دولة أو تأسيس أي نظام يفضي إلى تحقيق تطلعات أي شعب، وإنما هو عبارة عن أداة إماراتية تهدف لابتزاز الشرعية من جهة ولإضعاف القضية الجنوبية من جهة أخرى، وللأسف الشديد فانتقالي الجنوب صورة أخرى من الانقلابيين الحوثيين الذين لا يعيشون إلا في زمن الحروب والفوضى، فالحرب غايتهم ووسيلتهم، يكرهون السلام ولا يتعاملون مع الطرق المؤدية اليه إلا لتحقيق مصلحة ما تطيل من أمد حروبهم ليمارسوا مزيداً من العبث والدمار في البلاد.
لا أحد ينكر أن قادات المجلس الانتقالي أصبحوا أداة إماراتية لا تعي إلى أين تتجه، وتفعل ما تؤمر به بعيداً عن الشعارات الجوفاء التي يخدرون بها ابناء الجنوب وبعيداً عن الوعود الرنانة التي اطلقوها في أكثر من مناسبة، وبات المجلس الانتقالي اليوم كيان مدمر ليس فقط للقضية الجنوبية وإنما اصبح خطراً على اليمن والمنطقة برمتها وبتمويل إماراتي، واذا لم تتخذ الحكومة الشرعية والاشقاء في الجوار خطوات جادة لردعه فان العواقب ستكون وخيمة.
الامارات اليوم هي ذاتها التي دعمت بالأمس مليشيا الحوثي بكل قوة لاجتياح صنعاء من اجل القضاء على الاخوان، فماذا كانت النتيجة؟ كانت النتيجة السيطرة على العاصمة والاستيلاء على الدولة، وهذا الموقف اليوم يتكرر في عدن ولدى شريك الحرب على الحوثيين- الامارات-، فهو اليوم يتسلق ليسرق السلطة وعلى ذات السلم -حظر الإخوان المسلمين-.
ومع كل هذا لم يتمكن المجلس الانتقالي من تحقيق أي صفة تشريعية أو سياسية، عدى ممارسة أعمال تقوض السلم والمجتمع وتعمل على تفتيت اليمن، وانتهاج البلطجة السياسية، للانقلاب على الدولة اليمنية، وهو ما يستوجب الوقف أمامها بحزم، ويجب على الدولة أن تتحرك دوليًا وعسكريًا وسياسيًا لكبح جماح الادوات الاماراتية الساعية إلى فرض الانفصال، وتندد بكل من يتعاون أو يتعامل مع هذا المجلس المدعوم من الإمارات العربية المتحدة لتنفيذ أجندة إماراتية إيرانية مشتركة في اليمن.