إنسان القلم وذكرى 22 مايو

عدنان أحمد23 مايو 2019
إنسان القلم وذكرى 22 مايو
تيماء الجرادي
تيماء الجرادي

بقلم - تيماء الجرادي

يعود علينا عيد تحقيق الوحدة اليمنية 22 مايو هذا العام ونحن شيعاً وأحزاباً، يعود وكلنا أسىًٰ ومآسي، لم يعد هنالك شيء لنحتفل به، لا.. لم يعد لنا إلا وطن مبعثر، مقسم بين مليشيا إمامية وإنفصالية وأهداف كتبت وظلت حبيسة الأوراق في الكتب، أضعنا كل شيء.

وحدة لم تُدعم ولم تُجذّر على الواقع، لم يعلم الذين قادوا هذه الوحدة أن الوحدة يراد لها الشيء الكثير لتبقى، ولكي تدوم وتستمر، وأن الوطن ليس مجرد أهازيج وأغاني أو تمجيد لأشخاص، وحدتنا كان ينقصها الكثير، لم تتمتلك النسيج الاجتماعي المتناغم والترابط الأخوي الحق رغم وحدة الأرض والدين واللغة (كانت قعقعة دون أن نرى طحين) أي لوحة تخلو من الألوان لن تجذب الجماهير وستظل حبيسة الجدران والزوايا .

كل الأهداف ظلت حبراً على ورق، بوجود جيش عائلي لم يحم وطنه، بل ظلّ بؤرة لحماية الفساد والمفسدين، حتى موزانة الدولة كانت تذهب كل عام للجيش والدفاع والداخلية، والنتجية أن صحونا على أحتلال وتمزق، كان جيشاً من رماد تناثر مع أول إعصار، لو دخل حرباً مع عش نملٍ لهُزِم، وعدالة إجتماعية منعدمة لم نر منها إلاّ زيادة معدلات الفقر والبطالة ونهب الثروات الوطنية، والإقتصاد لم ينهض رغم وجود مقومات النهوض العظيمة، حتى قطاعي التعليم والصحة ظلّا في خطوتهما المعتادة «محلك سر»، ولم نكن ننافس إلا الليل بظلمته ووحشته، وواقعنا المرير خير دليل.

هكذا هو الحال عندما يكون القادة من ورق، وعندما تغيب الرؤية العميقة والفكر الصائب المستنير وغياب المفكرين.

لا يسود الظلام إلاّ حين يجد مايغذيه من الجهل والجاهلين.

تعود ذكرى 22 مايو وصنعاء في كهنوت إمامي جديد، صنعاء العروبة تم تفتيتها بأنيابٍ فارسيةٍ عبر أتباعها من السرق واللصوص الجدد، حتى أضحت كل أسرة يمنيةٍ تئن لإثر قتلى أو جرحى أو مقابر جماعية وظلم وظلام لا مثيل له، لأن البشر هنا لا تحب النور، بل تريد إعادتنا إلى ما قبل الف وخمس مائة عام، يريدون تفعيل شريعة الغاب ونظام (السادة والعبيد).

لقد نجحوا في إعادة كهنة وكهنوت القبيلة والعشيرة والعصبية والجاهلية القديمة، فخنقوا وحدتنا حتى صارت جاهليتهم تقتات كل مواعيد الأعياد في بلادنا، وما إن ننتهي من ديجور حتى نجد ديجور آخر.

أطلّت البداوة القديمة برؤوسها من جديد، بداوة لا تقبل إلاّ سفك الدم والعيش على إذلال وتحقير الآخرين حتى تدعي النبوة، ونبوئتهم هذه تكفر كل البشر وهم الملّة والأولياء والأنبياء في الأرض، وماتبقى إما أن تكون إلى(المنفى) او (إلى القبر)، نُذبح كي يحكموا ويحكُم فرعون هذة الأمة من جديد.

مانحتاجه ليست الإحتفالات بالأعياد بل نريد بعث (إنسان القلم) لتحيا أمتنا، نريد إنساناً يُحيي قول الله عز وجل (وأعلم من الله ما لا تعلمون) إنسان القلم الذي ابتدأ به الله عزوجل كتابه، وهو من سيديم الإعمار والسلام للبشرية، وهو من سيتحقق على يديه استخلاف الأرض بدلاً ممن يعبدون السلالات والطوائف•

بقلم / الإعلامية
تيماء.الجرادي.

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام الموقع ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، ولتحليل حركة الزيارات لدينا.. المزيد
موافق