تعز… العقدة والحل

محرر 230 أبريل 2019
تعز… العقدة والحل
عادل الأحمدي
عادل الأحمدي

بقلم - عادل الأحمدي

أكثر من جبهة في اليمن تحمل ألغازاً في ما يخصّ الطبيعة التي اتخذتها الحرب فيها، خصوصاً عدم تقدّم قوات الشرعية فيها وإبقاءها تحت سيطرة الحوثيين، أو استمرارها كساحة معارك متقطعة. لكن طلاسم جبهة مدينة تعز المشتعلة بالمواجهات منذ ما يزيد عن أربع سنوات، تبدو هي الأكبر، قياساً بغيرها من المناطق.

تعز في الأساس رمز الثقل السكاني في اليمن، وهي عاصمة ثقافية للبلاد، وفقاً لما أقرته الحكومة رسمياً أواخر العام 2012، ومنها برز عدد كبير من رواد الثقافة والفن والتجارة وعلى كافة المستويات. لكنها تبدو اليوم في حالة ملتبسة، مع استمرار معاناة السكان تحت وطأة المواجهات المباشرة بين الحوثيين وقوات الشرعية، والصراع على النفوذ بين المكوّنات والفصائل المختلفة والمفترض أنها تخوض معركة موحّدة لانتزاع تعز من قبضة الحوثيين.

ومع النتيجة التي آلت إليها أزمة المواجهات في المدينة أخيراً، بخروج “كتائب أبو العباس”، منها، باتت تعز أمام اختبار جدي بأن تشهد تحوّلاً إيجابياً لصالح الشرعية، خصوصاً بعدما صار ثلاثة من قادة الدولة ينتمون إلى المحافظة، وهم رئيس الحكومة معين عبدالملك، ورئيس البرلمان سلطان البركاني، ورئيس تحالف الأحزاب المؤيدة للشرعية مستشار الرئيس السياسي، رشاد العليمي، علاوة على وجودها البشري المهم داخل هياكل الدولة وفي صفوف الجيش.

باتت تعز عملياً، منقسمة إلى ثلاثة أوضاع عسكرية وأمنية على الأقل؛ يتمثل أوّلها في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين، والتي تضم أبرز المداخل المؤدية إلى المدينة، فيما تسيطر مجموعة القوات الحكومية على مركز المحافظة ومديريات قريبة منها؛ أما الساحل الغربي، حيث مدينة المخا ومديرية ذباب وصولاً إلى باب المندب، فيتخذ وضعاً مختلفاً تتصدر فيه النفوذ قوات “العمالقة” وتشكيلات مدعومة من الإمارات.

منذ ثورة 2011 وحتى اليوم، عاشت الحالمة (الاسم الذي يحلو لليمنيين وصف تعز به)، دماراً وخراباً متواصلَين، وأوشكت في الفترة الأخيرة، أن تسقط بسبب مصالح أمراء الحروب وهواة المجازفة، وهو أمر لا يتسق بتاتاً مع دورها الثقافي والسياسي والريادي في اليمن، الأمر الذي يحتّم على الأطراف الفاعلة في المحافظة أن تعيد النظر في الحال الذي وصلت إليه، وأن تقدّم التنازلات لتقديم مصلحة البلد العليا على ما سواها من المصالح الأنانية الضيقة.

لا توجد مقلات اخرى

لا توجد مقلات اخرى

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام الموقع ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، ولتحليل حركة الزيارات لدينا.. المزيد
موافق