بقلم - د كمال البعداني
كانت ابو ظبي تراهن على عدم رغبة الرئيس هادي في انعقاد مجلس النواب وكذلك التباينات المختلفة بين القوى السياسية ، والتي كانت ابو ظبي تعمل بكل طاقتها من أجل توسعة هذا التباين .
ونتيجة لعوامل عديدة، وافق هادي على انعقاد المجلس وحصل توافق بين القوى السياسية ولا سيما بين المؤتمر والاصلاح، وكان من نتيجة هذا التوافق، موافقة الاصلاح على ان يكون القيادي المؤتمري سلطان البركاني رئيساً للمجلس وقد دفع الاصلاح بكل قوته من أجل ذلك.
.. من الطبيعي ان يكون انعقاد المجلس في عدن، إلا أن الإمارات التي تُحكِم قبضتها على المدينة قد استخدمت حق الفيتو لمنع ذلك.. فاتجهت الانظار إلى حضرموت ليعقد فيها البرلمان اجتماعه.. ومن الطبيعي أن تكون المكلا عاصمة حضرموت هي المكان المناسب للاجتماع إلا أن الإمارات، والتي تهيمن على المكلا عبر المليشيات التابعة لها، بمسمياتها المختلفة، قد عارضت ذلك ايضا.
حتى البحسني محافظ المحافظة لا يملك من أمره شيء فنفوذ قادة الضالع في المكلا ومجاميعهم اقوى من نفوذه بكثير.. فلم تجد الرياض مكان مناسب لانعقاد المجلس غير مدينة سيئون والتي تقع تحت حماية المنطقة العسكرية الأولى الموالية للشرعية، فلا نفوذ للإمارات ولا لميليشياتها المسلحة هناك.. الرياض تدفع بكل قوتها من أجل انعقاد المجلس لحسابات كثيرة، من بينها الخوف من غياب الرئيس هادي، دون وجود أي مؤسسة شرعية قائمة.. عكس أبوظبي التي ترى انها لا تستطيع تحقيق أجندتها في اليمن إلا من خلال الفوضى العارمة، كما هو الحاصل في عدن؛ لذلك تعمل بكل قوتها على محاولة منع انعقاد المجلس وقد سخرت امكانياتها الاعلامية والسياسية والمليشيات التابعة لها العسكرية والاعلامية ودفع اتباعها الى الشارع من اجل ذلك..
أبوظبي تريد أن تبعث برسالة الى الرياض مفادها تحن سادة الجزيرة وليس أنتم كما تدعون فلقد ولى زمانكم .. هذا الوضع لم تعرفه الرياض منذ تأسيس المملكة، فمن كان يصدق أن تضيق اليمن على الرياض بسبب أبوظبي التي ضايقتها في عدن، وطاردتها الى المكلا وها هي تريد ان تلحقها الى سيئون ؟ .. إنها مباراة كسر العظم هناك بين الرياض وأبوظبي.. ومن العجيب أن الرياض لم تعد تستقوي على أبوظبي في اليمن إلا بشرعية هادي،، يحدث كل هذا و( الشرعية ) على المدرجات تتابع ما يدور ولا تملك من أمرها شيء، بل أن أبوظبي تستطيع منع رئيس الحكومة معين عبد الملك من مغادرة عدن الى سيئون لو اذن لها ولاة أمرها الكبار ..
الشرعية هي التي اوصلت نفسها الى هذا الوضع !! باختصار أبوظبي تريد أن تجلد الرياض في اليمن، أما الشرعية فلسان حالها يقول ( انا الغريق فما خوفي من البللِ )