بقلم - ابوالحسنين محسن معيض
1 – وسوسة – أسوة بطارق والعذري و … ، وغيرهم من القادة والسياسيين ممن غزوا عدن واحتلوها قبل بضع سنين . هل ممكن استقبال الأفندم علي محسن لحمر ، نائب رئيس جمهورية الشرعية في عدن ، وتوفير الحماية اللازمة له ؟ ! . ولا بأس أن يرفرف علم اليمن الديمقراطي على الأطقم المرافقة ، وعلى أكتاف مستقبليه من قيادة الانتقالي .
سيقول متعصبون ، باستحالة ذلك ، وأن دونه قطع الرقاب ، وحقوق الشعب ، وقضية الجنوب ، ودماء الشهداء ، و … و … و … !! . وفي الأخير سيتجلى لهم الواقع ، أن ليس لهم من الأمر شيئ ! .
يكفي أن يرحب – المندوب السامي – الآمر الناهي ، الحاكم القائد الفعلي لعدن بذلك . عندها ستخرس تلك الآلسنة ، وترضخ عقولهم لسياسة فن المستحيل.
2 – حلم اليقظة – لو كنتُ ذا مركز قيادي وثقل سياسي في المجلس الانتقالي ، ولدي النية الخالصة الصادقة تجاه الجنوب ومطالبه العادلة ، لطلبت بإصرار أن يعقد اجتماع مجلس النواب في محافظة عدن ، ولقمت بجعلها تلبس أجمل حُللَها وحُليَها ، نظافة وسيرا وسلمية ، ولجعلت العلم الديمقراطي يرفرف بجانب العلم الرسمي ، ورفعت لوحات ضخمة ترحب بهادي وشرعيته ، ولنظمت موقعا قريبا لاعتصام وطني سلمي في أحسن صورة ، يحمل لافتات تطالب بالحقوق الجنوبية . وكل ذلك تحت أنظار العالم تنقله عدسات الإعلام المختلفة .
وما يثير تساؤلي ، أنني أعرف أن في المجلس من يفوقني ذكاء سياسيا ، ودهاء تكتيكيا ، وعبقرية تخطيطية ، ولكن كيف لم يدر بخلده ذلك ؟! . أم أن الهدف الاستراتيجي يتطلب غير ذلك ؟ ، أم أن النيات والمقاصد ليست كما تبدو عليه ؟ ، أم أن المحرك الخارجي قد فرمت العقول على مخططه الخاص وتنفيذ أوامره فقط ؟ . على العموم قد ربك ستر ، وإلا كان خربتُ الشغلة ذي في رأس المندوب السامي ، ماعنده مزاح .. ولأصبح الحسن يتيما.
3 – قيلولة ما أعجب له هو تلك الرحلات المكوكية التي قام بها القائد رئيس المجلس الانتقالي عيدروس الزبيدي ، ميمما شطره تجاه لندن وموسكو ، لعرض ملف القضية الجنوبية عليهم ، واقناعهم بسمو المطالب وعدالة الهدف .
ومصدر التعجب هو أن قيادات المجلس يريدون كسب حلفاء خارجيين ، بينما هم للأسف كل يوم يفقدون من ثقة شعبهم الجنوبي فيهم الشيء الكثير ، وأصبح يصعب اقناع الكثيرين منهم اليوم بقرب تحقق المطالب العادلة التي خرجوا في مليونيات من أجل نيلها .
لقد وصلت القناعة للكثيرين بأن الرجوع للوضع السابق خير لهم ، فهم يرونه أهون بكثير مما يعيشونه اليوم ، من عصبية مناطقية ، وتصفيات شخصية ، واغتيالات واعتقالات ، ونهب وبسط ، وتبعية واذلال ، وتوترات مرعبة ، عبر مواجهات مميتة بين قوى مسلحة جنوبية تسعى لتحقيق مكاسب شخصية ومراكز مرموقة ، ولا ناقة فيها للشعب ولا جمل ، ولا تنمية فيها للوطن ولا أمل . ياقادة المجلس .. بدلا من تلك الرحلات الخارجية ، توجهوا نحو المواطنين بإخلاص ومصداقية ، اثبتوا لهم أنكم حقا تحملون – بجدية وتجرد – همومهم ، عندها لن تحتاجوا بريطانيا ولا روسيا .. سيكون الشعب كله درعكم الواقي وجسركم المؤدي لتحقيق العدل والسلام والخير للجميع.
4 – كابوس من اليوم يقرر رسم شكل الجنوب ، ومصير شعبه . لماذا تفرق الصف المليوني بين ذا وذاك ، ولماذا يصر الانتقاليون على وصم كل من عارض نهجهم وأسلوبهم بالخيانة والعمالة ، ألا يدركون أنهم بذلك يسحبون الوطنية من الجنوبيين ويفقدونهم صفة الثبات على المبدأ ، ويوسمونهم بالخيانة وعدم الوفاء والولاء . كيف سيسعنا وطن وانتم تعتبرون ثلثيه خونة وعملاء ، وكيف سنعمره وأرضه معتقلات لكوادره ، وكيف نزرعه وترابه مدافن لأبنائه ، وكيف سنحميه وقواته مليشيات تنازع بعضها وتحمي مصالح قادتها . وكل ذلك بسواعد جنوبية خالصة . ما لكم كيف تحكمون ؟ أفلا تعقلون ؟!! .
5 – تثاؤب يقولون أنتم تقودوننا إلى باب اليمن من جديد .. ولا ينظرون خلفهم ليروا من ذا الذي يسوقهم سوقا نحوه .