بقلم - أبو زين
في مثل هذا اليوم 26 مارس، وقبل أربعة أعوام من الآن دوى هدير طائرات حربية وهي تجوب سماء العاصمة صنعاء فجراً، لتندلع بعدها بدقائق غارات جوية قصفت عشرات الأهداف العسكرية لجماعة الحوثي، معلنة انطلاق عمليات عاصفة الحزم العسكرية، في لحظة فارقة من مسار التاريخ اليمني.
هبّ اليمنيون فجراً على أصداء أصوات الانفجارات وشاهدوا القنوات التلفزيونية التي كانت تعلن ما كان بمثابة المعجزة: تحالف عروبي تقوده المملكة العربية السعودية يبدأ العاصفة الرامية لكسر انقلاب الحوثي ومساندة الشرعية وإعادة الاستقرار للبلاد.
واليوم، وبعد مرور أربعة أعوام من القتال تعود هذه الذكرى من جديد ولكن بواقع مختلف: فالإحباط بات يملأ نفوس اليمنيين، خاصة وهم يرون الإمارات (الشريك الثاني في التحالف العربي) وقد عبثت بالمشهد المحلي بالبلاد كعدو خبيث يحاول باستماتة إغراق اليمن في حمامات دم وحروب أهلية وانقسام مذهبي ومناطقي دائم.
لقد وجهت دولة الإمارات طعناتها الغادرة بحق التحالف العربي طوال أربعة أعوام من القتال، الأمر الذي تسبب في التعقيدات التي باتت جلية في المشهد الراهن، كما أن سياساتها الرعناء أعطت الحوثيين الجرعة اللازمة للصمود أمام ضربات التحالف، وبدل أن نشاهد انكساراً لمشروع الانقلاب صرنا نشاهد انكساراً تلو الانكسار لمشروع الدولة والجمهورية.
إن ما مارسته الإمارات ضد السعودية وضد التحالف وضد الشرعية وضد اليمنيين طوال الأعوام الفائتة لا يعدو كونه خيانة تاريخية تستدعي معها من تلك الأطراف جميعاً وعلى رأسها السعودية والشرعية دراسة الموقف من جديد وتصحيح مسار الحرب، ووقف كل ما يمكن أن يحول دون تحقيق الغاية الأسمى المشتركة: إعادة الدولة لليمنيين وإعادة اليمن للحاضنة العربية.
وفي خضم هذا الواقع الملغوم يتساءل اليمنيون: متى تقطع السعودية والشرعية اليد الإماراتية العابثة باليمن؟ لماذا كل هذا الصبر والبلد صار على شفا الإنهيار الكبير؟ ألم يحن وقت الحساب؟!
يجيب اليمنيون: لقد حان الوقت لاتخاذ مواقف استثنائية وليس أقلها طرد الإمارات من التحالف العربي، وإعادة الحزم من جديد للعاصفة التي فقدت بوصلتها منذ أمد بعيد. حينها لن يصمد الحوثي كثيراً، وسيقطع اليمنيون وأشقاؤهم السعوديون النبتة الإيرانية الخبيثة من جنوب الجزيرة العربية إلى الأبد في أسرع من لمح البصر.
كتبه: أبو زين