بقلم - د كمال البعداني
حملة امنية مشكلة من العديد من الوحدات العسكرية والامنية في تعز وجه بها المحافظ لبسط هيبة الدولة في كل المربعات داخل المدينة والقبض على المطلوبين امنيا والمتهمين بجرائم عديدة ..
ولولا معرفة السلطة المحلية ان تلك العناصر تمتلك الاسلحة المتنوعة من الكلاشنكوف الى الصاروخ الحراري و القادرة على مجابهة اي حملة امنية لما حشدت تلك الحملة الكبيرة ومن مختلف الوحدات العسكرية والامنية ، فطبيعي ان يكون هناك اصوات قذائف وازيز رصاص وسقوط ضحايا وجرحى من جانب رجال الدولة ومن الطرف الاخر وحتى من المدنيين وخراب اثناء المواجهات . وهذا يحصل في اي بلد وبسط هيبة الدولة وتحقيق الامن له ثمن وثمن اليوم سيكون اقل بكثير من ثمن الغد ،
فلماذا التباكي والعويل والاستنكار على سقوط ضحايا وجرحى ؟ فهل كان على المحافظ مثلا ان يبعث رسائل للمطلوبين عن طريق البريد الالكتروني او عن طريق الواتس ويطلب منهم اخلاء الاماكن التي يسيطرون عليها وتمكين الدولة من السيطرة عليها ثم يقومون بتسليم انفسهم للسلطة المحلية ، هل كان المطلوب من المحافظ ذلك يا حمائم السلام ؟
ومع هذا ومن بعد اربعة ايام على انطلاق الحملة الامنية لم يسقط من الضحايا ولا 1٪ من الذين سقطوا خلال ساعة واحدة اثناء مهاجمة النخبة الاماراتية في شبوة لبعض القبائل هناك .
والذي بلع الكثير من الكتاب والناشطين الستنهم على ما حدث هناك عكسهم اليوم ،، ومن المخجل والمؤسف والمضحك في نفس الوقت ان كتاب كبار يطالبون ليل نهار ببسط هيبة الدولة في عدن وانها الفوضى هم انفسهم اليوم وعندما تحركت الدولة لبسط هيبتها في تعز رفعوا عقيرتهم وقالوا ان المواجهة هي بين الاصلاح وكتائب ابو العباس . اختزلوا كل الدولة في تعز بالاصلاح وابو العباس وانه لولا الاصلاح ان تعز تعيش في نعيم !!..
وهنا يحق لنا ان نتسائل ونقول اين النعيم في عدن وقد تم قشط الاصلاحيين كما قال الكاتب الكبير فتحي بن لزرق (الذي جانبه الصواب اليوم في وصف ما يدور في تعز ) ؟ تم قشطهم من عدن عن طريق القتل والاعتقالات والبقية مشتتون في الخارج مثلهم مثل الكثير من السلفيين الذي على غير نهج بن بريك .
فهل تحقق النعيم في عدن ؟ ؟
القضية ليست الاصلاح ولا امي سعيدة بقدر ماهو برنامج تم تطبيقه في عدن وفي العديد من المدن الجنوبية ويراد تطبيقه في تعز تحت نفس الشماعة وفي مارب والجوف وفي كل مدينة لا تخضع لطاعتهم .
تحت نفس الاسطوانة ونفس العناوين من عام 2013 حتى اليوم . لن يتركوا تعز حتى تركع وتقبل بالاحزمة وتصبح نسخة من عدن فيسافر المسؤول المدني ا والعسكري من تعز الى ابو ظبي مباشرة لا يخاف من هادي ولا من الذئب على غنمه ، لن يتركوا تعز حتى تعتصم الامهات امام المعتقلات كما هو الحال في عدن ، لكنهم لا يعرفون تعز جيدا فتعز هي ايقونة سبتمبر وملهمة اكتوبر لا يعرفون تعز ..
ومايضحك اكثر هو عويل اعلام الانتقالي وبكائهم على تعز فمن يسمعهم يخيل اليه ان الالاف من السياح الغربيين يتسابقون على الاستجمام في شواطئ عدن الجميلة بسبب الامن والامان هناك .!! الا يدرك هولاء انهم قد حولوا عدن الى (قرية ) .
ولا مقارنة البته بين الوضع الامني في تعز والوضع في عدن .. الانتقالي يشبه المريض المصاب بمرض خبيث ومعدي فهو يسعى الى نقل العدوى الى اكبر عدد ممكن حتى لا يكون هو فقط موضع اتهام وظنون