بقلم - أبو زين
من يتابع تغريدات هاني بن بريك في الآونة الأخيرة – وليس متابعاً للشأن المحلي – سيشعر أن الرجل في قلب نيران الحملة الأمنية التي تشنها الوحدات الأمنية النظامية ضد العناصر التخريبية.
كمية وجع لا توصف ووعيد وتهديد وصراخ يشي بقدر الألم الذي يشعر به بيدق الإمارات الأول في عدن، حتى ليخيل للمرء أن الحملة الأمنية صارت على مشارف بيته وبدأت بتكسير الباب بحثاً عنه، في حين أنه في الواقع خارج البلاد، ومليشياته تنتشر بكثافة في كثير من مدن جنوب اليمن.
وهنا يحق لنا أن نتساءل: لماذا هذه الفورة المشتعلة في منصات التواصل من قبل بن بريك وقيادات ما تسمى بالمجلس الانتقالي أو حتى أنصارهم، إزاء الأحداث الجارية في مدينة تعز؟ موضوعية التساؤل تنطلق من ادعاء وزعم هذا المجلس وتلك القيادات المرتهنة للخارج أنهم يسعون للانفصال ولا يكترثون لما يجري في المحافظات الشمالية لليمن. وتعز بمقاييسهم هم – لا مقاييسنا نحن – مدينة يمنية شمالية، وبالتالي فأية تطورات داخلية تطرأ فيها لا تعنيهم في شيء. لكن وكما يقول المثل: من تغدى بكذبة ما تعشى بها؛ ناحت عقيرتهم بالبكاء والعويل والتهويل مع أول رصاصة أطلقتها الدولة صوب المربعات التي تحولت الى أوكار يختفي بداخلها عملاء الإمارات المنتمين لجماعة الإرهابي أبو العباس، وبدأوا حملة نواح مكذوب تحت يافطة “حماية المدنيين”.
نحن أمام كوميديا سوداء – إن جاز التعبير – فالقاتل والمغتصب والسارق تحول بين ليلة وضحاها الى حمل وديع وحمامة سلام، وصار منظر الدم يؤذي مشاعره “الحساسة”، كما صار الانفصالي المناطقي وحدوي في رمشة عين!
دموع التماسيح ألفناها كثيراً، وما جرى بتعز اليوم سيجري عليكم غداً. أردناها منذ البدء دولة وجمهورية ونظام “يقط المسمار” وصبرت الدولة عليكم كثيراً يا زبانية “عيطروس” حتى تماديتم ونفشتم ريشكم ولكن “الصبر له أجل” وإن غداً لناظره قريب!