بقلم - ابو الفاروق الحجوري
ما كان للحوثيين ان يدخلوا العبيسة بعد خمسين يوما من صمود الأبطال لولا حسابات السياسة القذرة وهي هي من أردت اليمن بين فكيّ الحوثي بداية من دماج وعمران وصنعاء ونهاية بالعبيسة كشر .
وليس الجديد في الأمر نفس اللاعب المتكرر في كل جولة من جولات السقوط وهو “المخزون” .
دعونا نكون اكثر وضوحا ..
كان سير المعركة يسير بشكل جيد لصالح الأبطال من ابناء حجور من بداية اندلاع الاشتباكات وكانت هناك تغطية جوية جيدة من قبل مقاتلات التحالف العربي ، وكان الابطال في الميدان ليس لهم هم الا القتال والدفاع عن ارضهم واعراضهم دون الالتفات الى من يقود المعركة فابطال حجور كلهم قادة ، حتى القائد الميداني المعروف “ابو مسلم الزعكري” كان على تواصل مع قادة الجيش ويجري بينهم التنسيق ، لكنه مؤخرا يرفض حتى الاتصال لأسباب غير معروفة.
كل ذلك كان يسير بشكل لصالح الابطال المقاومين
حتى حشر نفسه احد الشخصيات الاعتبارية بالمحافظة والمنشق حديثا عن الحوثيين ودَعى الى اجتماع موسع لمشائخ المحافظة قبل نحو اسبوع
بعدها بدأت الاحتكاكات بين القادة الميدانيين وتغيرت سير المعارك لصالح الحوثيين.
من المضحك ان صاحبنا خرج بمنشور على حائطه بالفيس بوك يُلقي اللوم على خصومه التقليديين يتهمهم بالتآمر والخذلان ويطالب بالتحقيق معهم ومحاسبتهم .
اما قيادة المنطقة الخامسة لا شئ يُعفيها عن مسؤليتها تجاه ابناء حجور على الاطلاق .
لكن دعونا اكثر واقعية وانصافا
لا يُحمّل الرجل ما لا يطاق فقوة منطقته لا تكفي لفك الحصار عن حجور والاللتحام بالابطال هناك لا امكانات آلية عسكرية ولا بشرية تسمح بذلك .
وتتواجد قواته في منطقة مفتوحة على نطاق سبعين كيلو متر بداية من ميناء حبل على حدود مديرية عبس بالشريط الساحلي وانتهاءً بمثلث عاهم وما بعده ويحيط به العدو من كل مكان .
ولولا جهده وضباطه وافراده وبسالتهم لأخذ الحوثي كل هذه المساحة واعادهم الى نقطة الصفر كما فعل في محور حرض.
وهنا لست معني بالدفاع عن الرجل _ كما هي شهادة مطلع عليها ويجب قولها _ فتأريخه ونضالاته كفيلة بذلك بداية من حرب حجور عام 2012
فهو الضابط الوحيد الذي قاتل في حجور قتال الابطال وحوصر لأكثر من ثلاثة ايام فيما كان غيره يتربص بحجور الدوائر.
اشهد لله ان يحيى صلاح اكثر شخص يحمل هم حجور وأقام الدنيا واقعدها وطالب واحتج وهدد بالاستقالة لاكثر من مرة
_ان لم يتم انقاذ حجور وتوفير ما يلزم المعركة التي يقودها بنفسه _ اخرها امس قدم استقالته لنائب رئيس الجمهورية وقائد القوات المشتركة.
قد يقول أحدكم تم ارسال عدة كتائب ولواء للسلفيين الى المنطقة الخامسة فلماذا لم تتحرك ؟؟
نعم تم وصول خمس كتائب الى المنطقة اكثر كتيبة قوامها 60 فردا لم تستطع المنطقة تسليحهم وتوفير امكانيات المعركة.
اما لواء السلفيين فهم منضوون على أنفسهم لا يريدون الاختلاط بأحد او القتال تحت قيادة أحد او التعاون مع المنطقة فهم عالم آخر لحالهم..
فكيف يريدون نجدة حجور ؟
رغم هذا لا زالت هناك فرصة لإنقاذ ما يمكن انقاذه في كشر
ولا زال الابطال مقاومون على جبال كشر
فيجب على الشرعية والتحالف وعلى وجه السرعة توفير متطلبات المنطقة من امكانيات المعركة للتحرك إلى حجور وتحميل قيادة المنطقة مسؤلية الفشل ان حدث
اما القاء اللوم والتهم جزافا على الرجل دون علم بما يجري شئ مؤلم حقا.