بقلم - مفضل اسماعيل الابارة *
– إذا انهدم العمود سقط الرأس ..
– نحن لا نتكلم هنا عن الرجلين لما يملكانه من كفاءة وقدرة ، فنحن على يقين أن الشعب اليمني العظيم فيه من المواهب والكفاءات ما يفوق كل القيادات الموجودة ..
– ولكننا نتكلم عن الجانب الدلالي الذي يمثلانه في هذه المرحلة بالذات من حياة شعبنا.
– حيث أن الرئيس هادي هو الرئيس المنتخب شعبياً بإجماع يمني لم يسبق له نظير والسلطة الشرعية المعترف بها إقليمياً ودولياً هي سلطة الرئيس هادي , وما شكله هادي بحكم قيادته الشرعية للبلاد من قيادات ممثلة في النائب والحكومة ورئاسة القضاء وغيرها .. أما ما عدى ذلك فإن الجهة التالية في الشرعية للرئيس هادي هي سلطة مجلس النواب المنتخبة شعبياً كذلك..
– ومن المعلوم أن وضع مجلس النواب بحكم سلطة القهر التي ما زالت تسيطر على معظم المحافظات ذات الكثافة السكانية .. وكثافة التمثيل النيابي .. ومن المعلوم أن صالح ما زال يتحكم في عدد كبير من أعضاء هذه السلطة “البرلمان” بحكم الأمر الواقع ..
– لذلك فنحن على يقين أن الرئيس هادي يدرك أن التفريط في سلطته في هذه المرحلة تعني التفريط في شرعيته.. وتسليم السلطة على طبق من ذهب لصالح وحلف الانقلاب .. وهذا يعني التفريط بقضية الشعب اليمني .. وبكل نضالاته وتضحياته من أجل استعادة الدولة اليمنية الاتحادية .. وانهاء سلطة الانقلاب .
– والدولة اليمنية الاتحادية هي مشروع الرئيس الذي التف حوله اليمنيون من اجله وقدموا في سبيل ذلك قوافل الشهداء وجيوش الجرحى .. وربطوا مصيرهم بهذا الحلم الوطني الكبير .
• المعركة العسكرية والسياسية
– بعد أن ادرك الانقلابيون أن الخناق العسكري قد ضاق عليهم .. وبعد الضربات الموجعة التي وجهتها لهم قوات الجيش الوطني وقوات التحالف العربي .. بقيادة المملكة العربية السعودية .. خاصة وقد أضحت قوات الشرعية في تخوم العاصمة وعلى مشارف بحر الحديدة .. أيقن الانقلابيون أن قدرتهم على المناورة العسكرية محدودة بل عديمة الجدوى .. لذلك تحركوا من خلال حلفائهم الظاهرين والأخفياء إلى تفعيل المعركة السياسية لعلهم يكسبون بالسياسة ما خسروه بالحرب ..
فتحركت المبادرات السياسية التي هدفها انتشالهم من الهزيمة المحققة .. بل وتحقيق انتصار كبير على الشرعية وعلى التحالف العربي بكله.
– وكانت يد الشيطان التي تمرر من خلالها هذه المبادرات للأسف هي الأمم المتحدة .. عبر ممثليها في اليمن أولاً : جمال بن عمر الذي ظل يشرب الشاي الأخضر مع الحوثيين في الموفمبيك .. وهم يخطفون المتحاورين معهم ويطرقون أبواب صنعاء , والذي ظل لعدة أيام في صعدة حتى يتمكنوا من اسقاط العاصمة .. والذي لم يجرؤ حتى على اصدار بيان إدانة واحد .. او توضيح واحد بالمعرقل للحوار .
– ومن بعده ولد الشيخ الذي أصبح عراباً للمبادرات التي تستهدف الشرعية وتخدم حلف الانقلاب.
– نعم .. الأمم المتحدة هي يد الشيطان التي تعبث بمصير اليمنيين اليوم .. مثلما تعبث بمصير السوريين والليبيين وغيرهم .. وإلا فخبروني ما هو الانجاز الذي حققته الأمم المتحدة لأي دولة عربية أو اسلامية تدخلت فيها.
– لا تحدثوني عن القرار (2216) وغيره من القرارات التي صدرت لصالح القضية اليمنية , فهذه القرارات بذلت من أجلها السعودية وبعض دول التحالف دم قلبها .. وخاضت من اجلها معركة دبلوماسية اسطورية .. وليس الفضل فيها لا لمواثيق الامم لمتحدة ولا لادارتها وحيادها المزعوم.
• فضيحة مبادرة كيري:-
– بعد التعنت الكبير الذي أبداه حلف الانقلابيين في مشاورات جنيف والكويت , ورفض هذا الحلف لكل المقترحات الأممية .. وبدلاً من أن يمارس الضغط الدولي على المتعنتين .. فوجئنا بمبادرة “كيري” الفضيحة” التي تستهدف الرئيس هادي وسلطته بأسلوب فج ومتناقض مع كل القرارات الأممية .. ومع كل التوافقات السابقة.
– ورغم الهدوء (القاتل احيانا) الذي تتميز به سياسة الرئيس هادي .. إلا أنه في المنعطفات الحاسمة يظهر معدنه الاصيل .. وحنكته وشكيمته .. فاتخذ ذلك القرار الشجاع برفض هذه المبادرة بل والامتناع عن لقاء ممثل الأمم المتحدة.
– وإزاء هذا الموقف الصلب للرئيس هادي .. أدرك الانقلابيون وحلفاءهم بحاجة مبادرتهم فقرروا أن يتراجعوا خطوة للوراء .. وذلك بتعديل المبادرة لتبقي على الرئيس هادي شكلياً .. ولكنها استمرت في استهداف ركائز شرعيته .. من خلال استهداف رجله القوي ونائبه المؤتمن “محسن” .. لأن التخلص من محسن سيسهل مهمة التخلص من هادي وشرعيته ويحقق طموح الانقلابيين في الانتصار السياسي لمشروعهم التدميري لليمن والمنطقة .
• أخطاء الماضي القريب:-
– لا شك أن الرئيس هادي بخبرته المعهودة .. قد استفاد من أخطا الماضي القريب حين فكك الفرقة الأولى مدرع (التي كان سقوطها بداية السقوط للوطن) وسلمها لأحد رجال المخلوع فرقها شذر مذر .. بينما اكتفى بتغييرات شكلية في قيادة الحرس الجمهوري لم تمس القوة الضاربة للمخلوع ,
وحين اعتمد على وزير دفاعه الخائن “محمد ناصر احمد” الذي خذل القوات الضاربة المدافعة عن الجمهورية والشرعية وأدخل الحوثيين إلى غرفة نوم الرئيس.
– وبالتالي من المستحيل أن يتخلى عن سيفه الضارب ودرعه الحصين “محسن” الذي يحسب له الانقلابيون وحلفاؤهم ألف حساب.
– إن الرئيس هادي يدرك أن سلطته وشرعيته ليست ملكاً شخصياً له ليتنازل عنها .. بل هي ملك الشعب اليمني العظيم التواق للانعتاق من هذه العصابات الاجرامية والتطلع إلى دولة اليمن الاتحادي القائمة على العدل والمشاركة في السلطة والثروة بعد قرون من الاستئثار والظلم والجبروت.
– كما أن الرئيس هادي يدرك أن التخلي عن شرعيته يعني التفريط بمصير اليمنيين ودماء شهدائهم بدءا ًمن القيادات الكبيرة “امثال القشيبي .. وقطن .. والابارة .. والشدادي” مروراً بأقرباء الرئيس الذين قدموا أرواحهم في سبيل الحلم اليمني الكبير .. وصولاً إلى كل جندي ومقاوم بذل دمه من أجل عزة اليمن ومجدها وانتصارها ..
– كما أن الرئيس هادي يدرك .. أن التخلي عن شرعيته يبدأ بالتخلي عن قياداته .. الممثلة في نائبه العتيد .. وحكومته الشرعية .. لأنه من السهل بعد ذلك أن يأتي حلفاء الانقلاب اللؤماء ببحاح آخر .. “وما أكثر البحابيح” ليسلمهم مصير الوطن على طبق من ذهب مغموس بدماء اليمنيين واشلائهم وأنين ثكلاهم .. ومعتقليهم ومشرديهم .. وجرحاهم.
• ملاحظة على الهامش :-
– لإخواني الصحفيين والاعلاميين ومرتادي شبكات التواصل الاجتماعي والسياسيين كذلك من انصار الشرعية والدولة اليمنية الاتحادية .. ألم تسألوا أنفسكم .. !
– لماذا هذا الاستهداف الدولي اللئيم والاصرار الفج على استبعاد الفريق علي محسن من المشهد السياسي؟!.
– لماذا تصر حتى بعض دول التحالف “التي تلعب على الحبلين” على استبعاده !
– لماذا يصر بعض الليبراليين والعلمانيين .. حتى في بعض دول التحالف على استهدافه؟!
– لماذا يجتمع الحراكيش .. والحوافيش .. والخلاعيش “انصار المخلوع” .. على النقمة المجنونة من هذا الرجل؟!
– لماذا يجتمع كل أعداء اليمن ضده أكثر من غيره؟!
– لماذا كل هذه الحملة الدعائية منذ سنوات على الرجل .. وكأنه سبب كل نكباتنا ومصائبنا .. ورغم سيطرة الانقلابيين على كل المحافظات من قبل بما فيها عدن والعاصمة وغيرها .. إلا أنهم لم يستطيعوا أن يقدموا دليلاً واحداً يثبت واحد من المليون من مزاعمهم ضده.. ؟! .
أعتقد أن الجواب واضح .. لأن الرجل يمثل بعد الرئيس هادي العدو الأول للمشروع التدميري الفارسي لليمن وللمنطقة .
– ومن هنا فعلينا أن نسأل أنفسنا :-
لماذا يتساوق بعض اعلاميينا بشكل ساذج مع اطروحات الانقلابيين وأعداء الوطن ؟! ويرددونها بشكل ببغاوي غير واعي !
لماذا لا نكون أكثر وعياً .. ونحصن جبهتنا الداخلية .. وندافع عن أنفسنا وشرعيتنا كما يفعل صحفيو الانقلابيين .. رغم هول الفضائع التي يرتكبها قادتهم ضد الدين والوطن والانسانية ؟!
– أعزائي .. انتقاد أخطاء الشرعية شيء .. واستهداف صفها وقياداتها شيء آخر .. فلنكن أكثر ادراكاً .. لننسج معاً صباح الانتصار القريب بإذن الله .
والخلاصة :-
– هناك ثلاث دعامات رئيسية لمشروع اليمن الاتحادي الذي هو مشروع الرئيس هادي بالأساس .. على الرئيس هادي أن يتمسك بها مهما كانت الضغوط .. لأنه إن فقد واحدة منها .. فقد شرعيته وقضيته .. بل قضية اليمنيين جميعاً .. بل وجر مزيداً من المآسي على بلده والمنطقة برمتها .. هذه الدعامات هي :-
1- ما اتفق عليه اليمنيون في مخرجات الحوار الوطني .. وخاصة ما يتعلق بدولة الاقاليم الستة الاتحادية ومسودة الدستور.
2- قيادة التحالف العربي ممثلة في الملك سلمان ابن عبدالعزيز حفظه الله .. النصير الوفي للقضية اليمنية.
3- نائبه ورجله القوي / علي محسن .
• وختاماً – نحن نمر بمرحلة مصيرية .. ينتصر بعدها اليمنيون إلى الأبد بإذن الله .. أو …………………… لا سمح الله .
– فلنكن أكثر وعياً وحرصاً .. فاليمن مسئوليتنا جميعاً .
*عضو مجلس البرلمان اليمني