مالذي يريدونه من مأرب وجيشها ..

عدن نيوز24 يناير 2019
مالذي يريدونه من مأرب وجيشها ..
توفيق عبدالملك فرحان
توفيق عبدالملك فرحان

بقلم - توفيق عبدالملك فرحان

بين الفينة والأخرى ينبري بعض المأجورين بالهجوم على مأرب قيادة وسلطة رسمية وجيشا وطنيا ..

كثيرة هي السهام التي تحاول النيل من شرفها وكبريائها وصمودها وثباتها ..

تتعدد مصادر السهام المتطاولة على شموخها ، لكن يجمعها الإنتقام والثأر والحقد من تاريخها النضالي الحديث ..

مأرب التاريخ اليمني القديم أبى إلا أن يحفظ لليمن تاريخه المعاصر يوم اقتحمت المليشيات صنعاء وأسقطت مؤسسات ومعسكرات الدولة وتعايشت المحافظات المختلفة مع المليشيات كسلطة أمر واقع ..

وحدها مأرب أبت الخضوع وأعلنت الرفض للمليشيات وأقامت المطارح في نخلا والسحيل كأول شرارة مجتمعية رافضة للانقلاب ..

سقطت الجمهورية كنظام وبقت شرارتها متقدة في مأرب..

سقطت مؤسسات الدولة وبقت متماسكة في مأرب ..

سقطت معسكرات الدولة وخان قادتها شرفهم العسكري وبقى الشرف العسكري في مأرب فقط ..

حجمت السلطة الشرعية وحوصر رئيس الجمهورية والوزراء وبقت السلطة في مأرب وأزدادت قوة بتلاحم المجتمع كله خلفها رفضا للمليشيات..

تلاشي الجيش اليمني الذي دفع له اليمنيون دماء قلوبهم من خمسين عاما ولم نسمع عن عقيدة عسكرية ولا شرف عسكري ولا ولاء وطني ولا روح قتالية وضمير حي ..

وبرزت نماذج فريدة من بقايا الجيش المتهالك والممزق من خلال بعض بقايا المعسكرات في مأرب والجوف بقيادة اللواء الشدادي والقميري وبعض زملائهم من الكتائب العسكرية والوحدات الأمنية التي تماسكت وانحازت للوطن وحافظت على شرفها العسكري وكانت نواة الجيش الوطني في مأرب الذي مزج بين الخبرة العسكرية القديمة وبين الشباب المقاوم الذي التحق بمارب من مختلف محافظات الجمهورية باحثا عن دور بطولي في استرداد وتحرير العاصمة متى ما أعلنت ساعة الصفر و تهيئ الدعم لجبهات نهم وصرواح التي أصبحت قاب قوسين أو أدنى من العاصمة ..

يتطاولون عل الجيش في مأرب متناسين أنه جيش معارك لا استعراض جيش قدم قادته في طليعة الشهداء قدم الشهيد اللواء عبدالرب الشدادي والشهيد العميد أحمد صالح العقيلي والشهيد العميد زيد الحوري وغيرهم من الشهداء الأحرار الذين ينحتون الإنتصارات في جبال نهم وصرواح الوعرة والمترامية الأطراف وسط طوفان بشري من كوادر ونخب المليشيات وقوات الحرس الجمهوري الذين أوكل لهم حماية العاصمة وزودوا بمختلف الأسلحة من صواريخ باليستية وراجمات وقواذف ومدرعات مختلفة ..

باعتبار المعركة الحقيقية للمليشيات هي في حماية أسوار العاصمة من السقوط ..

ومع ذلك فالجيش في تقدم دائم رغم حقول الألغام وشراسة المعارك ووعورة التضاريس وكل يوم وهو في تقدم مستمر وسط إنكسارات متتالية للمليشيات ..

لذلك لا غرابة أن تكون السهام متتالية إلى صدر مأرب قلب اليمن النابض عزة وحيوية وكرامة ..

لا غرابة أن تتطاول سهامهم على كبريائها وهي التي فتحت ذراعيها لكل أبناء اليمن بلا إستثناء وإذا شئتم فانظروا لتروا أغلب مسؤوليها من كل اليمن وسترون جيشها من كل الوطن قادة وأفرادا لبوا نداء الواجب في مدينة تعتبر نفسها أصل العرب فكيف تضيق ببعض أبناء الوطن …

هم لا ينتقدون محافظك وإن ناله الجزء الأكبر من الهجوم ..

هم لا يشككون بالجيش الوطني وإن كانوا يتناولونه بالتشويه ووصفه بالملشنة وهو على خط النار يقدم الدم بل وكان آخر سور للجمهورية أبى الإنكسار وظل عقبة أمام توسع المليشيات شرقا نحو حضرموت والمهرة والجوف ..

لكنهم باختصار ..
ناقمون منك يامارب لأنك النموذج الأروع للمناطق المحررة ..

ولأنك السلطة الوحيدة الخاضعة للشرعية دون أي ولاءات جانبية ..

ولأنك الوحيدة بلا مشروع جانبي إلا مشروع الإنتصار لليمن الواحد الاتحادي ..

ولأنك يا مأرب تجنبت طريق الفوضى والإنفلات الأمني وشققت طريقك نحو الإزدهار والتنمية رغم المكر والتشويه والسهام الموجهة إلى صدرك ..

ولأنك صدر اليمن الحاني وحضنه الدافئ…

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام الموقع ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، ولتحليل حركة الزيارات لدينا.. المزيد
موافق