بقلم - د كمال البعداني
بعد الاحداث الدامية التي وقعت في قرية هجر مديرية مرخة محافظة شبوة بسبب ( النخبة ) الشبوانية ، فاني اقول ؛ اخي المنخرط فيما يسمى النخبة الشبوانية التابعة للامارات . استحلفك بالله ان تقف قليلا مع نفسك وتسألها بصدق لماذا انشأت الامارات هذه القوات ؟ وهل هي لمصلحة شبوة واهاليها ام لمصلحة الامارات واهدافها ؟
اذا فعلت ذلك ستجد الاجابة امامك واضحة وضوح الشمس ،
الإمارات انشأت هذه القوات لخدمة اهدافها وسياستها ومشاريعها في اليمن عامة وشبوة خاصة . هي تعرف ان قبائل شبوة قبائل يمنية عريقة معظمها من اصول سبأية وحميرية لن تقبل الضيم ،
ولذلك كونت الامارات ( النخب ) على اساس قبلي ومناطقي ( نخبة الواحدي ، نخبة العوالق ، نخبة العلم بني هلال ) وهكذا وماذاك الا لكي تضرب كل قبيلة باخرى تحت حجج مختلفة فيتفكك المجتمع الشبواني وتستطيع بعدها الامارات ان تفعل ما تريد في شبوة وابناء شبوة .
نفس سياسة بريطانيا عندما كانت في الجنوب اليمني فقد اسست قوى عسكرية عديدة منفصلة عن بعضها ( جيش عدن او جيش الليوي ، الحرس الحكومي ، الحرس القبلي ، جيش البادية ، الجيش اللحجي ، جيش المكلا النظامي ، الجندرمة القعيطية والكثيرية ) لتستخدم كل قوة ضد الاخرى ، وقد اختارت المجندين على اساس مناطقي ( فصيل العوالق والعواذل ، يا فع وعزان ، فصيل الحسني والميسري ) بحيث يمكن لجيوش كل قبيلة او منطقة اخضاع الاخرى من دون ان تردعها عوامل القرابة والولاءت القبلية .
الامارات تعارض ادماج الاحزمة والنخب داخل الجيش وماذاك الا لكي تضل مثل هذه القوى عصا بيدها تستخدمها ضد السلطة ومن اجل مشاريعها هي ، اسال نفسك هل تستطيع ان تدخل مثلا منطقة الكنب في بلحاف او المناطق الحيوية ؟ مستحيل ان بسمحو لك بذلك ، فهم ينظرون اليك كمرتزق للحراسة فقط مقابل ثمنا بخس دراهم محدودة . حتى هذه الدراهم هي في الاصل
من ميناء الضبة وغيرها من الموانئ التي تشرف عليها الامارات ،
والمجتمع ينظر اليك كفرد في مليشيات غير نظامية تتبع دولة خارجية ،
كيف تسمح لنفسك ان تمد سلاحك ضد اهلك وناسك ومجتمعك تنفيذا لتوجيهات ضابط اماراتي ، اهلك وناسك ومجتمعك هم الثابتين بينما سيرحل الضابط الاماراتي اليوم او غدا ويتركك تواجه مصيرك وثاراتك المتعددة.
كما فعلت بريطانيا مع مجاميعها المسلحة حين انسحبت وتركتها تواجه مصيرها وكان مصيرا اسودا ، وضعكم في النخب والاحزمة سيكون اصعب بكثير بسبب التطور التكنلوجي فكل شي مسجل ومثبت.
ثق تماما ان كل الدماء التي اريقت اليوم في شبوة لم ولن تحرك رمش ضابط اماراتي واحد لانها لا تعنية وليست لها تلك الاهمية هنا او هناك.
ولعله الان يستمع لاغنية لعبد الله بالخير او للفنانة احلام او يشاهد فلم من نوع خاص ، بينما البكاء والعويل في بيوت الضحايا من اهالي قرية الهجر و من افراد ( النخبة ). فهلا اداركنم انفسكم قبل فوات الاوان وقبل ان تندموا في المستقبل ولكن في وقت لا تمندم
#كمال_البعداني
