بقلم - عبدالخالق عطشان
ذات ليلة باردة في مكان قصي من صرواح اجتمع قطيع من مليشيا الإمامة وقرروا الهجوم على مارب يحسبون هجومهم على حين غفلة من اهلها و من قوات الجمهورية العسكرية والأمنية ورجال المقاومة الشعبية يسعون لتصفية سلطتها المحلية واحتلال ارضها والسيطرة على حقول النفط والغاز ومحطة مارب الغازية وتحويل مجرى سد مارب إلى مران والقاء القبض على اكثر من اثنين مليون مهاجر هربوا من بطش الإنقلاب الإمامي إلى نجاشي مارب وارجاعهم إلى بطحاء صنعاء لينالوا العذاب الأليم بسياط أبي جهل وأبي لهب وتحت اشراف الشيخ النجدي الحاضر مع زعماء الإنقلاب في مجلسهم السياسي .
في الليلة الثانية هجم القطيع المليشاوي في ميسرة صرواح واغرته بعض تقدماته فتلقف البعض ممن يأكلون من قصعة الشرعية ويقيلون في أفيائها ويتلذذون من خيراتها تقدمات القطيع ليعلنوا ليس سقوط صرواح وإنما سقوط مارب – ألا في الفتنة سقطوا – وبينما كان الساقطون يهوون في قعر الفتنة كان أبطال الجيش الوطني والمقاومة الشعبية في صرواح يستدرجون قطيع المليشيا إلى نهاياتهم ويرتقون التباب والجبال ليكشف لهم تنفس احد صباحات صرواح عن هلكى الإمامة في كل رابية وشِعب وواد .
عن صرواح وغيرها ينسج أعداء الحقيقة خيوط المؤامرة ويحيكون خيوط الفتنة وكما هو ديدنهم مع كل محاولة انتحارية انقلابية للتقدم يعلنون الهزيمة قبل المعركة ويدعون تسليم الإصلاح للمواقع والمناطق للإنقلابيين وحينما تشرق الشمس في كل جبهة ينقلب هؤلاء الساقطون إلى جحورهم يعضون أناملهم من الغيظ .
في ليلة صرواح الأخيرة أثبت أبطال الجيش الوطني والمقاومة الشعبية فدائية استثنائية على تراب هذا الوطن وأكدوا بما لا يدع مجالا للشك أن التضحية ليست حكرا على حزب بعينه ففي متارس وخنادق صرواح ذابت كل الإنتماءات وانصهرت كل التكوينات ولذلك لا غرو ولا عجب حينما ترى كتائب متجانسة متماسكة تتميز بالصبر والثبات من رجالات الإصلاح والمؤتمر وبقية التكوينات توحد جهودها لملاحقة فلول الإمامة وتطهير الأرض من دنسهم تقدم التضحيات من الشهداء والجرحى والأسرى ما منعها ذلك من المضي في تحقيق النصر واستعادة الجمهورية .
لقد أثبتت ليالي نصر صرواح أن ذمار ما كانت إلا عمودا من أعمدة الجمهورية ودرعا من دروعها وما كانت يوما كرسيا لإمام مستبد أو جارية من جواريه.