انتقد الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، قرار الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، بسحب القوات الأمريكية من سوريا، مشددا القول على أن “الحليف يجب أن يكون محل ثقة”.
وقال، متحدثا من العاصمة التشادية نجامينا، “أشعر بأسف شديد إزاء القرار” الذي اتخذه ترامب بشأن سوريا.
وقد أمر ترامب الأسبوع الماضي بسحب مجمل القوات الأمريكية من سوريا، قائلا إن تنظيم الدولة الإسلامية قد هُزم، فضلا عن إجراء تخفيض كبير في عديد القوات العسكرية الأمريكية في أفغانستان.
وقال ماكرون “أن تكون حليفا يعني أن تقاتل جنبا إلى جنب”، مضيفا أن فرنسا تفعل ذلك مع تشاد في قتال الجماعات المسلحة الجهادية.
وأضاف في مؤتمر صحفي مع نظيره التشادي إدريس ديبي “على الحليف أن يكون محل ثقة وأن ينسق مع الحلفاء الآخرين”.
وامتدح ماكرون وزير الدفاع الأمريكي، جيمس ماتيس، الذي استقال الخميس الماضي في أعقاب إعلان ترامب عن سحب القوات من سوريا.
وقال “أود أن أعبر عن تقديري للجنرال ماتيس … لقد رأينا خلال عام أنه كان شريكا موثوقا”.
وكان الجنرال ماتيس لمح بقوة في رسالة استقالته إلى وجود اختلافات في رسم السياسات مع الرئيس ترامب.
من جانبه، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الأحد، إنه أجرى مكالمة هاتفية “مثمرة” مع نظيره الأمريكي دونالد ترامب.
وقال أردوغان على حسابه على تويتر “أجرينا اليوم مكالمة هاتفية مثمرة مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب توافقنا فيها على تعزيز التنسيق بين بلدينا في العديد من القضايا انطلاقا من العلاقات التجارية إلى المستجدات في سوريا، وآمل أن تحمل الخير لبلدينا ولمنطقتنا”.
وقد أعلن الرئيس ترامب الأربعاء الماضي قرارا مفاجئا بسحب القوات الأمريكية من سوريا، البالغ قوامها 2000، مشددا على أن تنظيم الدولة الإسلامية قد هُزم هناك.
وبدت هذه الخطوة على خلاف مع كثير من وجهات النظر داخل الإدارة الأمريكية نفسها، كما لقيت انتقادات من بعض الحلفاء الدوليين للولايات المتحدة.
وساعدت القوات الأمريكية في تطهير كثير من المناطق بشمال شرق سوريا من تنظيم الدولة الإسلامية، لكن مازالت هناك جيوب لمقاتليه.
ولم يقدم البيت الأبيض جدولا زمنيا للانسحاب، لكن صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية نقلت عن مسؤولين عسكريين قولهم إن ترامب يريد الانتهاء منه في غضون 30 يوما.
AFP
Image caption
توجه الرتل التركي إلى محافظة كلس على حدود البلاد الجنوبية مع سوريا
وفي غضون ذلك أفادت تقارير عن قيام تركيا بإرسال تعزيزات عسكرية الى منطقة الحدود مع سوريا.
وقالت وكالة ديمر أورين للأنباء إن نحو مئة مركبة عسكرية، بضمنها شاحنات خفيفة مزودة بمدافع رشاشة وأسلحة في طريقها إلى المنطقة.
وأوضحت الوكالة أن الرتل التركي توجه إلى محافظة كلس على حدود البلاد الجنوبية عبر محافظة هاتاي الجنوبية أيضا، وضم الرتل دبابات ومدافع هاوتزر وأسلحة رشاشة وناقلات جنود.
وأضافت أن جزءا من المعدات العسكرية والجنود سينشر في نقاط على امتداد الحدود، بينما سيعبر الجزء الآخر إلى داخل الأراضي السورية عبر منطقة البيلي على الحدود التركية والتي تقع على بعد نحو 45 كيلومترا إلى الشمال الغربي من بلدة منبج السورية التي كانت مصدر توتر بين تركيا والولايات المتحدة.
ولم تؤكد السلطات التركية أو أي مصدر مستقل أنباء هذه التحركات العسكرية.
وكان الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، رحب بقرار ترامب سحب قواته من المنطقة وأعلن عن إرجاء عملية عسكرية وشيكة سبق أن أعلنت تركيا عنها ضد المقاتلين الأكراد شمالي شرق الفرات (شمال سوريا).
وقال في كلمة ألقاها في اسطنبول الجمعة إن “مكالمتي الهاتفية مع ترامب، واتصالات أجهزتنا الدبلوماسية والأمنية، فضلا عن التصريحات الأمريكية الأخيرة دفعتنا إلى التريث لفترة”.
بيد أنه استدرك بالقول “لكنها بالتأكيد لن تكون فترة مفتوحة”.
وكان وزير الخارجية التركي مولود تشاويش أوغلو قال بشأن الانسحاب الأمريكي “لدينا خارطة منبج. ناقشنا هل نستطيع تطبيقها بحلول وقت انسحابهم (القوات الأمريكية)”.
وأضاف “لذلك ثمة الكثير من الأمور التي يتعين على تركيا والولايات المتحدة تنسيقها معا … يجب أن لا يحدث أي فراغ تملؤه جماعات إرهابية”.
وكان أردوغان أعلن قبل نحو أسبوعين أن بلاده ستشن “خلال أيام” عملية عسكرية جديدة ضد مسلحين أكراد، تدعمهم الولايات المتحدة، شمالي سوريا.
وتسيطر “وحدات حماية الشعب” على مناطق واسعة شمال شرقي سوريا على الحدود الجنوبية مع تركيا. وتخشى تركيا من أن يحكم الأكراد قبضتهم على الأراضي السورية وأن يشكلوا منطقة ذات حكم ذاتي على الحدود.
ونفذت تركيا عمليتين عسكريتين ضد الجماعة الكردية المسلحة في سوريا منذ عام 2016. وكانت العمليتان غرب نهر الفرات.
كان الهجوم الأول باسم “درع الفرات”، وبدأ في صيف 2016، ودام 8 أشهر، واستهدف تنظيم الدولة الإسلامية والمسلحين الأكراد، وانتهى في مارس/ آذار 2017.
وشنت تركيا مطلع هذا العام عملية ثانية باسم “غصن الزيتون” ضد المسلحين الأكراد في منطقة عفرين. واستمرت العملية شهرين، أخلت خلالهما القوات التركية المدينة من المسلحين الأكراد.
بيد أن القوات التركية تجنبت حتى الآن مهاجمة المسلحين الأكراد المدعومين من جنود أمريكيين شرق نهر الفرات.