بقلم - أنور الصوفي
بكى باسندوه بصدق الرجال المخلصين، فضحكنا عليه، وسخرنا من دموعه التي ذرفها على أبناء شعبه، أولنا دموعه، وقلنا عنها دموع التماسيح، ثم جاءت من بعده هوامير لاتبكي، ولكنها تضحك وتبتسم وهي تسرق رغيف خبزي وخبزك، بل وتتلذذ بمعاناة الشعب، ذهب الرجل الذي يبكي بصدق عندما يرى معاناة شعبه، فيذهب ليعالح ويعمل، لتنتهي المعاناة، فقدناك أيها الباسندوه الطيب الأصيل، وحنينا لدموعك التي تواسينا بها، ولكن هذا جزاء عدم تقديرنا للرجال.
فالمتابع لما يدور في الشارع اليوم يعلم علم اليقين أنه لا أحد يريد مصلحة الوطن والمواطن، فقد خرج من لا يحب الشعب، خرج جلادوه من مخابئهم، فجلدوا ظهورنا، وسلبونا كل شيء، فأصبح الكل يخرب، تعطلت الحياة في عدن، وتاه المواطن بين التحالف والشرعية والمخربين، وقد قالوها قديماً: متى يبلغ البنيان يوماً تمامه إذا كنت تبنيه وغيرك يهدمُ، الدولة تبني، والمخربون يهدمون .
شرعت الدولة في البناء في عدن وغيرها من المحافظات، ورأى المثبطون هادي يسارع في برمجة اليمن الاتحادي الجديد، فشرعوا يضعون العراقيل والمطبات في طريقه، لم يُحدث الرئيس هادي جلبة ولا ضوضاء، ولكنه أخذ يضع الحلول والمعالجات وما زيارته لواشنطن إلا لحلحلة المشاريع، وتحريك الملفات الاقتصادية التي ستنعش الاقتصاد الوطني، ومازالت سيادتنا بأيدينا، ولو استفدنا من مواردنا لأكلنا الشهد، ولما مددنا أيدينا لأحد، فثرواتنا كثيرة وكثيرة جداً، ولن نحتاح لأحد لمساعدتنا، فالغاز موجود وبكميات تجارية هائلة، والبترول كذلك، والثروة السمكية ستقوَّم الاقتصاد الوطني، وعندنا الكثير من الموارد، فالبلد بلد استراتيجي، وموقعنا يجعلنا من أغنى بلدان العالم، ولكننا بددنا ثروتنا في خلافاتنا وحروبنا، ونهب الفاسدون الكثير منها، لهذا يجب علينا التعقل، والالتفاف حول قيادتنا السياسية، فوالله إننا نخجل من رفع صور قيادات خليجية في وطننا، ونرفض رفع صور رموزنا الوطنية، فرحم الله الرجال الوطنيين الذي لا يفرطون في سيادة الوطن وأمنه، ويا خوفي أن نفرط في الرئيس هادي كما فرطنا في الرجل الوطني باسندوه، فالرئيس هادي هو هدية المرحلة إليكم أيها الشعب أيها الطيبون، فلا تفرطوا فيه، ولا تجرحوه واصطفوا خلفه، فيكفيه ما يمر به من ضغوط، فلو كان أحدنا مكانه لما تحمل ضغوط هذه المرحلة، فهمته عالية، وقراراته صائبة، ومعدنه أصيل، فلا تفرطوا فيه .
لقد كان يعمل باسندوه وهو يبكي على أوضاعنا التي كنا نعيش فيها في تلك الفترة، ولم يصدقه أحد، واليوم يعمل الرئيس هادي وبصمت، ولم يصدقه الكثير، فلا تجعلوا سجلاتنا التباكي دائماً على الماضي، ولنحافظ جميعنا على الموجود، فحافظوا على الرئيس هادي، فما يمر به الوطن اليوم ماهي إلا سحابة صيف سرعان ما ستنقشع وتذهب بإذن الله، وسلامتكم .