تعمل شركة آبل على اتخاذ إجراءات أكثر صرامة ضد التطبيقات التي لا توضح كيفية استخدامها لبيانات المستخدمين الشخصية أو تأمين أو مشاركة تلك البيانات، وذلك من خلال إعلانها عبر بوابة App Store Connect عن قواعد جديدة لمطوري التطبيقات، حيث تقول آبل إن جميع التطبيقات، بما في ذلك التي لا تزال قيد الاختبار، سوف تكون مطالبة بتوفير سياسة خصوصية اعتبارًا من تاريخ 3 أكتوبر/تشرين الأول، وهو المطلب الذي كان إجباريًا فقط بالنسبة لتطبيقات الاشتراك.
ويأتي ذلك تبعًا لهدف الشركة تحسين الشفافية فيما يتعلق باستخدام البيانات الشخصية، حيث كانت مشكلة السماح بتواجد تطبيقات بدون توفيرها لسياسة خصوصية ضمن متجر آب ستور بمثابة إحدى الثغرات الواضحة التي كان ينبغي على الشركة إغلاقها، وأصبحت هذه المسألة أكثر أهمية بعد دخول قوانين حماية البيانات الأوروبية المسماة اللائحة العامة لحماية البيانات حيز التنفيذ GDPR.
وتتحمل شركة آبل، إلى جانب مطوري التطبيقات، المسؤولية عن بيانات العملاء، وذلك بصفتها المنصة التي تستضيف هذه التطبيقات، حيث تعتبر المنصات اليوم مسؤولة عن سلوك تطبيقاتها وسوء استخدام البيانات الذي قد يحدث نتيجة لسياساتها الخاصة حول هذه التطبيقات، ويعتبر أكبر مثال على ذلك ما حصل مع شركة فيسبوك ورئيسيها التنفيذي مارك زوكربيرج الذي خضع لاستجواب أمام مجلس الشيوخ الأمريكي بشأن فضيحة كامبريدج أناليتيكا.
ويوفر مطلب آبل الجديد طبقة حماية من قبل الشركة، بحيث تصبح التطبيقات مسؤولة عن سياسة الخصوصية الخاصة بها وكيفية تعاملها مع البيانات التي تحصل عليها، وتلاحظ الشركة أنه لا يمكن تغيير رابط أو نص سياسة الخصوصية حتى يقدم المطور إصدارًا جديدًا من تطبيقه، وقد تظهر هنا ثغرة جديدة، حيث يمكن للمطور، في حال أضاف رابط لسياسة الخصوصية يشير إلى صفحة ويب خارجية، تغيير النص الموجود ضمن صفحة الويب في أي وقت بعد الموافقة على تواجد تطبيقه في المتجر.
وتقول آبل إن سياسة الخصوصية الجديدة مطلوبة بالنسبة لجميع التطبيقات وتحديثات التطبيقات عبر متجر التطبيقات آب ستور، وكذلك من خلال منصة الاختبار TestFlight، ومن غير الواضح ما إذا كانت الشركة سوف تقوم بنفسها بمراجعة جميع سياسات الخصوصية كجزء من هذا التغيير، وذلك من أجل رفض التطبيقات التي توفر سياسات استخدام للبيانات مشكوك فيها أو تعرض حماية المستخدم للخطر.
ويحدد الإعلان ما يجب أن تحتويه صفحة سياسة الخصوصية، بما في ذلك بيانات المستخدم المحددة التي يجمعها التطبيق، وكيفية جمع التطبيق للبيانات المذكورة، وكيفية استخدامها بعد ذلك، ويجب أن تكون التفسيرات واضحة وسهلة الفهم من قبل المستخدمين، ويجب على مطوري البرامج أيضًا تضمين نوعية البيانات يتم تخزينها على المدى الطويل، وكيف يمكن للمستخدم إلغاء الاشتراك وطلب إزالة المعلومات الشخصية.
وكانت شركة آبل قد اتخذت سابقًا إجراءات بشأن التطبيقات المشكوك فيها مثل تطبيق VPN المسمى Onavo التابع لشركة فيسبوك، والذي تم حذفه من متجر آب ستور App Store في وقت سابق من هذا الشهر، وذلك بعد أن ظل التطبيق نشطًا لسنوات، وقام بمشاركة البيانات التي جمعها مع شركة فيسبوك، ويبدو أن آبل توضح الآن أنها ستتخذ موقفاً أكثر صرامة بشأن التطبيقات المصممة لجمع بيانات المستخدم.