بقلم - رشيدة القيلي
المصطادون في الماء العكر يحاولون تمييع مظلومية دماج وإماتتها في وجدان الشعب اليمني، وذلك عبر إصطناع مظلومية وهمية تفتري على تعز بأنها هجّرت السلفيين منها، مع أن الأمر واضح وضوح الشمس بأن الدولة لم تطلب من أحد مغادرة المدينة أكان مسلحا أو مدنيا، ولكن مطلبها قانوني سيادي حفظا لأمن المجتمع وسيادة الدولة.
مظلومية دماج نؤمن بها كما نؤمن بثوابتنا، ومشاعرنا تجاهها هي كما هي، ولا دخل لدماج بممارسات أبو العباس ومسلحيه الذين أغلبهم لا يمتون بصلة إلى التدين فضلا عن السلفية.
ولو كانت مجاميعه المسلحة طاهرة مطهرة من الشوائب ومقتصرة على أهل الصلاح لما حدث هذا الإنحراف في رسالة أبو العباس من مجاهدة الحوثة الى مجاهدة إخوانه.
مناهضتنا لأبي العباس محال محال محال أن تكون لفكره السلفي، ولكن مادام أختار العمل العام – حربا وسياسة وتعاملا مع الجماهير – فهو يكون قد انتقل من خانة طالب العلم الذي خيره أكثر من شره إلى خانة العمل الجماهيري الذي يعطي الجماهير الحق في نقده ومحاسبته على أداءه وليس على إنتماءه.
مع التذكير بأنه ليس من الصدق مع الله ورسوله وخلقه أن يزعم بعض المتعصبين أن الخلاف مع ابو العباس ومسلحيه هو خلاف مع السلفية كمدرسة فكرية تقف جنبا الى جنب مع بقية المدارس الفكرية الإسلامية التي تشكل أعمدة أهل السنة والجماعة، وأعني بهم بالدرجة الأولى الإخوان المسلمين وبقية الأحزاب والجماعات والتيارات السلفية الأخرى التي يجمعنا بها الكثير ويفصلنا عنها القلييييل جدا.
السلفية بما هي عليه من مبادئ عقدية وشرعية عامة فهي تضمنا كلنا، وبموجبها فكلنا سلف.
وكلنا سلام الله علينا من دماج الى جامعة الإيمان إلى تجمع الإصلاح والأقرب فالأقرب، ولو كره الغلاة في هذا الطرف أو ذاك.
فليتق الله الذين يغالطون اليوم ويدلسون بأن الخلاف مع ابو العباس هو خلاف مع السلفية، لأن الكارثة ستحل بوحدة الأمة وعقيدتها حينما – لا سمح الله – يقع خلاف ما بين طرف ما وما بين السلفية، فيتم ترويج الأمر بان الخلاف مع السلفية يعني بالضرورة خلاف مع الإسلام.
السلفية مدرسة عقدية وأصولية نحتاجها في حياتنا كما نحتاج إلى المدرسة الإخوانية كمدرسة تربوية وصحوية ، وكما نحتاج لتيارات تعلي من شأن المقاومة وروح الجهاد بضوابطه الشرعية ورؤاه الإنسانية.
ومما لا ريب فيه أن الحوافيش والحراكيش والقومجيين والعباهلة المهرطقين لهم دور خبيث في تصوير خلاف تعز بصورة مذهبية لإظهار إخوة الدين والوطن ( الإصلاحيون والسلفيون ) بمظهر الجماعات الدينية المتناحرة والساعية الى الحكم الثيوقراطي (حكم الكهنة).
ولهذا تجدهم في مواقع التواصل الاجتماعي يدخل أحدهم شاتما للإصلاح مادحا للسلفيين، فيدخل الآخر مادحا للإصلاح شاتما للسلفيين .. وهكذا دواليك، ومن الصعب على غالبية هذا الجيل اكتشاف المندسين
لكن جيلنا بحكم مهنيتنا الإعلامية وخبرتنا السياسية وتمرسنا على رصد حملات تضليل الراي العام، فإنه من السهل علينا غالبا إكتشاف السم في ثنايا الدسم.