انهيار إمبراطورية شهاب ؟

عدن نيوز24 أغسطس 2018
انهيار إمبراطورية شهاب ؟
حسن عيديد
حسن عيديد

بقلم - حسن عيديد

لم تقدم صوفية تريم جناح دار المصطفى تفسيرا لحجم الأموال الضخمة التي أنفقت باسم شهاب رغم أن كل إنسان بسيط يوقن بأن هذا الضخ المفاجئ من رجل مغمور لم يعرف من قبل بعشر هذا البذخ الفاحش ! ليس بمنطقي.

انطلق يشتري البيوت والمزارع والجبال ويبني ويهدم ويمني صاحب العقار بما يتمنى !
حتى تباب الجبال قام بشقها والبناء عليها ما يطل على كل النواحي !

بنى العمائر وأشاد البيوت واقتنى الفلل الفاخرة في ظل صمت مطلق من الجهات الرسمية ؛ وعندما سئل المحافظ المؤتمري سابقاً الحوثي حالياً عن هذه المشاريع وحقيقتها قال: لدينا علم واطلاع على ما يجري !

لقد كانت مداهمة المنطقة العسكرية الأولى بطلب من التحالف ( لأوكار الحوثة برعاية دار المصطفى ومولى الدويلة) كانت تلك نقطة التحول في لغز المدعو شهاب.

انكشفت أسرار الكثير من الحوالات المالية المريبة وتم إلقاء القبض على أفراد من خلايا الحوثة العسكريين المستأجرين وانهارت هالة دار المصطفى الذي أصبح هدفا ومحلا للاشتباه لدى الجهات الأمنية !!

بن حفيظ اضطر للمكوث مطولا في السعودية ريثما يلتقط أنفاسه ويجد خيطا للوصول إلى أي تفاهم يضمن عودته دون التعرض للإهانات أو المداهمات !

وطال به الانتظار وألغى حوليته أو زيارته السنوية الخاصة به إلى قبر النبي هود المزعوم !! وألغى احتفالية تأسيس داره السنوية !!

ثم اضطر للتوجه إلى الأردن !! ومن هناك جاءت رواية إسلام أمريكي على يده بعد سماع خطبته لتخفيف حالة الاهتزاز وصرف نظر الرأي العام عن فضيحة المداهمات ! ولا أدري كيف حضر هذا الأمريكي المحظوظ خطبة الجمعة بينما هو كافر وكيف كانت مجرد خطبة بغير لغته كافية ليتعرف على الاسلام ويقتنع به ويعتنقه في نفس اللحظة !

المهم بعد إعطائه الإشارة الخضراء عاد ولزم الصمت ولم يحرك حملة وعظية ولا إعلامية وعمل بكل أدواته استجداء زيارة رمزية خاطفة من المحافظ البحسني لا لشيء إلا لتهدأت خواطر الاتباع وتطبيع الأجواء والإيحاء برد بعض الاعتبار قال بعض كانت الزيارة أقل من خمس دقائق !

وأغرب منحنيات هذا المنعطف وفاة شهاب بالتزامن مع هذا الانكشاف ولا توجد أي توضيحات رسمية بشأن وفاة رجل بحجم هذا الثراء اللغز !

ربما انتهى دوره ! أو ربما انكشفت الرواية الحقيقية ! ربما لم يحتمل هول الصدمة واختطاف أحد صناديق أسراره ! ربما رأت المافيا وعصابات غسيل الأموال ضرورة التخلص منه ! وربما مات لمرض تسبب في هلاكه . عموماً قد أفضى إلى ما قدم.

حاول القوم لملمة سمعتهم وتوظيف الحادثة سياسياً لكسب الرأي العام واستعطاف المجتمع والحفاظ على حضورهم القوي ! وذلك بأن تداعوا إلى إحدى أرضيات شهاب المسورة على مدخل تاربة وظهرت على السطح بعض استعراضات القوة والسلاح لتوجيه رسالة أقوى للآخرين عن حقيقة هذا التصوف الحديث الذي يمتلك مليشيات كالآخرين ويمتلك أموالا طائلة وعناصر أمنية وعسكرية ومافي أحد أحسن من أحد !

بدأت أعمال مد كابلات الكهرباء وهو ما يدلل على التخطيط للبقاء مطولا في الموقع !
لم تدم طويلا تلك الانتفاشة وكان موعد الغداء الحاشد كافيا ليكشف لهم خيبتهم فالتفاعل الرسمي والشعبي والقبلي كان محدودا جداً والتوجيهات العليا كانت صارمة والتحالف منزعج وكل المؤشرات لا تدل على أن عملية الاختطاف ليست من القاعدة ولا داعش ولو حتى شكلياً لم يتبنى أحد الحادثة ! فهي فوق مستوى الجهات العليا والحكومية ! والصيد ثمين والصندوق الاسود قد فتحت شفرته ولم يعد ثمة خيار غير ندب الحظ وطي الخيام والعودة إلى البيوت حتى لا تبدو العورة بشكل أكبر.

تفرق القوم وأخلوا موقع الاحتشاد و ولوا مدبرين واليوم هدموا سور ذلك الموقع وعرضوا ساحته للبيع للبناء السكني!! واختفت الأماني ببناء المشروع الضخم في ذلك الموقع الحساس ! وانهارت منظومة شهاب الذي كان يشتري ولا يبيع والآن يبيع ولا يشتري !

الدسائس عمرها قصير والخفايا تتطلع للظهور والانكشاف مصير محتوم .. من الأراضي الشهابية ما تم شراؤه في مزرعة باعلال باسم دار المصطفى واستقدموا خبيرا أردنيا ! لزراعته ؛ لكنهم اصطدموا بأحد المستثمرين الحضارم وامتد النزاع بينهم وبينه حتى توعدوه قائلين: الآن الحوثي نازل مأرب وجاي حضرموت وطقم واحد بيجيبك وانتهى أمرك !!

إنهم يستفتحون على الناس بأن زمانهم قد حان والمتمثل في الحوثي واستيلائه على حضرموت !! فهم المتحدث هنا عن الحوثي !!

لو أن الملك سلمان أخر عاصفة الحزم قليلاً لرأينا رؤوسا كبيرة قد حسرت عن رؤوسها !! وتعرت في الهواء الطلق.

إمبراطورية شهاب المشبوهة قد تهاوت والمرحلة تستدعي اللعب بشكل مختلف ولا بأس باستراحة المحارب ريثما يلتقط أنفاسه.
كما أن هناك رغبة للإبقاء على هذا النوع من التصوف والاستمتاع به على عوجه في مرحلة قادمة من قبل الجهات النافذة.

لا توجد مقلات اخرى

لا توجد مقلات اخرى

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام الموقع ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، ولتحليل حركة الزيارات لدينا.. المزيد
موافق