منذ اعتماده مبعوثاً أممياً إلى اليمن مطلع العام الجاري يحاول البريطاني مارتن غريفيث خلق مسار آخر لمشاورات السلام في اليمن المضطرب، يختلف عن المسار الذي اختطه سلفه الموريتاني اسماعيل ولد الشيخ أحمد.
وخلال أشهر لم يقصر غريفيث لقاءاته ونقاشاته مع الأطراف المعية بالحرب في اليمن وإنما وسع الدائرة، على طريقة عمل المنظمات المدنية، ليشمل النقاش فئات وشرائح مختلفة من المجتمع وفي مقدمتهم النساء وسياسيون من خارج دائرة الصراع.
منذ يومين استقبلت العاصمة البريطانية لندن شخصيات يمنية للمشاركة في لقاء يرتب له غريفيث، بغرض الاستماع لأفكار وأطروحات من شأنها أن تساهم في بلورة رؤية لإنهاء الحرب الدائرة في اليمن.
كما يسعى الدبلوماسي البريطاني إلى صناعة سلام في اليمن بغية انهاء مهمته بنجاح، ولا يذهب بعيداً عن مصالح المجتمع الدولي ووكلائه الإقليميين.
وحسب مصدر مشارك في اللقاءات قال لـ«المصدر أونلاين»، إن اللقاء الذي سيُعقد في ضاحية ويلتون بارك إحدى ضواحي العاصمة البريطانية لندن، يهدف إلى تبادل أفكار حول المفاوضات القادمة ويركز على موضوع الحرب المشتعلة في مدينة الحديدة الساحلية (غرب البلاد).
وعلى الرغم من لقاءات سابقة عقدها المبعوث الأممي مع شخصيات يمنية من مختلف الأطراف والشرائح الاجتماعية في القاهرة وعمّان والرياض وصنعاء وعدن، إلا أنها المرة الأولى التي تعقد في مدينة لندن التي باتت مغلقة أمام اليمنيين خلال السنة الأخيرة.
ويشارك في اللقاء المنعقد حالياً في لندن (شوقي هايل، عبده غالب العديني، خالد بحاح، حيدر العطاس، نبيله الزبير، هالة القرشي، عبد الباري طاهر، باشراحيل هشام، سيف الوشلي، مصطفي نعمان، نصر طه مصطفى، عبدالكريم دماج، عبد الملك الارياني، رأفت الأكحلي، صالح النود، مراد الحالمي، أسمهان العلس، حسام الشرجبي، محمد ابو لحوم، أحمد لقمان، عبدالله الصايدي).
ومع استثناءات قليلة فإن الأشخاص المشاركين في هذا اللقاء هم مسؤولون حكوميون سابقون وآخرون مناوئون لشرعية الرئيس عبدربه منصور هادي، وفق ما أفاد المصدر المشارك في اللقاء «المصدر أونلاين».
وقبل هذا اللقاء عقد غريفيث لقاءات مماثلة لكنها قصيرة بفئة النساء أو ما بات يعرف ب «نساء من أجل السلام» وتم اللقاء في القاهرة بالمجموعة التي تتصدرها الناشطة الحقوقية المعروفة أمل الباشا، والتي تشكل أحد الواجهات الحقوقية للدفاع عن جماعة الحوثيين.
ومع اللغط الذي أثير حول لقاء لندن وأهميته إلا أنه كان مثاراً للسخرية لدى آخرين على وسائل التواصل الاجتماعي.
وقلل نشطاء في تدوينات وتغريدات على تلك المواقع من أهمية اللقاء باعتباره محاولة من المبعوث الأممي لإيجاد حراك وهمي يهدف إلى صناعة أطراف أخرى تكون ممثلة في أي جولة مشاورات سلام قادمة.
وكتب الصحفي مصطفى راجح على صفحته بموقع «فيسبوك» ساخراً، «علي سيف غريفثت يفتتح مقيل عام للتشاور في لندن»، في إشارة لمجلس تناول القات الذي كان يديره الناشط علي سيف حسن في منزله بصنعاء، حين كان يستقبل الصحفيين والنشطاء للنقاش حول أزمات البلاد.
وتشترط الحكومة اليمنية على تنفيذ المرجعيات الثلاث كأساس للحل في اليمن، وهي المبادرة الخليجية ومؤتمر الحوار الوطني بالإضافة إلى قرار مجلس الأمن الدولي 2216، الذي يطالب بسحب السلاح من الحوثيين وانسحابهم من المدن.
وكانت جهود المبعوث الأممي السابق قد فشلت خلال جولتين من المشاورات في جنيف السويسرية والعاصمة الكويتية الكويت، خلال عامي 2015 و2016، ولم تتوصل تلك الجهود إلى أي بوادر اتفاق بين أطراف النزاع في اليمن.
*المصدر اونلاين