بقلم - ياسين سعيد نعمان
– لم يكن أداء مجلس الأمن في جلسته الأخيرة بالمستوى الذي يمكن القول إن مداولاته قد عكست ما وصلت إليه الأزمة اليمنية من تعقيدات.
– لم يشفع للحكومة أنها كانت بذلك الوضوح الذي عبرت عنه كلمتها التي ألقاها المندوب الدائم لليمن في الأمم المتحدة السفير احمد بن مبارك.
– تم القفز عليها وعلى حقيقة ما يفتعله الانقلابيون من تعقيدات. على العكس فقد حصلوا، وبصورة مثيرة، على شهادات تبرر ساحاتهم، وتضعهم في المكان الذي يمنحهم براءة من التعنت ورفض مقترحات المبعوث وكل ما مارسوه من مناورات، والمؤسف أن هذه الشهادة جاءت من قبل المبعوث نفسه في إشارته إلى أنهم قبلوا بخطته. ولم يفصح عن أي خطة كان يتحدث، سجل شهادة واكتفى.
– لم يعد هناك ما يجعل الغموض مقبولاً في قضية أصبحت كل أوراقها مكشوفة، وكل مرجعيات حلها واضحة، وفيها من القرارات ما يجعل التحرك الدبلوماسي مدعوماً بأسانيد وحجج لا تترك لأي طرف الفرصة بأن يناور على حساب الحل الذي يؤدي إلى وقف الحرب وتحقيق السلام.
– لا شك أن الارتباك الذي ظهر به مجلس الأمن سببه الأساسي هو المحاولات التي تُمارس بصورة تحكمية للخروج عن قراراته وعن مرجعيات الحل التي أقرها. مسئولية المبعوث الأممي تكمن في جعل هذه القرارات والمرجعيات محور نشاطه إذا أراد أن يجعل مهمته ذات غاية لا تثير أي لَبْس من أي نوع كان.
– لا أستطيع الجزم بأن تتويه مجلس الأمن كان عملاً مقصوداً لإفساح المجال لمبادرات من النوع الذي تشتغل عليه بعض الأطراف المعارضة للقرارات الأممية، ولو صح مثل هذا الهاجس لحلت الكارثة بالمسار السياسي كاملاً، ولن يجد المبعوث على طاولته غير ظلال لأفكار متخشبة لا تبحث عن الحل ولكنها تسخر من الجميع.