قال موقع “ميدل إيست آي” البريطاني في تقرير مطول استعرض تبعات إعلان محافظ عدن المقال مؤخرا عيدروس الزبيدي، تشكيل هيئة مستقلة تحكم جنوب اليمن وممثلة دوليا، قال إن ذلك أثار حفيظة جميع الأطراف ذات الصلة بالصراع اليمني، لا سيما السعودية التي تقود التحالف العربي في اليمن ضد جماعة الحوثي وحلفائها.
ولفت التقرير إلى أن المجلس الانتقالي الجنوبي إذا قرر الطعن في شرعية هادي، فإن التحالف العربي لا سيما السعودية والإمارات، سيكونون من أوائل الخاسرين.
ويقول الموقع إن السعوديين يفتقرون إلى خطة عسكرية واضحة تمكنهم من إنهاء حملتهم العسكرية في اليمن، مضيفا أن هذه التطورات تشير إلى أن السعودية تتوخى مسارا تصادميا مع أبوظبي.
وذكر الموقع أن تعمق الخلافات السعودية الإماراتية في اليمن، ما زال أمرا غير واضح، بسبب العديد من القضايا الإقليمية العالقة.
ويشير إلى أنه على الرغم من كل الخلافات التي بدأت تطفو على سطح العلاقات بين السعودية والإمارات، إلا أنهما يوهمان نفسيهما بعدم وجود خلافات وبتقاسم الرؤى ذاتها، المتعلقة بمسائل عدة، بحسب موقع “عربي21”.
وأفاد الموقع بأن العديد من الأطراف يعتقدون بأن المجلس الانتقالي الجنوبي تسيطر عليه مجموعة من السياسيين اليمنيين، الذين يملكون علاقات طويلة الأمد مع أبوظبي، وبعض المتطوعين المدعومين من قبلها، الذين يقاتلون في صف التحالف العسكري الذي تقوده السعودية.
وتحدث الموقع عن العديد من الشائعات التي برزت، بعد وقت قصير من بيان الزبيدي، تفيد بأن الإمارات خففت القيود المفروضة على أحمد علي عبد الله صالح، الذي كان قائدا للحرس الجمهوري، قبل تعيينه مبعوثا لليمن في الإمارات.
وفي غضون أيام من بداية الحملة السعودية في اليمن، جرّد هادي صالح من مهامه في مواقعه العسكرية والدبلوماسية، إلا أن صالح في تلك الأثناء كان قد تمكّن من تأسيس عدة شركات في الإمارات.
وأضاف الموقع أن السعودية، عملت خلال تلك الفترة على تقليص الدور الذي تضطلع به الإمارات في حرب اليمن.
ونتيجة لذلك، أوضحت وسائل الإعلام الإماراتية أن قيادة البلاد تؤيد قيام دولة ذات سيادة موحدة، بالتالي، يبدو أنه مع إعلان المجلس الجنوبي، يقترب الحلفاء من مسار تصادمي في اليمن، الذي من المحتمل أن يكون له تداعيات أوسع على العديد من القضايا الإقليمية.
وأكد الموقع أن التنافس الإماراتي مع السعودية لا يعتبر سرا، ولا حديث العهد، فمع تزايد نفوذها العسكري والمالي في المنطقة، تطمح الإمارات إلى أن تكون لها مكانة خاصة بها في المنطقة من خلال وضع ترتيبات ثنائية مع عدد أكبر من البلدان.
وأشارت الصحيفة إلى لقاء ولي العهد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان التقى، الاثنين، بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب في واشنطن، حيث قام الزعيمان بتحديث اتفاق الدفاع الأمريكي مع الإمارات، الذي سوف يحل محل اتفاقية الأمن لسنة 1994.
وخلال ذلك الاجتماع، وضع الطرفان اللمسات الأخيرة على صفقة بيع صواريخ باتريوت، التي تصل قيمتها إلى ملياري دولار.
وقال الموقع إن السعودية والإمارات تختلفان حول العديد من المسائل المتعلقة بليبيا.
ولعل هذا ما يفسر متابعة الإمارات ومصر، تقديم الدعم العسكري للجنرال خليفة حفتر، في حين كان السعوديون أكثر تأييدا للحكومة التي يقودها التحالف ودعموا المفاوضات التي تقودها الأمم المتحدة.
ومع تعمق فجوة الخلاف بين السعودية ومصر، اغتنمت أبوظبي الفرصة لتقديم الدعم المالي لقائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي.
*الإمارات71