الحوثي وخيار الاستسلام أو الهزيمة الساحقة

28 مايو 2018
الحوثي وخيار الاستسلام أو الهزيمة الساحقة
عادل دشيله
عادل دشيله

بقلم - عادل دشيله

لا أحد ينكر أن اليمن قد انزلق إلى مربع العنف والفوضى والحرب منذ إنقلاب مليشيا الحوثي على السلطة الشرعية في 21 سبتمر أيلول 2014. لم تكن جماعة الحوثي جادة في إنجاح العملية السياسية وتنفيذ مخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل الذي كانت شريكا فيه. عُقد مؤتمر الحوار اليمني الشامل تحت رعاية دولية وبمشاركة كافة شرائح المجتمع اليمني وأحزابه ومنظماته. عول اليمنيون خيرا على ذلك الحوار عله يخرج اليمن من دوامة الفوضى والصراع على السلطة. لكن، انقلبت جماعة الحوثي على مخرجات الحوار الوطني وأفشلت العملية السياسية برمتها وأدخلت البلد في دوامة العنف والفوضى كانتقام من الشعب اليمني، لأنه رفض حكم الطبقة الزيدية الهاشمية وقام بثورة شعبية عارمة ضد نظام الامامة في اليمن في مطلع ستينيات القرن الماضي. توجت تلك الثورة بانتصار الشعب اليمني على قوى الظلام والتخلف المتمثلة بالطبقة الهاشمية التي كانت تحكم بقوة الحديد والنار مستخدمة السحر والشعوذة وسياسة تجهيل المجتمع اليمني.

خسرت الحركة الحوثية معظم قياداتها الميدانية ولكنها لم تعلن عنهم خوفا من الانهيار في صفوف مقاتليها. كما أنها خسرت أغلب المناطق التي سيطرت عليها ولازال الجيش الوطني يطردها كل يوم من منطقة. حررت الحكومة الشرعية وبدعم من دول الجوار(التحالف العربي ) ما يقارب 85% من أراضي الجمهورية اليمنية. صحيح أنه لا زالت جماعة الحوثي تسيطر على المرتفعات الجبلية في شمال ووسط اليمن بالإضافة إلى العاصمة اليمنية صنعاء. لكن، ذلك لا يعني أن أبناء تلك المناطق يؤيدون الحوثي وفكره ومذهبه. بل على العكس، فأبناء تلك المناطق يتطلعون لمن يخلصهم من جماعة الحوثي لأنها نشرت الخراب والدمار والفقر وزجت بأبناء القبائل إلى محارق الموت.

تعرف جماعة الحوثي أن الشعب اليمني لن يقبل بحكمها مهما ارتكبت من جرائم بحق هذا الشعب المغلوب على أمره. كما أنها تعلم أن مشروعها الطائفي التدميري إلى زوال، ولذلك قامت هذه العصابة المليشاوية بنهب مؤسسات الدولة والبنوك ودمرت كل جميل في المناطق التي تسيطر عليها كانتقام من الشعب.

لا يمكن للحوثي أن يكون شريك في أي عملية سياسية قادمة لأنه لا يحب التعايش والقبول بالآخر. تعرف جماعة الحوثي أنه لو حدثت عملية سلام حقيقية وتم تنفيذ مخرجات الحوار الوطني وأُجريت عملية انتخابية حقيقية فستُهزم هزيمة ساحقة. لذلك، تفضل القتال والخراب والدمار بدلا من السلام. يبدو أن الخيار العسكري هو الحل الوحيد لهزيمة المليشيات الحوثية وإخراجها من المناطق التي تسيطر عليها بالقوة. يتقدم الجيش اليمني الشرعي كل يوم على الأرض ويهزم هذه المليشيات الحوثية. يلوذ معظم جنود الحوثي بالفرار خاصة في المناطق الساحلية.

قطع الجيش اليمني الخط الرابط بين مديرية حرض التابعة لمحافظة حجة والملاحيظ التابعة لمحافظة صعدة، كما أن الجيش اليمني يواصل تقدمه في جبهة كتاف وأيضا في الجبهة الغربية بمحافظة الحديدة ولا تفصل الجيش اليمني عن ميناء الحديدة سوى 40 كيلو متر. تشير هذه التقدمات على الأرض أن الحكومة اليمنية عازمة على تطهير الأرض من هذه الحركة وفكرها.

قبل أن نختتم المقال لابد على جماعة الحوثي أن تأخذ في الحسبان هذه الثلاث الحقائق

أولاً: الحرب الدائرة ليست من صالحها والانتصار العسكري سيكون حليف الشعب اليمني وإن طالت الحرب أو قصرت.

ثانياً: لا يرحب الشعب اليمني بعصابة الحوثي ويعتبرها جماعة كهنوتية عنصرية وأكبر دليل على ذلك أن الشعب اليمني لم يرضخ لانقلابها المشؤوم منذ اليوم الأول.

ثالثاً: تواجه إيران ضغوطات دولية وعقوبات أمريكية مما يعني أنها لن تلتفت لحليفها الحوثي، بل ستركز على الداخل الايراني وعلى مليشياتها في سوريا، مما يعني أن الحوثي سيصبح وحيدا في بعض المرتفعات الجبلية في شمال اليمن بلا دعم من حلفائه الاقليميين ولذلك ستكون هزيمته حتمية.

يبدو من خلال المعارك الدائرة في البلاد أن العد التنازلي لهزيمة الحوثي قد بدأ بشكل قوي، ولذلك لم يعد أمام الحوثي سوى خياران لا ثالث لهما إما الاستسلام أو الهزيمة. فهل ستستسلم جماعة الحوثي أما أنها ستفضل خيار المواجهة حتى إخراجها من آخر كهف في صعدة. الأيام القادمة ستكشف ذلك وما علينا سِوى الصبر.

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام الموقع ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، ولتحليل حركة الزيارات لدينا.. المزيد
موافق