بقلم - فتحي بن لزرق
يسير “الإماراتيون” باعتقالهم للقيادي وليد “الإدريسي” في طريق خاطئة تشابه نفس الطريق التي سار عليها علي عبدالله صالح قبل سنوات من اليوم جنوبا.
في “الجنوب” كانت هناك مظلمة كبيرة خطها نظام صالح وحينما بدأ الناس بالتململ ، التفت صالح إلى مسئوليه شماليين وجنوبيين وسألهم عما يحدث في الجنوب وأوهموه بأنها شرذمة صغيرة وان الأوضاع طيبة .
سألهم ما الحل ؟
قالوا له نقمع أبتهم ونعتقل قياداتهم .
وذهب صالح ورجاله إلى هذا الخيار ظانين أنهم يسيرون في طريق سليمة .
ومرت الأشهر والسنين ودائرة الرفض تتسع والغضب والعداء لصالح ونظامه يتصاعد حتى هزت الثورة الجنوبية أركان حكمه وكانت أول من دق مسمار الموت في نعشه ليتهاوى ويسقط لاحقا.
لقد كانوا يكذبون على صالح حينما قالوا انه بالإمكان إخماد المظالم الشعبية الوطنية الحقيقية .
التفت صالح ذات يوم وأركان حكمه تتداعى إلى معاونيه لكن الوقت كان قد فات.
لقد كانت النصيحة فاسدة والناصحون “كذبة”ولا يفلح الكاذب حيث اتى، لكن ما الذي يفيد؟
على خطى “صالح” يسير “الإماراتيون” اليوم ويسمعون وينصتون إلى نفس الأدوات أو مايشبها التي أسدت الكثير من النصائح الخاطئة لصالح يومها.
باعتقال القيادي “وليد” الإدريسي” وبسبب كتابته شعارات مناوئة للإمارات تكون الدولة التي احبها الجنوبيون ذات يوم قد ذهبت بعيدا وارتكبت خطأ فادحا في التعامل مع مزاج شعبي خسر الكثير الكثير ولم يستفد شيء.
مزاج شعبي دمرته الحرب ولم تفده سياسة التحالف ، واقع يعيش فيه الناس لايجدون لقمة عيشهم ولايأمنون فيه على أنفسهم ان أشرقت شمسهم ماتيقنوا بغيابها وان غابت ماتيقنوا أنها ستطلع.
كان يمكن لواقعة قيام الإدريسي بكتابة شعارات معادية للإمارات ان تمضي في طريقها لكن ومع واقعة اعتقاله فإن “الإمارات” بحاجة إلى أداة قمع تتناسب مع مزاج شعبي غاضب ورافض ومحتقن وهذا يعني سجون تتسع للآلاف من الناس.
يحتاج الناس في واقع كالذي نعيشه إلى مساحة يفرغون فيها شحنات غضبهم ورفضهم لهذا الواقع المخزي ومساحة التفريغ هذه هي سب الشرعية ولعن التحالف وكل ذلك بالتأكيد انه لن يخرج عن أدوات التعبير السلمية لكن محاولة خنق فرص التعبير هذه يخلق قطاع رافض اكبر ومحاولة السيطرة بالقمع والاعتقال لن تولد إلا رافضين كثر وسيذهب بالناس غدا صوب خيارات اخرى .
يخطى من يظن ان القوة والسلاح والسجون يمكن لها ان تقمع الاصوات المعارضة ، وحدها القوة تفلح في مجتمع لديه فرص كثيرة للإنشغال باشياء أخرى غير السياسة.
نصيحة من محب للإخوة الإماراتيين أطلقوا سراح الإدريسي سريعا وتغاضوا عن التعابير المحتجة هنا وهناك لان محاولة خنقها تجربة فاشلة .
واحفظوا منشوري هذا للتاريخ والذكرى
وستتذكرون حينما ستفيقون بعد ايام قليلة فقط على كم هائل من الشعارات التي سيكتبها الناس طواعية ..
نصيحة لوجه الله ..
#فتحي_بن_لزرق
27-مايو-2018