دعوة الحوثي للصوم “الإحتياطي”.. رأي فقهي أم فتوى سياسية؟!

محرر 316 مايو 2018
دعوة الحوثي للصوم “الإحتياطي”.. رأي فقهي أم فتوى سياسية؟!

أثارت الفتوى الصادرة عن دار الإفتاء التابع لمليشيا الحوثي بخصوص التحقق من دخول شهر رمضان موجة ساخرة بين اليمنيين وامتلأت مواقع التواصل الاجتماعي وتطبيقات المراسلات الفورية بالرسائل المتهكمة من تلك الفتوى.

وهذه هي المرة الأولى التي يجد اليمنيون أنفسهم فيها أمام فتوى على تلك الشاكلة حيث أعلنت دائرة الفتوى للجماعة أن اليوم الأربعاء هو المتمم لشهر شعبان لكنها استدركت “أن صيامه كيوم من أيام رمضان يحتاط للمرء المسلم من إثم إفطاره في حال كان اليوم هو أول أيام شهر الصوم” حسب زعمها.

وتساءل مراقبون عن دلالات هذه الدعوة معتبرين أنها ليست بريئة كونها تحمل في طياتها دلالات عميقة للتوجه الطائفي الذي تسعى المليشيات لتنفيذه كأحد أجنداتها الهادفة الى تطييف المجتمع.

فتوى سياسية:

وفي هذا الصدد أكد عضو مؤتمر الحوار الوطني الشيخ محمد عيضة شبيبة أن “دعوة دار الإفتاء الحوثية لصيام يوم الشك الثلاثين من شعبان ليس المقصود منه الإحتياط وإنما بروفه لِتَشْيِع الإفتاء”.

وأضاف شبيبة أن هذه الدعوة تأتي بالتزامن مع محاولة تشيعهم للمناهج الدراسية وعقيدة الجيش وكذا تشييع المساجد وإسكات صلاة التراويح في أكثر من مكان أو منع نقلها عبر الميكرفون في الجوامع”.

وأوضح القيادي في حزب الرشاد السلفي محمد شبيبة “نحن أمام تجريف لهويتنا وعقيدتنا كيمنيين”.

مؤكدا في ذات السياق أن هذه الدعوة “فتوى سياسية بامتياز لها بُعدها الإمامي والطائفي”.

محذرا من التعامل مع هذه الفتوى باعتبارها مسألة فقهية وقال: “لا ينبغي أن ننظر إليها على أنها مسألة فقهية بحتة”.

مشيرا الى أن مفاسد مثل هذه الفتوى كثيرة ولعل من أبرز هذه المفاسد فتح باب الشك والوسوسة في دين الناس على مصراعيه وسَوق اليمنيين إلى مخالفة أمة الإسلام في كل أرجاء المعمورة”.

واختتم محمد شبيبة منشوره على صفحته بالفيس بوك بالقول: “فلا على الحساب اعتمدوا ولا على رؤية الهلال صاموا” حسب قوله.

ليست مُبتكرة:

ورأى الناشط والصحفي همدان العليي “أن فتوى مليشيا الحوثي الخاصة بالصيام والتي أثارت جدلا واسعا ليلة أمس في مواقع التواصل الإجتماعي ليست مُبتكرة”.

مشيرا في مدونته على صفحته الشخصية بـ”الفيس بوك” أن الفقه الاثنا عشري قد أجاز الصيام في “يوم الشك” كما يسميه الشيعة وهو ما يحرمه فقهاء المذاهب الأربعة ومن بينها الشافعي”.

في اشارة الى أن مليشيا الحوثي تسير على مذهب الشيعة الإثنا عشرية.

وأضاف همدان العليي محذرا من عملية التجريف الحوثية بالقول: “اليمن يا سادة يتعرض لعملية تجريف فكري وديني لم تحدث من قبل”.

أجندات مستقبلية من جهته رأى الناشط عبدالوهاب شاجره “أن إعلان دار الإفتاء الحوثية بتخيير الناس بصوم يوم الشك أو تركه ليست تيسيريه أو اعتباطيه وإنما هي فتوي عقدية مبيته للمستقبل” وأكد أن الحوثيين “أرادوا هذا العام أن يجعلوها اختياريه حتي يتعود الناس علي صيام يوم الشك ثم يجعلوها إلزاميه”.

مشيرا الى أن “عقيدة الهادويه والشيعة صيام آخر يوم من شعبان وهم بهذا يخالفون كل الائمه والأحاديث الصحيحة”.

وأضاف في صفحته على الفيس بوك: “حتي الإمام زيد لم ينقل عنه انه أمر بصيام يوم الشك”.

مؤكدا أن “مفتي الجمهورية الأمام العمراني حفظه الله قد أورد الجواب الشافي علي هذا وفند شبههم وادعاءاتهم” ردود ساخرة وجاءت الردود على القرار ساخرة حيث تبادل اليمنيون التهاني في هذا اليوم وأسموه «شعبمضان مبارك».

وعلق الناشط والصحفي أمجد خشافة على هذا القرار بالقول: «الحوثي يدعو لصيام الأربعاء على سبيل الاحتياط عملًا بالقاعدة الفقهية: سبرت حجنة عوجت شريم».

أما سياف الغرباني فكتب «رمضان الخميس ولا بأس تصوموا الأربعاء…! كل واحد حسب مزاجه هي هذه الفتاوي والا بلاش».

الناشطة أميرة العراسي من جهتها علقت على هذه الفتوى بالقول: “دار الإفتاء قال أن هو ما تمكن من رؤية هلال رمضان وقال الي يشتي يصوم وما طلع رمضان فتعتبر نافلة واذا طلع رمضان قد هو صيامه لرمضان”. وفسرتها بالقول: “بمعنى هذه السنة الكل يعتمد على نفسة و لا يركن على دار الافتاء يصوم متى ما حب ثلاثاء أو أربعاء أو حتى خميس”.

وأضافت في منشور لها على صفحتها بالفيس بوك: “انتظروا التحديثات الجديدة يمكن يطلع هذه السنة ما بش رمضان معاهم وبعدها يعتبر بدعه صيامه”.

واختتمت منشورها بالقول: “حبة حبة على الجمهور يتعود”. حسب وصفها.

من ناحيته علق الصحفي اليمني زكريا الكمالي على هذه الفتوى بالقول: “إعلان دار الإفتاء التابعة للحوثيين يجب أن يخضع لتقنية الفيديو ضربة جزاء أو مش ضربة رمضان والا مش رمضان”.

وأضاف في منشور له على صفحته بالفيس بوك،: “قالوا رمضان الخميس لكن من صام يوم غد الأربعاء احتياطا “فلا بأس بذلك”.

جدل فقهي:

ويعود الجدل في ذلك إلى أن اليمنيين يصومون رمضان وفق حديث النبي، «صُومُوا لِرُؤْيَتِهِ وَأَفْطِرُوا لِرُؤْيَتِهِ، فَإِنْ غُبِّيَ عَلَيْكُمْ: فَأَكْمِلُوا عِدَّةَ شَعْبَانَ ثَلَاثِينَ» بالموازاة مع حديث مأثور عن النبي عليه الصلاة والسلام حول كراهية صيام يوم «الشك» والذي يرجح أنه يوم الـ30 من شعبان.

لكن بقدر ما تحول الأمر إلى سخرية وتهكم من قرار الحوثيين باعتبار الفتوى تفتقر إلى الدقة وهي صورة لما آلت إليه الأوضاع في اليمن من انهيار على جميع الأصعدة لكن الحوثيين استندوا إلى رأي فقهي كما يقولون.

ويذهب الحوثيون إلى قول مأثور عن الصحابي علي ابن أبي طالب حول صيام هذا اليوم وفيه قال «لأن أصوم يوما من شعبان أحب إلي من أن أفطر يوما من رمضان».

وجاء في بيان دار الإفتاء التي شكلها الحوثيون برئاسة أحد فقهاء الجماعة ويدعى شمس الدين أن «دار الإفتاء تنوه على أن من صام يوم غد الأربعاء احتياطا فلا بأس بذلك وقد ذهب إلى ذلك كثير من الصحابة منهم الإمام علي وعمر وأبن عمر وعائشة وأسماء وغيرهم وقال كل منهم لأن أصوم يوما من شعبان أحب إلي من أن أفطر يوما من رمضان».

ولا يتوقف الأمر عند ذلك بل إن عدداً من الطوائف الإسلامية من بينهم الشيعة والطوائف المتفرعة منها فإنها تستند إلى أقوال فقهية تستحسن صيام يوم الثلاثين.

ويصوم اليمنيون وفق قرار لجنة الإفتاء التي تعتمد على قرار لجنة الأهلة والأخيرة لجنة حكومية مهمتها التحقق من رؤية هلال رمضان وقرارها هو القول الفصل لكن المسألة اختلفت مع سيطرة الحوثيين على الحكم.

فرغم قرار اللجنة بأن اليوم هو المتمم لشعبان صدر بيان وزارة الأوقاف التابعة للحوثيين بأن «الإشكال حاصل في اختلاف التقاويم والحساب عند أهل المعرفة هل المتمم لشعبان هو يوم الثلاثاء ويحسبونه الثلاثين من شعبان أم هو يوم الأربعاء وكثير من العلماء من يؤكد أن الأربعاء هو أول أيام شهر رمضان وأن هلال رمضان يمكن رؤيته لولا الغيم».

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام الموقع ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، ولتحليل حركة الزيارات لدينا.. المزيد
موافق