بعد تجديد العقوبات الأمريكية.. هل سيتوقف تمويل إيران للحوثيين؟

محرر 311 مايو 2018
بعد تجديد العقوبات الأمريكية.. هل سيتوقف تمويل إيران للحوثيين؟

أثار قرار الرئيس الأمريكي الذى أعلنه الثلاثاء الماضي بانسحاب بلاده من الاتفاق النووي مع إيران تأييدًا واسعًا على المستويين العربي والدولي لما تمثله إيران من تهديدات للأمن القومي العربي ودعمها العلني للإرهاب خاصة المليشيات الحوثية في اليمن وحزب الله في لبنان.

وجاء انسحاب ترامب من الاتفاق النووي الذي أبرمته الدول الكبرى مع إيران عام 2015 كنقطة إنطلاق لإعادة فرض العقوبات على طهران حيث أكد ترامب أن هذا الاتفاق لم يمنع من نشاط إيران المزعزع في المنطقة.

ووقع ترامب مذكرة رئاسية لبدء فرض عقوبات على النظام الإيران بعد أن كانت طهران قد ضمنت تخفيفها بعد موافقتها سابقا على تقييد برنامجها النووي لمدة 10 سنوات انتعش مقابلها اقتصادها بعض الشيء.

ومنذ الثالث عشر من أكتوبر/تشرين الأول 2017 بدأ ترامب بإعلان رفضه الإقرار بالتزام إيران بالاتفاق النووي فهو يرى أنه يوفر لطهران غطاء لاستكمال برنامجها النووي وأمهل الأوروبيين في يناير/كانون الثاني فرصة أخيرة لمدة 4 أشهر لتعديل الاتفاق.

ترحيب حكومي:

بعد ساعات قليلة من إعلان الرئيس ترامب قرار انسحاب بلادة من الاتفاق أصدرت الحكومة الشرعية بيانا رحبت فيه بقرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الانسحاب من الاتفاق النووي الإيراني.

وقالت وزارة الخارجية في بيان صحفي نشرته وكالة الأنباء اليمنية “سبأ” مساء الثلاثاء “ترحب الجمهورية اليمنية وتؤيد قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بإنهاء مشاركة الولايات المتحدة في خطة العمل المشتركة الشاملة مع إيران”.

وأوضحت الخارجية أن “اليمن يدرك بأن الاتفاق النووي مع إيران قد فشل في حماية المصالح الحيوية ليس فقط للولايات المتحدة الأمريكية ولكن أيضا لحلفائها وشركائها في الشرق الأوسط بما في ذلك اليمن فقد استغل النظام الإيراني الفوائد التي حصل علينا من الاتفاق النووي وعمل على تصدير العنف والإرهاب إلى جيرانه في المنطقة وذلك في إطار أجندته وأطماعه التوسعية الخبيثة في المنطقة”.

وأضافت: “فلا تزال قوات الحرس الثوري الإيراني تقوم بدعم وتسليح الحوثيين في اليمن بصواريخ متطورة وتكنولوجيات أخرى بما في ذلك الطائرات بدون طيار والألغام البحرية والقوارب المتفجرة التي لا تهدد استقرار وأمن المنطقة فحسب بل تهدد أيضا حرية الملاحة في البحر الأحمر.

إن سلوك إيران الخطير والمزعزع للاستقرار يجب أن يتوقف من أجل أن يسود السلام في المنطقة”.

واعتبرت الخارجية “قرار الرئيس ترامب اليوم خطوة كبيرة في الاتجاه الصحيح لمنع إيران من زعزعة أمن واستقرار المنطقة”.

مؤكدة “ان الحكومة اليمنية ستواصل بدعم التحالف العربي الداعم للشريعة بقيادة المملكة العربية السعودية محاربة مليشيا الحوثي المدعومة من قبل إيران لإعادة الاستقرار في اليمن والمنطقة والحد من تهديدات الحوثيين لحرية الملاحة في البحر الأحمر”.

وجددت الحكومة اليمنية “دعوتها للمجتمع الدولي إلى ممارسة الضغوط على الحوثيين للاستجابة لقرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لاسيما القرار 2216 والعودة إلى طاولة المفاوضات وفقا لمرجعيات السلام الثلاث المتفق عليها وإلزام إيران الانصياع للقرارات الأممية وإيقاف دعمها المستمر للحوثيين”.

تهديدات حوثية:

وهاجم الحوثيون القرار الأمريكي بانسحابهم من الاتفاق النووي مع إيران إذ وصفه القيادي الحوثي حسين العزي على صفحته بموقع “تويتر” بـ ”إعلان حرب يكشف وبشكل رسمي عن حلف خطير ظل يتشكل منذ بداية حرب اليمن يضع المنطقة برمتها على صفيح من نار” معتبرًا ذلك “تهديدًا خطيرًا للسلم والأمن الدوليين”.

وهدّد القيادي الحوثي حسن زيد وزير الشباب والرياضة في حكومة الحوثيين على “تويتر” بإطلاق المزيد من الصواريخ الباليستية صوب المملكة العربية السعودية ردًا على القرار الأمريكي.

وبدأت تداعيات إلغاء الاتفاق النووي مبكرا فقد شهد سعر صرف الريال الإيراني أمام الدولار الأمريكي انخفاضا حادا نتيجة لتخوف المواطنين من الاضطراب الاقتصادي في البلاد إذ من المتوقع أن تنعكس آثار انسحاب أمريكا من الاتفاق النووي على المنطقة ككل وعلى اليمن التي ما يزال ملفها مفتوحا.

دعم متواصل:

وبات السؤال المُلح عن الأثار المترتبة على هذا القرار بالنسبة للوضع في اليمن وهل سيتوقف تمويل إيران للحوثيين بعد تجديد العقوبات الأمريكية عليها وإعلان الأخيرة انسحابها من الاتفاق النووي مع ايران أم أن هذا سيعمل على زيادة تمويل طهران للحوثيين كردة فعل ليس إلا؟.

وفي هذا الصدد يرى الباحث في العلاقات الدولية عبد اللطيف حيدر أن “انسحاب أمريكا من الاتفاق النووي لن يحدث اي تغيير فعلي في مشروع ايران في المنطقة” في اشارة الى أنها ستواصل دعمها لمليشياتها في سوريا واليمن ومختلف البلدان.

وأكد أن “الانسحاب فيما يخص الاتفاق قد لا تتجاوز تبعاته مسألة اعادة العقوبات الاقتصادية المشددة على ايران وبالتالي فإن دعمها للحوثي لن يتغير بل أن ذلك سيزيل عنها الحرج في ممارسة الدعم المستمر لحلفائها ويمنحها مبرراً للدفاع عن نفسها من الاستهداف الامريكي على الصعيد الاقتصادي والعسكري”.

وأضاف: “مشروع ايران التوسعي في المنطقة عامل مهم بالنسبة لأمريكا في ادارة علاقتها مع المنطقة وبالذات مع دول الخليج كونه يمثل عامل الضغط الابرز لابتزاز دول الخليج وتهديدها أمنها القومي وكذلك للحفاظ على توازن القوى في المنطقة وضمان أمن اسرائيل بالدرجة الاولى”.

وأشار عبد اللطيف حيدر إلى “أن إيران ستمكن من تنفيذ مشروعها وتعزيز تحالفاتها والتي تعتبر الحوثي من اهمها نتيجة للدور الذي يلعبه فيما يتعلق بتهديد المملكة العربية السعودية خصوصاً مع حِدة المواجهة التي بلغت أوجها حتى وصلت الى التهديد بالحرب بين الدولتين”.

ماذا يعني الانسحاب:

وأثار هذا الانسحاب جُملة من التساؤلات حول هذا القرار أي: ماذا يعنى إنسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي الإيراني؟.

وبحسب خبراء فإن الانسحاب الأمريكي من هذا الاتفاق يعني:

1- إعادة فرض العقوبات على طهران خاصة المتعلقة بالنفط والتي تم رفعها منذ نحو عامين بموجب شروط الاتفاقية.

2- العقوبات تسببت في اضطرابات اقتصادية هائلة لطهران وهو ما دفعها للجلوس على طاولة المفاوضات فمثلاً عقوبات عام 2012 تسببت في خفض صادرات طهران النفطية إلى النصف.

3- مراقبة برنامجها الصاروخي و«أنشطتها الخبيثة» في المنطقة بشكل دقيق.

4- يمكن لقرار ترامب أن يتسبب في خلاف مع الاتحاد الأوروبي الذى أكد عدم انسحابه من الاتفاق.

5- قد تخير أمريكا الشركات الأوروبية ما بين الوصول إلى السوق الأمريكية أو السوق الإيرانية ومن المتوقع أن أغلب الشركات سيفضل الابتعاد عن إيران خشية عقوبات أمريكية مؤلمة.

6- من المتوقع أن تشهد إيران موجة احتجاجات جديدة ضد النظام نتيجة الوضع الاقتصاد السيئ وتوجيه أغلب المواد لدعم الإرهاب والتجارب النووية والصاروخية التى يرفضها الشعب. وفقا لصحيفة “اليوم السعودية”.

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام الموقع ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، ولتحليل حركة الزيارات لدينا.. المزيد
Accept