جزيرة السعادة.. ما لا تعرفه عن سقطرى

عدن نيوز5 مايو 2018
جزيرة السعادة.. ما لا تعرفه عن سقطرى
عامر الخميسي
عامر الخميسي

بقلم - عامر الخميسي

1- فريدة الدنيا

كانت جزيرة سقطرى تسمى عند قدماء اليونان والرومان بجزيرة السعادة لجمال طبيعتها وبهاء مناظرها وتفردها بما حوته من مشاهد لا توجد على وجه الأرض، ولأنها كانت مصدرا لإنتاج وتصدير الند والبخور وأجمل أنواع الطيب والصبر والمر واللبان فكان يعتبر القدامى أن أرضا تنتج هذه السلع والروائح أرضا مقدسة فكان لابد من أن يطلق عليها جزيرة السعادة، وقد صنفت الجزيرة كأحد أهم مواقع التراث العالمي سنة٢٠٠٨م وأطلق عليها لقب: أكثر المناطق غرابة في العالم، وصنفتها صحيفة نيويورك تايمز كأجمل جزيرة في العالم لعام٢٠١٠م لما فيها من المناظر الطبيعية الخلابة المدهشة.

من يشاهد جزيرة سقطرى أو يذهب إليها يشعر أنه ليس على كوكب الأرض وذلك للفرائد والغرائب التي فيها وعمر كثير من صخورها وأشجارها ستة ملايين عام.

وجزيرة سقطرى خلق الله فيها من النباتات العجيبة والأشجار الغريبة ما يبهر العقل ففيها ما يزيد عن تسعمائة نوع من أنواع النباتات منها ثلاثمائة نوع لا يوجد له شبيه أو مثيل أو نظير في العالم.
وخلق الله فيها أشكالا بديعة من الطيور التي تسلب عقول السائحين والزائرين من جميع أنحاء العالم ففيها ما يزيد عن مائة وثمانين نوعا من أنواع الطيور منها سبعة أنواع نادرة بل لا تكاد توجد في جميع أنحاء العالم.
وفيها ستون نوعا من فراشات الليل ومائة نوع من الحشرات الطائرة من هذه الحشرات الطائرة ثمانون نوعا لا توجد على وجه الأرض فقط تجدها في سقطرى..

وفيها من الثعابين والعقارب والزواحف والسحالي وأسماك الزينة والقشريات والاسفنجيات والصدفيات والسحالي والهوائم والشعب المرجانية والخصائص الطبيعية ما لا يوجد في العالم.
وقد ذكرت البعثات الاستكشافية أيضا أن 9% من زواحفها لا توجد في العالم، و59 % من أنواع الحلزونيات البرية فيها لا توجد في أي منطقة على وجه الأرض، وهي مأوى للطيور المهاجرة ففيها 291 نوعا من أنواع الطيور يتوالد الكثير منها ويستوطن الجزيرة، كما أنه يوجد فيها أكثر من 300 نوع من أنواع المرجان وأكثر من ألف نوع من أنواع الأسماك..
وقد ذكر عالم الآثار الكسندرسيدروف مدير متحف الشعوب الحضارية في روسيا ورئيس البعثة الروسية لسقطرى أنه تم العثور على موقع يعود إلى العصور الحجرية أي يعود إلى ما قبل مليون ونصف مليون سنة وهذا ينبهنا إلى شيئ مهم وهو أن الإنسان سكن واستوطن هذه البقعة المهمة من العالم ومنها ربط صلاته بالعالم حوله ومنها انطلق للآفاق وكان له فيها قدم راسخة وتاريخ عريق..

ومن أغرب ما وجد في سقطرى تلك الكهوف والمغارات التي تزيد عن 52 كهفا ومغارة منتشرة على امتداد الجبال الموجودة في الجزيرة، أكبرها مغارة “جنيبة شبهن”بمنطقة دكسم السياحية، التي أكتشفت في مايو 2005، حيث يتجمع فيها عدد كبير من أشجار دم الأخوين الشهيرة وغير الموجودة في أي بلد في العالم، ويبلغ طول ذلك الكهف أكثر من 7 كيلو متر وفيه من النقوش والحفريات والآثار ما يدهش العقول ويبعث على الدهشة وتلتذ به عيون الزائرين..
ولهذا الجمال والإبهار استحقت سقطرى أن تستقل محافظة بنفسها عن محافظة حضرموت في عام2013م.
وجميع البعثات الروسية والبلجيكية والفرنسية تؤكد من خلال الآثار أن وجود الإنسان على جزيرة السعادة كان منذ ستمائة ألف سنة
ومن هذه الدراسات كتَب الكثير من الباحثين أن اليمن كانت هي مهد الإنسان وموطنه الأول.
ومن هذا المنطلق فلا تأتي دولة عمرها عمر بعير تريد أن تنافس وتناطح دولة تاريخها ضارب بجذوره في عمق الحضارة الإنسانية..

2- الطبيعة الساحرة

في سقطرى تغريك مناظر الأشجار الجميلة الغريبة والشواطئ المكسوة بالرمل الأبيض النقي وأشجار النخيل التي تعانق السماء وشعبها المرجانية الفريدة وأسماك الدلفين وهي ترسم بحركاتها أيضا لوحة من الجمال الخلاب..
ففيها من جمال الأرض، وأنيق الصنع، ودلائل القدرة ولوحات الحسن ما يشهد على إبداع الله تعالى…

3- سقطرى يمنية منذ خلقها الله

سقطرى جزيرة يمنية وأهلها يمنيون منذ القدم ولم يشكك في هذا أحد ففي منطقة اريوش عثر على رسوم صخرية منذ القدم أي قبل آلاف السنين وتلك النقوش هي في الأصل نقوش يمنية وورد ذكرها في كتاب صفة جزيرة العرب للهمداني القرن العاشر الميلادي ضمن جزائر البحر اليمينة.

4- سقطرى مقبرة الغزاة على مر التاريخ

لعل هذا المحور يشكل جزأ مهما من هذا المقال ولعل البعض يستغرب هل قد حصل هجوم مباغت على سقطرى في الأزمان الغابرة؟
بالتأكيد نعم..
فأرض طبيعتها كهذه حتما سيسيل عليها لعاب الطامعين فقد تعرضت سقطرى لمحاولات عديدة لإخضاعها والسيطرة عليها من قبل الإغريق والفراعنة والروم والفرس وقد احتلها البرتغاليون كما تحدثنا كتب التاريخ ورحلوا عنها سنة١٥١١م وجاءت بريطانيا بحدها وحديدها فاحتلتها عقودا من الزمن فقاوم أهلها بشراسة ولم يذوبوا في مستنقع الحضارة البريطانية وظلوا يكافحون حتى سنة١٨٧٦م ولم يستطع البريطان الوقوف أمام هجمات سلاطين الجزيرة فاضطرو لعمل معاهدة ثم رحلوا منها سنة١٩٦٧م.

5- سقطرى والاحتلال الأخير

فوجئ اليمنيون في لحظة من لحظات الزمان وعلى حين غفلة منهم وهم يقامون عدوا غاشما لدودا يدا تغدر بهم من الخلف وتنقض على هذه الجزيرة في عدوان صارخ واحتلال واضح كوضوح الشمس عمر هذا الاحتلال ثلاثة أيام مستحوذا على الميناء والمطار والشواطئ والمحميات ملقيا قبضته الحديدية الشرسة على هذه الجزيرة عرف مؤخرا بالإمارات وهي دولة لم تذكر في التاريخ..وليس لها حضارة ولا ينتسب إليها ويستوطنها في الغالب إلا شذاذ الآفاق وهواة البغي والعبث بالأوطان..
عامر الخميسي
5/5/ 2018م

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام الموقع ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، ولتحليل حركة الزيارات لدينا.. المزيد
Accept