بقلم - نشوان الخراساني
في وقت لا تزال تعاني فيه المدينة من مأساة الحرب والحصار الجائر، يجري الحديث عن مساع إماراتية بالتنسيق مع التحالف العربي، لتشكيل حزام أمني في تعز، على غرار الحزام الأمني في جنوب البلاد، الذي تم تشكيله برعاية إماراتية، في ظروف تختلف كثيرا عن الحزام الأمني الذي يجري التحضير لتشكيله في تعز.
الإمارات ومنذ وقت مبكر حاولت الإمارات اختراق المقاومة في تعز وتعميم فكرة ما حدث في عدن وغيرها من الناطق في الجنوب ودعمت فصائل مسلحة متطرفة بالمال والسلاح غير أن تعدد الأطراف في تعز ووجود قوات جيش ومقاومة متنوعة من شأنه تصعيب تكرار تلك الحالة بشكل كبير.
وتبدو مساعي أبوظبي ظاهرة لنقل تجربة «الحزام الأمني»، إلى تعز عن طريق فرض قوات أمن موالية لها، تتولى السيطرة على المقرات الحكومية والأجهزة الأمنية، والقيام بأعمال الشرطة والضبط والاعتقال، وإقامة نقاط تفتيش بمداخل المدينة.
وتعمل الإمارات، التي تقود مع السعودية التحالف العربي في اليمن، منذ أشهر على استكمال ترتيباتها العسكرية لفرض ما يسمى «قوات الحزام الأمني» في محافظة تعز ، وهي محافظة خاضعة لسيطرة قوات الشرعية والمقاومة الشعبية.
أن الإمارات تسعى للسيطرة على باب المندب الممر التجاري العالمي ،وكذا قناة السويس ،بعد أن بدأت ببناء قواعد عسكرية في المنطقة، وهو الأمر الذي يفسر تمويل الإمارات للعمليات العسكرية في جبهة الساحل الغربي لتعز وإصرارها على استخدام مقاتلين جنوبيين بدلا من أبناء محافظة تعز، وهو أن حلفاء الإمارات في عدن يرفعون شعارات: من باب المندب إلى المهرة شعب جنوبي واحد مع العلم أن الجهة التي ضمت باب المندب إلى الجنوب هي دولة الاستعمار البريطاني.
وأن تصاعد لهجة الإمارات ضد حزب الإصلاح وما تمارسه قوى تابعة لها في جنوب اليمن وفي تعز لا يخدم الشرعية ولا التحالف وإنما يفيد تحالف الحوثي/علي عبدالله صالح (الرئيس اليمني السابق) الذي جاءت الإمارات لمحاربتهم في اليمن.
وهنا أبوظبي تسعى لإخضاع مدينة تعز لحلفائها من القوى السلفية والموالين لأجندة الإمارات، كما هي الحال في محافظات عدن وحضرموت وشبوة. وقامت بتجهيز قوة عسكرية مكونة من ثلاثة آلاف مجند، تلقوا تدريبات في معسكرات تابعة للقوات الإماراتية الموجودة في إريتريا، وتطلق عليها قوات «النخبة التعزية»، وتعمل حاليا على الدفع بها لتشكل الحزام الأمني بتعز.كما أن مجموعات مسلحة خارجة عن سيطرة الحكومة الشرعية، تتلقى تمويلا مباشرا ومساعدات من الإمارات العربية المتحدة بينها أبو العباس الذي تموله الإمارات، وإلى أن الصراع في تعز عزز دور “أبو العباس” بدعم مباشر من الإمارات، وخلال صراعه مع الحوثيين سمح بانتشار عناصر تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية داخل تعز، لتعزيز قواته وتقييد النفوذ السياسي والعسكري لحزب الإصلاح.
وهناك سعي حثيث من الإمارات لتقويض سلطة الحكومة الشرعية في تعز كما قوضتها في المحافظات الجنوبية، وقد عملت الإمارات على تشويه مقاومة تعز وحطمت سمعة الجيش اليمني في تعز وتريد تأسيس حزام أمني بكل وقاحة في محافظة تعز التي تعد إحدى قلاع الدولة اليمنية. كما تقود انقلابا في المحافظات الجنوبية ينطوي على مخططات انفصالية واضحة، وهو لا يقل خطورة عن الانقلاب الذي دبره الحوثيون في صنعاء بدعم من الإمارات كذلك التي تعمل على تفتيت الشعب اليمني.