بقلم - محمد المقرمي
تعز تعرضت لخدعة تاريخية بسبب ضعف قياداتها وممثليها في الشرعية الذين انشغلوا بتحسين وضع أقاربهم، وابتعدوا كل البعد عن أوجاع الناس ومآسيهم، بعد أن قدمت تعز تضحيات تتجاوز تضحيات كل المحافظات اليمنية وضحايا تتجاوز ضحايا الحروب مجتمعة منذ العام 1980م.
تعز قدمت اكثر من 3000 شهيد و15000 جريح وتدمرت بنيتها التحتية بكل مقوماتها الأساسية من شبكات المياه والكهرباء وكل مقومات الحياة في مختلف المجالات الغذائية والصحية ووصل الوضع بنازحيها الذين تجاوزوا 500 ألف نازح أن يأكلوا من أوراق الشجر، يفترشون الأرض ويلتحفون السماء في اللحظة التي يعيش فيها الوزراء وأبناؤهم في رغد وتعيينات تلو تعينات في مناصب الدولة العليا.
كفى عبثاً وعلى الشباب ان ينتفضوا لانقاذ الموقف قبل أن تلعننا الأجيال القادمة، أعول كثيراً على شباب تعز من غير المتعصبين لأحزابهم والمخلصين لقضيتهم الأولى تعز في تدارك الوضع وتسجيل موقف للتاريخ. أصبح اليوم على الواقع مجلساً سياسياً انقلابياً في شمال الشمال يمثله الحوثي وصالح يقتل أبناء تعز ، ومجلساً انتقالياً في الجنوب يطرد أبناء تعز ،، وأصبحت تعز ضحية المركزين وهي من تدفع ثمن التغيير في هذا الوطن الكبير وليت القادة ينصفونها بل يتلسن عليها الصغار والكبار، مستحقرين تضحياتها وصمودها التاريخي ويكفيكم فخراً أن تعز هي المدينة الوحيدة التي عجزت المليشيات من كسرها رغم خذلانها من الجميع.
آن الأوان لتقولوا كلمتكم أيها الشباب، فلا تثقوا بالكهول الذين أقعدهم بياض الشعر ودارت بهم الكراسي وتبخرت شعاراتهم المزيفة
محمد المقرمي 12 مايو 2017م