بقلم - أحمد عايض
خلال لقائه بسفراء الدول الـ19 وهم الرعاة الدوليون للمبادرة الخليجية قال الرئيس هادي: “أن الجيش الوطني يحقق كل الانتصارات على الأرض بصورة كاملة , وأضاف معلقا على الأطراف التي تسعى لمنح النصر في كل من جبهتي بيحان والمخا إلى انسحابات الحرس الجمهوري بقوله “أن ذلك وهم ومعلومات غير دقيقة” في تأكيد واضح منه أن صانع النصر هو الجيش الوطني ولا أحد سواه .
لقاء الرئيس هادي بسفراء الدول الـ19 حمل رسائل كبيرة وقوية وحاسمة في ذات الوقت , خاصة لتلك الأطراف التي تسعى لتفخيخ الجيش الوطني عن طريق مساعي دعم وإحياء التشكيلات العسكرية القديمة التي وقفت حتى آخر لحظة وهي تقاتل في صفوف الانقلابيين ضد الشرعية , ثم تأتي بعض الأبواق لتلميعها على أساس أنها المنقذ المخلص لليمن, متناسين أنها جزء من هذا الطامة الكبرى التي عصفت بالوطن وأوصلتنا إلى ما وصلنا إليه .
إن أي مساع تسعى للنيل من الجيش الوطني بأي وسيلة من وسائل الكيد أو التركيع أو الاستهانة بدوره أمر لا يمكن القبول به مهما كان الأمر , فالجيش الوطني هو ركيزة الجمهورية , وعماد الثورة , ودرع الشرعية وحامي حمى مكتسباتها , وسيمضي في مهمته الخالدة لتحرير اليمن من براثن الإماميين والكهنة الجدد , ولن يقبل بأي دخيل جديد مشكوك في ولائه للأرض والإنسان والثورة .
ولن نقبل بأي عواطف أو نزوات تنتاب البعض حنينا للماضي وللنظام القديم , ولن نقبل بأي حليب يجري في أوردة المترددين في الدفاع عن حرية وكرامة الشعب اليمني ومكتسباته الوطنية , ممن وقفوا في صفوف الإمامة والانقلاب , ويطمعون اليوم التصدر في مراكز القيادة والمسئولية .
على كل الطامعين في هوس التصدر أن يخضعوا أنفسهم لدورات من الطهر والنقاء في صفوف الشرعية جنودا لا قادة , حتى نجد منهم صدق القول والعمل .
إن الجيش الوطني وقيادة الشرعية قد تجاوزوا الكثير من العقبات والمؤامرات والعثرات التي كانت تصنع لهم وتوضع في طريقهم , وشبوا على طوق المؤامرات التي كانت بعض الاطراف تسعى لصناعتها أمام نضالها الثوري , طمعا في إنتاج نسخة معدلة من “خريجي النظام القديم وغرزه في جسد الشرعية ” .
رفض الرئيس هادي وبكل وضوح أي مساع لإعادة إحياء قوات الحرس الجمهوري القادم من أحضان الإمامة وأزغان العائلة ليكون رديفا لقوات الجيش الوطني ,أو إسناد أي مهمات له في الدفاع عن الجمهورية والثورة خاصة في هذه المرحلة التاريخية الحرجة من تاريخ الجمهورية الثانية ,رغم أن تلك الوحدات لم تسطر لذاتها إلا خياناتها لثورة والجمهورية والوقوف ضد الشرعية ونصرة الإمامة.
لا يوجد لدى الشرعية اليوم أي مانع في استقبال إخواننا المنضمين من تلك الوحدات إلى صفوفها , لكن الحديث عن منحها أي مواقع قيادية في هذه اللحظة الحاسمة من تاريخنا يعد من المواضيع السابق لأوانها .
من غير المنطق أن نأتي بمن كانوا قبل أيام يوجهون بنادقهم إلى صدورنا , لنسلمهم مواقع القيادة في صفوفنا, ولولا الغدر الذي حصل داخل معسكر الانقلابيين لظلت تلك الشخصيات والوحدات منضوية في صفوف الإمامة.
على كل طرف أن يعرف حجمه وموقعه , ومن لا يعرف عليه أن يعي أن الشرعية لم تعد ذلك الطفل الأغر , ولم تعد ذلك الجسد الصغير , فهي اليوم قد وقفت أقدامهما ونهضت من عثرتها , وتجاوزت غالبية صعابها بثبات رجالها وإخلاص قادتها , في أصعب المراحل وأحلك الظروف .
ولا يمكن أن ننسى لهذا الطابور العظيم في صفوف الشرعية بكل أطرافهم السياسية وتكويناتهم الاجتماعية تضحياتهم ومواقفهم منذ الانقلاب على الدولة في21 سبتمبر الأسود حتى اليوم .
وعلى الأطراف الخارجية التي مازالت تعلق أمالا على تلك البقايا” العجوز” أن تستيقظ من غفلتها وتصحو من نومها , وعليها ان تعلم أن تعليق الآمال على بقايا تلك الوحدات التابعة للنظام القديم جزء من أحلام اليقظة, ونزوات العواطف .
نحتاج إلى وقت طويل إلى إعادة تأهيل تلك القوات القادمة من ثقافة العبودية والقابلة لسلطة الفرد , تمجيد العائل والعائلة , والغير متقبلة لثورة والتغيير ومنهجيه الثورة .
نحتاج إلى شهور طوال ولربما سنوات حتى نستعيد تأهيل تلك التشكيلات القديمة , لتكون عامل بناء ونهضة في جسد الجمهورية اليمنية , فالجيش الوطني اليوم لا ينقصه الرجال وعددهم , وإنما ينقصه قلة العدة والعتاد .
ستتبقى الجمهورية وستبقى الثورة , وستبقى الحياة وسيعيش الأمل ,وسيمضى الأحرار في مشروعهم وشرعيتهم مهما كان الثمن , ولا نامت أعين الجبناء .