بقلم - علي هيثم الميسري
عندما يأتي مواطن عادي من عامة الشعب ويختزل القضية الجنوبية وحقوق الشعب الجنوبي في مكون من مجموعة بسيطة يدعى الحراك الجنوبي فلن نعتب عليه بحكم تواضع فكره وتفكيره، فقراءته للمشهد تتأتى من وجهة نظره المتواضعة، ولكن أن يأتي شخصية أدبية بحجم الدكتور عيدروس النقيب ذلك الكاتب والمثقف ويروج لهذه النظرية بإختزال قضية حقوقية لشعب عظيم كعظمة الشعب الجنوبي في حراك إنتهت فترة صلاحيته بعد إفتضاح أمره بخيانته وعمالته وولائه لدول معادية لا تريد خيراً لوطننا الحبيب فهذا يثير كثير من الريبة .
أخونا العزيز الدكتور عيدروس النقيب كتب مقالاً تحت عنوان نهاية تحالف الشرعية بالحراك الجنوبي وقال فيه: ربما كان الحراك الجنوبي هو المبادر لهذا التحالف بإحتضان الرئيس والترحيب به والدفاع عنه بعد إيقاف إستهدافه كخصم للجنوب والجنوبيين والتركيز على مواجهة الخطر الأكبر الذي كان يحدق بالجنوب وهو الغزو الثاني الذي لم يتأخر كثيراً .
كلام مخيط بصميل ولكني سأرد مكرهاً على الدكتور الخياط لما في كلامه من المغالطات التي ذكرها في مقاله العقيم وسأبدأ في هذه الجزئية وأقول له: أولاً لم يكُن الحراك هو المبادر لهذا التحالف بل كان أول من بادر هو فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي عندما أخرج الحراك من الظلمات إلى النور وجعل منه قضية رفع سقفها عالياً، ثم أدخله في الحوار الوطني وجعله رقماً صعباً وشارك فيه قيادات حراكية وطنية لها شأن وصوت قوي على مستوى الشارع الجنوبي، وكانوا كثيرين جداً وعلى سبيل المثال وليس الحصر الدكتور رياض ياسين والأستاذ ياسين مكاوي وهذا الأخير قال عنه أنه تمت صناعته ومن لف لفه، على الرغم من أنه هو من بقي صامداً ووقف مع فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي قلباً وقالباً حتى هذه اللحظة .
ثانياً قال بأن الحراك الجنوبي الذي يقصده هو أنه إحتضن الرئيس ورحب به ودافع عنه بعد إيقاف إستهادفه كخصم للجنوب والجنوبيين.. وهذه الجزئية بها مغالطة وكشف للأقنعة في آنِِ معاً، فالمغالطة هي إدعائه بأن الحراك قد رحب بالرئيس ودافع عنه.. والدليل صناديق الإقتراع التي حطموها في الجنوب ورفضوا إنتخابه كرئيس للجمهورية اليمنية.. وكان هناك في شمال اليمن 8 مليون ناخب هم من إنتخبوه، أما الدفاع عنه فكان واضحاً للعيان والدليل عند دخول المليشيا الإنقلابية لم يبقى أحداً في عدن بل تسارعت خطاهم إلى قراهم، وفيما يخص كشف الأقنعة فقوله بأن حراكه أوقف إستهداف فخامته كخصم للجنوب، وهذا إعتراف واضح وفاضح بأن أزلام الحراك الإيراني كانوا يستهدفون فخامة رئيس الجمهورية وجعلوا منه خصماً لهم .
نحن نعرف بأن ناصر النوبة هو أحد قيادات الحراك الجنوبي السلمي بل هو أحد المؤسسين لهذا الكيان، فحينما أُعفيَ من منصبه كقائد لمحور شبوة عاد صامتاً ولم يُعقِّب ولم يُحرِّض بنو جلدته من أبناء شبوة بالخروج للإعتراض على قرار فخامة رئيس الجمهورية بإقالته.. وكذلك الكثيرين من القيادات والوزراء لم يفعلوا مافعله عيدروس الزبيدي عندما دفع الملايين ليحتقن الشارع الجنوبي بإستدعائه بنو جلدته من أبناء الضالع وبعض المرتزقة من المناطق الأخرى، فهل فعل المهندس وحي أمان عندما أُعفيَ من منصبه كوزيراً للأشغال العامة ؟ فلماذا أنتم أقمتم الدنيا ولم تقعدوها ؟ .
سؤال قد يتبادر إلى الأذهان هو: هل الإقالة من منصب محافظ المحافظة عدن هو مقياس للإستهداف في نظركم كما إدعيتوا يا أخونا العزيز عيدروس النقيب ؟ أم أن مقياس الإستهداف هو في شخص فانوسكم عيدروس الذي جعلتوا منه جيفارا القرن الواحد والعشرين وهو تفاعل مع الدور ؟ على الرغم من أنه إستهدف أبناء عدن وأقصاهم من وظائفهم ومناصبهم ولم يكتفي بذلك بل وحول حياتهم إلى جحيم منذُ أن جاء من الجبال إلى محافظتهم بسبب فساده المستشري حينما فشل في توفير أبسط الخدمات الأساسية التي تشعرهم بأنهم أبناء المدينة وليس أبناء الريف .
وما قولك في الشيخ عبدالعزيز المفلحي الذي حَلَّ محله في كرسي المحافظة ؟ أليس هو كان من أكبر الداعمين الرئيسيين للحراك الجنوبي السلمي ؟ ضحى بماله في الوقت الذي كان فيه فانوسكم عيدروس الزبيدي هارباً في الجبال ومختبئاً في كهوفها ؟ .
وأخيراً أحب أن أقول لك يا عزيزي الدكتور عيدروس النقيب أن نهجكم كله إنقسامات وإقصاءات لمن لا يروق لكم ولا يتماشى مع نهجكم.. وتخصوا أبناء عدن في إقصاءاتكم أكثر من غيرهم، وأكيد تتذكر منظمة موج الذي كنت أحد أفرادها كيف أقصيتوا الكثيرين قبل إنقسامكم، ماهكذا تورد الإبل يا دكتورنا العزيز وسأضطرُ آسفاً أن أقول: الدكتور عيدروس صمت دهراً ونطق كفراً .