بقلم - علي هيثم الميسري
نظام المركزية في بعض دول العالم تعاني شعوبها الذل والهوان والفقر والجوع والمرض حتى وإن كانت هذه الدول تمتلك من الثروات ما لا يُعد ولا يُحصى كما هو الحال في يمننا الحبيب، لاسيما إن كان من يحكمها عصابة زعيمها ديكتاتور أيضاً كما هو الحال في يمننا الحبيب أبان عهد المخلوع علي عبدالله صالح .
والشعوب التي تعيش الرغد والرخاء فهي تلك التي تستظل تحت مظلة نظام إتحادي أو فيدرالي سواءً كانت إمارات أو ولايات أو إقاليم، والنماذج في هذا الشأن كثيرة جداً لا حصر لها كالولايات المتحده الأمريكية وكندا والكثير من دول القارة الصفراء، ونسبة الفقر تكاد تكون معدومة والتي قد تصل لصفر في المائة .
الملفت للنظر بأن حكام المركزية يُخلّٓدون في حكمهم لطالما بقيت أرواحهم في أجسادهم، وعند وفاتهم يرث أبنائهم الحكم من بعدهم إلا إذا قامت فئة في حكومته بحركة إنقلابية ضدهم فتطيح بهم وتحكم بإعدامهم أو بزجهم في معتقلات إلى أن يلقون الله، صحيح أن هناك إنتخابات وصناديق إقتراع ولكننا نعلم مايدور خلف الكواليس في هذه الإنتخابات، وعلى العكس من ذلك في الدول اللامركزية كيف يتم التداول السلمي للسلطة عبر الانتخابات التي تتم بأريحية مطلقة ودون ضجيج، وتُسَلِّم السلطة من قِبَل الرئيس السلف لخلفه بإبتسامه عريضة على شفتيه .
بعد ثورة الشباب التي أطاحت بديكتاتور اليمن وعصابته المتمردة توافقت قوى الداخل والخارج على رجل واحد وإنتخبه 8 مليون مواطن يمني جُلَّهم من المحافظات الشمالية، كان هذا الرجل قد أختاره الله جَلَّ في علاه قبل أن تتوافق عليه جميع القوى وقبل أن ينتخبه الثمانية مليون ناخب رحمة ورأفة منه جلت رحمته لهذا الشعب العظيم، فكان إختيار الله عز وجل لهذا الرجل ليست عبثية بل لعلمه أنه يمتلك من الإمكانيات التي لا يضاهيه أحداً بها، فهذا الرجل يمتلك الحنكة العسكرية والدهاء السياسي والشجاعة والإقدام وزاد على ذلك إمتلاكه قلب تملأهُ الرحمة لكافة أبناء الشعب اليمني .. إنه داهية العرب وفارس اليمن فخامة الرئيس الوالد عبدربه منصور هادي .
بعد أن تَرَبَّعَ فخامته كرسي السلطة أخذ على عاتقه مآسي الشعب اليمني الذي كان يعيشها هذا الشعب المكلوم منذُ عقود من الزمن، فكان بالفعل الرجل المناسب في المكان المناسب، ونستطيع أن نطلق عليه رجل المرحلة ورمز التغيير، فإرتأى أن لا حل لكل المشاكل التي صنعها سلفه المخلوع خلال كل تلك العقود هو تغيير نظام الحكم من مركزي إلى نظام إتحادي من ستة أقاليم، وغير ذلك فهو عبث ومضيعة للوقت وإستمرار لمآسي الشعب اليمني المكلوم .
مشروع اليمن الإتحادي الذي رسم ملامحه فخامة الرئيس الوالد عبدربه منصور هادي أغضب بعض القوى الظلامية في الداخل اليمني وخارجه، ولم تكُن هذه الحرب التي نعيش وطأتها إلّٓا بسبب هذا المشروع، أما فئة الشعب التي ذاقت ويلات المركزية بحاكمها الديكتاتوري فقد أَسَرّٓتها رؤية ملامح هذا المشروع الإتحادي وقد لاحت في الأفق، ولكن ياللأسف يافرحة ماتمت حينها، ولكنها ستتم بإذن الله تعالى قريباً جداً وليس آجل، فلم يأتي لنا الله عز وجل برجل ملأ قلبه الرحمة إلّٓا لأجل هذا المشروع، ومن كان بقدرته خلع ديكتاتور يمتلك أسلحة فتاكة تقدر بمئات المليارات ويأتي بدلاً عنه برجل المرحلة ورمز التغيير أيضاً بقدرته يستطيع أن يحقق حلم الشعب اليمني بإعلان اليمن دولة إتحادية .
علي هيثم الميسري