أعلن البيت الأبيض اليوم الجمعة 10 أكتوبر 2025 إجراءات اقتصادية غير مسبوقة في المواجهة المتصاعدة مع بكين، حيث كشفت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن حزمة عقوبات تجارية قاسية ضد الصين.
وصدر القرار الرئاسي بفرض رسوم جمركية بنسبة 100% على كافة الواردات الصينية إلى الولايات المتحدة، إضافة إلى إجراءات تقييدية مشددة على تصدير التقنيات الحساسة مثل الذكاء الاصطناعي وتقنيات الأمن السيبراني.
ويأتي هذا التصعيد كرد فعل على القيود الصينية الأخيرة على تصدير المعادن النادرة، التي تتحكم بكين بحوالي 90% من إمداداتها العالمية، وهي مواد حيوية لصناعات الإلكترونيات والقطاع العسكري الأمريكي.
ومن المقرر أن تدخل هذه الإجراءات حيز التنفيذ بدءاً من الأول من نوفمبر المقبل، لتضاف إلى الرسوم الجمركية الحالية التي تصل إلى 55% على معظم السلع الصينية.
وأشار ترامب في بيانه إلى أن هذه الخطوة تأتي رداً على ما وصفه بـ”الموقف العدائي” من جانب الصين، محذراً من مخاطر سيطرة بكين على الموارد الاستراتيجية العالمية.
وتعكس هذه الخطوة تصعيداً ملحوظاً في التوترات التجارية بين القوتين الاقتصاديتين، حيث ألغى ترامب أيضاً مقابلة محتملة مع نظيره الصيني شي جين بينغ قبيل قمة آسيان-المحيط الهادئ المزمع عقدها نهاية الشهر الجاري.
ويحذر خبراء الاقتصاد من تداعيات هذه الإجراءات على الأسواق العالمية، حيث من المتوقع أن ترتفع تكلفة الواردات الصينية للولايات المتحدة بشكل كبير، مما قد يرفع نفقات الأسر الأمريكية ما بين 1300 إلى 2400 دولار سنوياً.
وسجلت الأسواق المالية الأمريكية تراجعات فورية بلغت 1.9% إلى 2.6% عقب الإعلان، وسط مخاوف من تداعيات حرب تجارية جديدة قد تخفض معدل النمو العالمي إلى 3% خلال 2025 وفقاً لتقديرات صندوق النقد الدولي.
وتتجه الأنظار الآن نحو الرد الصيني المحتمل، حيث قد تفرض بكين إجراءات مماثلة على الواردات الأمريكية، كما فعلت سابقاً مع فول الصويا، مما قد يلحق أضراراً جسيمة بالمزارعين الأمريكيين.
وتمثل هذه الخطوة أحدث حلقة في سلسلة الإجراءات التجارية التي اتخذتها إدارة ترامب ضد الصين خلال ولايته الثانية، حيث سبق أن فرضت رسوماً بنسبة 10% في فبراير الماضي، و25% على الرقائق الإلكترونية في مايو، و100% على بعض الأدوية في سبتمبر.