يشهد صعيد عرفات اليوم تجمعًا مهيبًا للحجاج الذين يتوافدوا من مشعر منى بعد قضاء يوم التروية، حيث يقفون في أهم أركان الحج الذي يعتبر أعظم مناسك الإسلام.
ويحظى هذا اليوم بمكانة خاصة في الإسلام، إذ وردت نصوص كثيرة تبين فضائله، فقد روى الإمام ابن حبان في صحيحه عن جابر بن عبدالله أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “ما من يوم أفضل عند الله من يوم عرفة، ينزل الله تعالى إلى سماء الدنيا فيباهي بأهل الأرض أهل السماء”.
وقال النبي صلى الله عليه وسلم في رواية أخرى: “إن الله يباهي بأهل عرفات ملائكته فيقول: يا ملائكتي، انظروا إلى عبادي قد أتوني شعثًا غبرًا ضاحين”.
كما جاء في صحيح مسلم عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله قال: “ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبدًا من النار من يوم عرفة”.
ويعد هذا اليوم ذا أهمية كبرى في التاريخ الإسلامي، حيث نزلت فيه آية إكمال الدين، فقد روى البخاري في صحيحه عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن اليهود قالوا له: “إنكم تقرءون آية لو نزلت فينا لاتخذناها عيدًا”، فأجابهم عمر: “إني لأعلم حيث أنزلت، وأين أنزلت وأين كان رسول الله صلى الله عليه وسلم حين أنزلت: نزلت يوم عرفة إنا والله بعرفة”.
ومن فضائل هذا اليوم العظيم أنه يوم عيد للمسلمين، كما جاء في حديث أبي أمامة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “يوم عرفة ويوم النحر وأيام التشريق عيدنا أهل الإسلام وهي أيام أكل وشرب”، رواه أبو داود في سننه.
ويستحب في هذا اليوم المبارك صيامه لغير الحاج، حيث وعد النبي صلى الله عليه وسلم صائمه بأجر عظيم، فقد روى مسلم في صحيحه عن أبي قتادة أن رسول الله قال: “صيام يوم عرفة إني أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله والسنة التي بعده”.