من هو عاصم منير الذي يقود باكستان في مواجهة الهند

عدنان أحمد7 مايو 2025
من هو عاصم منير الذي يقود باكستان في مواجهة الهند

شهدت المنطقة تصاعدًا في التوتر العسكري بين باكستان والهند، بعد أن أعلنت نيودلهي عن تنفيذ ضربات صاروخية استهدفت مناطق داخل الأراضي الباكستانية، مما دفع إسلام آباد إلى التهديد بالرد في الوقت والمكان المناسبين.

في ظل هذه التطورات، برز اسم الجنرال عاصم منير، قائد الجيش الباكستاني، كأحد أبرز الشخصيات التي تتحكم في مجريات الأمور، حيث تشير وسائل الإعلام إلى أنه يُعتبر اليوم الرجل الأقوى في البلاد، والمسؤول الأول عن توجيه السياسة العسكرية تجاه الهند.

وقد تم تعيين عاصم منير في منصب قائد الجيش الباكستاني منذ 29 نوفمبر 2022، بعد أن خلف الجنرال قمر جاويد باجوا، ويُعد من الشخصيات العسكرية البارزة، حيث تصفه وسائل إعلام هندية بـ”الجنرال الملا” نظراً لخلفيته المحافظة والتزامه بتعاليم الإسلام، حيث استعملت وسائل الإعلام هذا اللقب لوصفه كشخص يتبنى توجهات دينية محافظة ويمزج بين السلطة العسكرية والخطاب الديني.

وُلد عاصم منير في مدينة روالبندي، الواقعة بالقرب من إسلام آباد، وانضم إلى صفوف الجيش عام 1986، وتخرج من دورة الضباط في مانغلا، حيث نال وسام “سيف الشرف”، وهو أرفع وسام يُمنح لأفضل المتدربين.

وتدرج خلال مسيرته العسكرية في مناصب قيادية واستخباراتية، من بينها قيادة فرقة في الشمال تحت إشراف الجنرال باجوا، كما قاد القوات في المناطق المتنازع عليها مع الهند، وشغل منصب مدير الاستخبارات العسكرية بين عامي 2016 و2018، قبل أن يُقال من منصبه بسبب خلاف مع رئيس الحكومة عمران خان.

وفي الفترة بين عامي 2019 و2021، قاد فيلق جوجرانوالا، قبل أن يتولى مسؤولية الإمداد والتموين، ليُعيّن بعدها قائداً عاماً للجيش. وفيما كان يفضل البقاء بعيداً عن الأضواء، ظهرت ملامحه العلنية بشكل أكبر بعد الهجوم الدامي على مدينة باهالغام في كشمير الهندية، في 22 أبريل، والذي أسفر عن مقتل 26 شخصًا، حيث تبنى خطابًا حادًا ووجه تهديدات مباشرة للهند، معلنًا أن أي مغامرة عسكرية من جانب نيودلهي ستقابل برد سريع وحاسم.

وأفاد محللون أن تصريحات منير لا تتعلق فقط باعتبارات استراتيجية، بل تعكس أيضًا حاجة داخلية لإعادة ترميم صورة المؤسسة العسكرية، بعد سنوات من الأزمات السياسية والانقسامات والاضطرابات الاقتصادية التي أضعفت مكانتها. وأشار آخرون إلى أن قناعاته العقائدية الراسخة تجاه العلاقة مع الهند، تؤمن أن الصراع حول كشمير يتجاوز البعد السياسي، ويأخذ طابعًا عقائديًا، استنادًا إلى “نظرية الدولتين” التي تأسست عليها باكستان عام 1947.

وتأتي هذه التصريحات، في وقت تتواصل فيه العمليات العسكرية والتصعيد على الحدود بين البلدين، وسط تصاعد الخلافات والاتهامات المتبادلة، بينما تظل باكستان تراقب تطورات الوضع في كشمير، وتبدي استعدادها للرد على أي تهديدات من الهند، في حين يحذر خبراء من أن التصعيد الحالي قد يهدد استقرار المنطقة بشكل أوسع.

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام الموقع ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، ولتحليل حركة الزيارات لدينا.. المزيد
موافق