شهد مستخدمو تطبيق “واتساب” في مختلف أنحاء العالم، يوم السبت، توقفاً مفاجئاً وغير مسبوق للخدمة، مما أدى إلى تعذر إرسال الرسائل النصية والصوتية، بالإضافة إلى تعطّل تحديث الحالات واستخدام الميزات الأساسية للتطبيق.
أثار هذا العطل المفاجئ حالة من الاستياء والقلق بين المستخدمين، خاصة في ظل اعتماد الكثيرين على التطبيق في التواصل اليومي سواء للأغراض الشخصية أو المهنية.
رصد موقع “داون ديتيكتور”، المختص بتتبع الأعطال الرقمية، ارتفاعاً كبيراً في أعداد الشكاوى المقدمة من عدة دول خلال فترة الانقطاع.
أوضح الموقع أن 81% من المستخدمين اشتكوا من مشكلات في إرسال واستقبال الرسائل، بينما أفاد 16% منهم بانقطاع كامل للخدمة، أدى إلى عدم قدرتهم على الدخول إلى التطبيق أو استخدام أي من وظائفه الأساسية.
أما بقية المستخدمين، أي 3%، فقد واجهوا صعوبات أخرى مثل بطء الأداء أو عدم تحديث البيانات بشكل صحيح.
حتى وقت إعداد هذا التقرير، لم تصدر شركة “ميتا” المالكة لتطبيق “واتساب” أي بيان رسمي يكشف عن طبيعة الخلل أو يوضح أسبابه، كما لم تقدم تقديرات بخصوص المدة اللازمة لإصلاح المشكلة.
أدى غياب التصريحات الرسمية إلى زيادة الغموض، ودفع المستخدمين للتساؤل حول ما إذا كان العطل نتيجة هجمات إلكترونية أو مشاكل تقنية داخلية.
ويُذكر أن “واتساب” يعد من أكثر تطبيقات التواصل انتشاراً حول العالم، إذ يعتمد عليه نحو 3 مليارات مستخدم في أكثر من 180 دولة، ويُستخدم على نطاق واسع في الأعمال التجارية والتعليمية والخدمات الحكومية إلى جانب الاستخدامات الشخصية.
نتيجة لذلك، كان لهذا الانقطاع تأثير مباشر وواسع على حياة الناس اليومية ونشاطاتهم، مما جعله من أبرز الأحداث الرقمية المؤثرة خلال الفترة الأخيرة.
تفاعل المستخدمين مع العطل ظهر جلياً على منصات التواصل الاجتماعي مثل “فيسبوك” و”تويتر”، حيث أعرب كثيرون عن شعورهم بالعزلة بسبب فقدان القدرة على التواصل مع الأهل والأصدقاء وزملاء العمل.
كما أبدى عدد من رجال الأعمال وأصحاب المشاريع الصغيرة قلقهم من انعكاس العطل على أعمالهم التجارية، خاصة أولئك الذين يعتمدون على “واتساب” في تنفيذ المعاملات المالية أو التواصل مع العملاء.
في المقابل، اتجه بعض المستخدمين إلى تطبيقات بديلة مثل “تليجرام” و”سيجنال”، والتي شهدت زيادة ملحوظة في أعداد التنزيلات والتسجيلات الجديدة خلال فترة توقف “واتساب”.
وفي ظل غياب أي توضيح رسمي من “ميتا”، طرح خبراء التقنية عدة فرضيات محتملة لأسباب العطل، منها مشكلات في خوادم التطبيق أو البنية التحتية، أو احتمالية تعرض الخدمة لهجوم إلكتروني، إضافة إلى احتمال وجود خطأ في التحديثات التقنية أو البرمجيات.
وتجاوز تأثير الانقطاع الأفراد ليشمل الشركات والمؤسسات التعليمية والحكومية، حيث توقفت بعض خدمات العملاء الرقمية التي تعتمد على “واتساب” في تواصلها مع الجمهور، كما تعطلت الإشعارات والإعلانات في العديد من الجامعات والمدارس.
وفي خضم هذه التطورات، دعا خبراء التقنية ومستخدمو الإنترنت شركة “ميتا” إلى إصدار توضيحات رسمية حول أسباب العطل، واتخاذ تدابير عاجلة لمنع تكرار مثل هذه الحوادث مستقبلاً.
كما طالبوا الشركة باستثمار أكبر في تطوير البنية التحتية التقنية، لضمان استقرار الخدمة في ظل الاعتماد المتزايد على التطبيقات الرقمية في مختلف مجالات الحياة.
يعكس هذا الانقطاع المفاجئ مدى الاعتماد العالمي على التكنولوجيا، ويبرز التحديات التي قد تظهر فجأة عند توقف خدمات رئيسية مثل “واتساب”.
وفي انتظار صدور بيان رسمي من “ميتا”، يبقى هذا الحادث بمثابة اختبار لطريقة تعامل الشركات الكبرى مع الأزمات الرقمية وتوقعات المستخدمين المتزايدة بشأن استمرارية الخدمات.