اكتشف علماء أن الطاقة المظلمة، القوة الغامضة التي تحفز توسع الكون، قد تتغير بطريقة تتعارض مع المفاهيم الحالية للزمان والمكان. هذا الاكتشاف يمكن أن يمثل تحولًا جذريًا في فهمنا للكون، حيث يتطلب إعادة نظر جذرية في النظريات المعتمدة.
وقد أشار البروفيسور أوفر لاهف من جامعة كلية لندن إلى أهمية هذه النتائج، قائلاً: “إنها لحظة دراماتيكية. فقد نشهد تحولًا جذريًا في فهمنا للكون”. ويدعم هذا الاكتشاف الأبحاث التي أجريت باستخدام جهاز مطياف الطاقة المظلمة (DESI) في مرصد كيت بيك الوطني في الولايات المتحدة، والذي يتكون من 5000 ألياف بصرية تعمل كالتلسكوبات الصغيرة.
بينما كان الاعتقاد السائد قبل عام 1998 أن تمدد الكون سيتباطأ تحت تأثير الجاذبية، أظهرت الأبحاث أن سرعة التمدد تتسارع، مما أدى إلى اكتشاف الطاقة المظلمة. ومع ذلك، فإن العلماء لا يزالون غير متأكدين من طبيعة هذه الطاقة.
كما أكد البروفيسور سيشادري ناداثور من جامعة بورتسموث أن الأدلة المتوفرة أصبحت أقوى مما كانت عليه في السابق، موضحًا أن النتائج قد لا تكون مجرد إشارات عابرة.
تستمر الأبحاث في هذا المجال، حيث سيساهم التلسكوب الفضائي “إقليدس” التابع لوكالة الفضاء الأوروبية في جمع المزيد من البيانات حول الطاقة المظلمة. وقد أُطلق هذا التلسكوب في عام 2023، ومن المتوقع أن يوفر تفاصيل دقيقة حول طبيعة هذه الطاقة.
يجمع مشروع DESI أكثر من 900 باحث من أكثر من 70 مؤسسة من مختلف أنحاء العالم، مما يعكس الأهمية العالمية لهذا الاكتشاف العلمي.