في أجواء روحانية مفعمة بالخشوع والتقوى، توافد اليوم ملايين الحجاج من مختلف أنحاء العالم على مشعر منى، لقضاء يوم التروية، أولى محطات مناسك الحج المباركة التي تمتد على مدار ستة أيام.
هذا التوافد يأتي تمهيدًا للوقوف على صعيد عرفات غدًا الموافق التاسع من شهر ذي الحجة، حيث يؤدي الحجاج ركن الوقوف بعرفات، أحد أركان الحج الخمسة.
وسط استعدادات واسعة النطاق من قبل السلطات السعودية، أعلنت الجهات المختصة إنهاء جميع الترتيبات اللازمة لاستقبال ضيوف الرحمن في يوم التروية.
وقد وصل إلى الديار المقدسة أكثر من مليون ونصف المليون حاج من مختلف دول العالم، حاملين معهم تطلعات الأمة الإسلامية للحصول على غفران الذنوب وتحقيق الأجر والثواب.
في مشعر منى، سيقضي الحجاج يومهم في الدعاء والذكر والتأمل، مردّدين تلبية الحج “لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك”.
كما سيؤدون الصلوات الخمس قصرًا بدون جمع، ويبيتون هناك قبل التوجه إلى صعيد عرفة بعد طلوع شمس يوم التاسع من ذي الحجة، اقتداءً بسنة النبي محمد صلى الله عليه وسلم الذي ارتوى (تزود) بالمياه قبل أداء الحج.
يُعتبر مشعر منى، الواقع بين مكة المكرمة ومشعر مزدلفة على بُعد 7 كيلومترات شمال شرق المسجد الحرام، من أهم المواقع المقدسة في الإسلام.
ففي هذا المكان، رمى نبي الله إبراهيم عليه السلام إبليس بالجمار، وذبح فدي سيدنا إسماعيل عليه السلام. كما يشتهر بمعالم مهمة أخرى مثل الشواخص الثلاث التي يرمى فيها الحجاج الجمرات، ومسجد الخيف الذي ألقى فيه النبي صلى الله عليه وسلم خطبة حجة الوداع.
بالإضافة إلى ذلك، شهد مشعر منى أحداثًا تاريخية بارزة في تاريخ الإسلام، منها بيعتا العقبة الأولى والثانية عامي 12 و13 من الهجرة، حيث بايع عددٌ من الأنصار النبي محمد صلى الله عليه وسلم على نصرته ونشر دعوة الإسلام.
المصدر : الجزيرة
