البحر الأحمر.. ممر مائي إستراتيجي تتصارع عليه قوى العالم

محرر 227 ديسمبر 2023
البحر الأحمر.. ممر مائي إستراتيجي تتصارع عليه قوى العالم

متابعات- الجزير نت

شريط مائي بحري يفصل بين الجزيرة العربية وشرق أفريقيا، ويتمتع بموقع إستراتيجي مميز، حيث يصل بين القارات الثلاث: آسيا وأفريقيا وأوروبا، ويربط المحيط الهندي وخليج عدن وبحر العرب بالبحر الأبيض المتوسط.

وللبحر الأحمر أهمية اقتصادية وعسكرية وأمنية، إذ يمر عبره أحد أكثر طرق الملاحة البحرية الدولية حيوية في العالم، وتعتبر الدول المشاطئة له من أهم المراكز العالمية لإنتاج الموارد الطاقوية، وتمثل مضائقه وجزره نقاطا إستراتيجية أمنية، مما جعله موضع صراع إقليمي ومحل تنافس بين القوى العالمية الكبرى، ومركزا لاحتشاد القواعد العسكرية الأجنبية.

الموقع والجغرافيا

يقع البحر الأحمر بين الجزيرة العربية شرقا وأفريقيا غربا، وهو عبارة عن أخدود مائي متطاول ضيق، يمتد بانحناء نحو الغرب من خليج عدن جنوبا إلى جزيرة سيناء شمالا، ومن هناك يتفرع عنه خليجان، هما: خليج العقبة شرقا وخليج السويس غربا، وتفصل بينهما شبه جزيرة سيناء.

وتطل عليه 8 دول: اليمن والسعودية من جهة الشرق، والأردن وفلسطين المحتلة وشبه جزيرة سيناء المصرية من الشمال. ومصر والسودان وإريتريا، وجيبوتي من الغرب.

وتمتلك السعودية أطول ساحل على البحر الأحمر، تليها مصر ثم إريتريا والسودان ثم اليمن، وأخيرا جيبوتي، أما فلسطين المحتلة والأردن فشواطئهما قصيرة جدا، وتقع أقصى شمال خليج العقبة.

وتقدر مساحة سطحه ما بين 438 و450 ألف كيلومتر مربع، ويمتاز بضحالة نسبية عند طرفيه، ويزداد عمقا في الوسط، حيث تصل أعمق نقطة فيه إلى ما يقارب 3 آلاف متر، في حين يبلغ متوسط عمقه ما يقارب 500 متر. ويبلغ طوله من جنوب السويس إلى مضيق باب المندب حوالي 1930 كيلومترا.

ويختلف عرضه بحسب المكان، فهو يتخذ شكلا غير منتظم، يتسع ويضيق بشكل متتال في مواضع عدة، ويضيق أكثر في اتجاهي الشمال والجنوب، ويبلغ اتساعه في الجزء الشمالي نحو 180 ألف كيلومتر، ويقع أقصى مدى له عند خط العرض 16، حيث يبلغ حوالي 370 ألف كيلومتر، ثم يأخذ بالتناقص كلما اتجهنا جنوبا، ليصل إلى أضيق نقطة له (ضمن كتلته الرئيسية دون اعتبار خليجيه) في مضيق باب المندب، ويبلغ عرضه عندئذ نحو 30 كيلومترا.

المضائق

يشتمل البحر الأحمر على 3 مضائق طبيعية، هي:

مضيق باب المندب: يقع جنوب البحر الأحمر، ويعتبر المنفذ الوحيد الذي يتحكم بمدخله الجنوبي، ويربطه بخليج عدن وبحر العرب والمحيط الهندي.

مضيق تيران: يقع في شمال البحر الأحمر من الجهة الشرقية، ويعتبر المدخل الرئيسي لخليج العقبة، ويحظى بأهمية خاصة بسبب ارتباطه بالصراع العربي الإسرائيلي، حيث يعتبر المدخل إلى ميناء إيلات الإسرائيلي.

مضيق جوبال: يقع شمال البحر الأحمر باتجاه الغرب، ويعتبر بوابته إلى خليج السويس.

الجزر

يضم البحر الأحمر نحو 1496 جزيرة، ومعظمها شعاب مرجانية، وفي الغالب صغيرة الحجم وغير مأهولة بالسكان، وتتبع هذه الجزر الدول المشاطئة للبحر، وأهمها:

جزر السعودية: تبلغ 1150 جزيرة، بعضها مأهول بالسكان، مثل فرسان والمجيد وأبو غنيم وديسان، وأكبرها جزيرتا فرسان والمجيد.

جزر اليمن: تصل إلى 152 جزيرة، وتقع جنوب البحر الأحمر، ويتمتع جملة منها بموقع إستراتيجي على مضيق باب المندب بما يتيح لها الإشراف على الممر الملاحي، وأشهرها ميون (بريم) وجبل الطير وزقر وحنيش وجزر الزبير.

جزر مصر: تبلغ 26 جزيرة، وتقع معظمها قريبا من مدخل خليجي العقبة والسويس، ولبعضها أهمية أمنية وعسكرية، وتتحكم بممرات الملاحة، وأهمها مجموعة جزر جوبال وجزيرتا طويلة وشدوان.

جزر السودان: وهي نحو 36 جزيرة، وأهمها مجموعة جزر سواكن.

جزر إريتريا: تبلغ 126 جزيرة، معظمها غير مأهول بالسكان، وأبرزها: مجموعة جزر دهلك وجزيرة فاطمة وجزيرة حالب التي تشرف على الطريق الملاحي شمال مضيق باب المندب.

الجيولوجيا

يعتبر العلماء البحر الأحمر محيطا لا يزال في مرحلة التوسع، ومقارنة بعمر الأرض، فإنه يعد من المسطحات المائية حديثة التكوين، وقد بدأ بالتشكل بسبب الحركة التكتونية التباعدية التي حدثت في العصر الميوسيني منذ نحو 55 مليون سنة، والتي أدت إلى انفصال شبه جزيرة العرب عن قارة أفريقيا.

ثم تسارعت الحركة التصدعية في عصر الأوليغوسين قبل نحو 30 مليون سنة، حيث تشكل في تلك الفترة خليج السويس، أما خليج العقبة والطرف الجنوبي من البحر، فقد بدأ الانفراج فيهما منذ حوالي 4 ملايين سنة.

ويقع البحر الأحمر ضمن الصدع السوري الأفريقي الكبير، الذي يمتد شمالا عبر وادي الأردن والبحر الميت وسوريا، وجنوبا عبر إثيوبيا وكينيا وتنزانيا، ويستمر البحر الأحمر بالاتساع بمعدل سنوي متوسط يزيد على سنتيمتر واحد بقليل.

المياه

يعد البحر الأحمر من أدفأ البحار، وتتفاوت درجة حرارة مياهه على مدار العام بين 20 إلى 26 درجة مئوية في جزئه الشمالي، بينما تتراوح بين 25 و30 درجة في جزئه الجنوبي.

وتعتبر نسبة الملوحة فيه أعلى من المتوسط العالمي بحوالي 4%، وتتراوح بين 3.6% و4.1%، وهي شمالا أعلى منها في الجنوب، ويرجع ذلك إلى ارتفاع معدل التبخر وما يصاحبه من قلة هطول الأمطار وعدم امتلاك روافد نهرية.

وبسبب التبخر يفقد البحر الأحمر كميات كبيرة من مياهه، تعوّض بالتيارات القادمة عبر باب المندب من المحيط الهندي وخليج عدن، حيث يتم تغذيته بنحو 10.1 آلاف كيلومتر مكعب سنويا، بالمقابل يرفدهما البحر الأحمر بـ9.1 آلاف كيلومتر مكعب.

التسمية

أطلق على البحر الأحمر هذا الاسم، بسبب طحالب “تريكوديزميوم” أو ما تعرف بـ”نشارة البحر” التي تنمو في البحر، وعندما تموت زهورها يتحول لون المياه من الأخضر المزرق إلى البني المحمر.

وكان البحر الأحمر يسمى عند اليونان “سينوس أرابيكوس” وتعني التجويف أو الخليج العربي، وسبب التسمية قربه من شبه الجزيرة العربية. وأطلق عليه المؤرخ اليوناني هيرودوت اسم “البحر الجنوبي”، لتمييزه عن البحر المتوسط، الذي كان يعرف بالبحر الشمالي. وسماه اليهود بـ”يام صوف”، وأطلق عليه العرب سابقا بحر القلزم.

الأهمية

يتمتع البحر الأحمر بأهمية جيوإستراتيجية فريدة، إذ يقع في قلب العالم، ويربط بين القارات الثلاث: آسيا وأفريقيا وأوروبا، ويصل بين المحيط الهندي وبحر العرب جنوبا، والبحر الأبيض المتوسط في الشمال.

كما يشتمل هذا البحر على نقاط إستراتيجية عديدة، منها قناة السويس التي تعتبر المدخل الشمالي للبحر الأحمر، ونقطة التقائه بالبحر المتوسط. وكذلك مضيق باب المندب الذي يعد البوابة الجنوبية للبحر، والرابط بينه وبين خليج عدن والمحيط الهندي.

ويعد المعبران ممرين إستراتيجيين متلازمين، كوّنا البعد الجيوإستراتيجي للبحر الأحمر، حيث ظهرا للوجود بارتباطهما بخط الملاحة الأقصر والأقل تكلفة بين شرق آسيا وأفريقيا وأوروبا، وأصبح شريانا ملاحيا دوليا رئيسيا، وواحدا من أكثر الطرق التجارية حيوية في العالم، تمر عبره مليارات الدولارات من السلع والإمدادات المتداولة كل عام.

ويحتوي البحر الأحمر كذلك على عدد كبير من الجزر الإستراتيجية التي تتحكم بحركة الملاحة التجارية، أو تشكل نقاطا أمنية على طول البحر الأحمر، ومنها: جزيرة بريم، الواقعة في مدخل مضيق باب المندب، وجزر تيران وصنافير وجوبال الواقعة على مدخل خليجي العقبة والسويس، وجزر حنيش ودهلك وحالب.

ويتمتع البحر الأحمر بأهمية جيوسياسية، إذ تمتاز الدول المشاطئة بغناها بالموارد الطاقوية من النفط والغاز التي تجذب اهتماما دوليا، يتمثل في رغبة الدول، وخاصة الكبرى منها في حماية التدفق الطاقوي الضروري لتقدمها وصناعتها وأمنها القومي، وتأمين وصوله إليها.

ويمثل البحر أهمية خاصة للوطن العربي، إذ يمتد ما يقارب 90% من سواحله على أراض عربية، ويربط بين شقي العالم العربي في آسيا وأفريقيا، فهو يكاد يكون بحرا عربيا، ويزيد من أهميته كونه معبرا رئيسيا لتصدير نفط الخليج إلى الأسواق العالمية.

ويعد البحر الأحمر المنفذ البحري الوحيد للأردن والسودان وإريتريا وجيبوتي، والمنفذ البحري الجنوبي لإسرائيل، وتحظى كل من اليمن وجيبوتي بمواقع إستراتيجية حساسة على مضيق باب المندب، الذي يتحكم بحركة الملاحة الرئيسية، وتتحكم مصر بقناة السويس.

ويتمتع البحر الأحمر بأهمية عسكرية وأمنية، ويعتبر ممرا إستراتيجيا لحركة الأساطيل الحربية بين البحر المتوسط والمحيط الهندي وأفريقيا، وصولا إلى الصين واليابان والمحيط الهادي.

ونظرا لهذه الأهمية المركبة، فقد أصبح البحر الأحمر محل صراع إقليمي، وحرصت القوى الكبرى على أن يكون لها موطئ قدم ومناطق نفوذ عسكرية وسياسية فيه، وغدا مركزا للقواعد العسكرية الأجنبية، وموضع احتشاد للقوات العسكرية الدولية.

الاقتصاد

يحتوي البحر الأحمر على ثروة قيمة من الموارد المعدنية، تعمل على دعم اقتصاد الدول المشاطئة، وتتمثل هذه الموارد في الرواسب النفطية والرواسب المتبخرة، مثل: الهاليت والسيلفيت والجبس والدولوميت. والمعادن الثقيلة، كالرصاص والذهب والفضة والزنك والحديد والنحاس. إضافة إلى الكبريت والفوسفات.

وتمثل الحياة البيولوجية في البحر الأحمر رافدا اقتصاديا مهما، حيث تعد الشعاب المرجانية مصدرا مهما لتوفير الغذاء، مع غناها بالمواد الضرورية لاستخراج الأدوية والمنتجات الطبيعية، ويختزن كذلك ثروة سمكية كبيرة.

كما يوفر بيئة جاذبة للسياحة، حيث تنتشر المنتجعات السياحية الشهيرة في مدن عدة، مثل شرم الشيخ والغردقة ودهب ومرسى علم في مصر وإيلات في إسرائيل.

وقد أصبح البحر الأحمر من الوجهات المفضلة عالميا لممارسة نشاطات الغوص والسباحة، بفضل مياهه الدافئة طوال العام، وتميزه ببيئة بيولوجية غنية وفريدة، فضلا عن مواضع عديدة لحطام السفن، التي غرقت في فترات تاريخية متباينة، وتعتبر غنية بالمقتنيات الأثرية المميزة.

وقد أنشئت على سواحله موانئ مهمة، تسهم بشكل فعال في النشاط التجاري ودعم الدخل القومي للدول المطلة عليه، حيث تؤمن هذه الموانئ نقل الموارد الطاقوية والمنتجات المعدنية والبضائع العامة، وتقدم خدمات الملاحة للسفن العابرة.

ومن أهم هذه الموانئ: ميناءا جدة وينبع السعوديان، وعدن في اليمن، وإيلات في فلسطين المحتلة، والسويس وسفاجا المصريان، وسواكن في السودان، ومصوع وعصب الإريتريان، وميناء جيبوتي.

الحياة البيولوجية

يحتضن البحر الأحمر حياة بيولوجية مزدهرة، فهو موطن لأكثر من ألف نوع من اللافقاريات و200 نوع من الشعاب المرجانية، وحوالي 1200 نوع من الأسماك، وتقدر نسبة الأسماك المستوطنة في البحر الأحمر، والتي لا توجد في غيره من البحار بنحو 14.7%.

وتعتبر الشعاب المرجانية في البحر الأحمر من أطول الشعاب المرجانية الحية المستمرة في العالم، وتمتد حوالي ألفي كيلومتر حول الساحل، وتتميز بقدرتها العالية على التكيف، ويبلغ عمرها ما بين 5 آلاف إلى 7 آلاف عام. وإلى جانب ذلك، يتوافر البحر على الأعشاب البحرية وأشجار المانغروف.

وقد تم اكتشاف العديد من الثقوب الزرقاء في مياه البحر الأحمر التي تشكلت على هيئة كهوف عمودية أعمق من المياه المحيطة بها، وكونت نظاما بيئيا فريدا وغنيا بالعديد من الكائنات الحية كالسلاحف البحرية والأسماك والثدييات البحرية واللافقاريات.

التاريخ

يعد البحر الأحمر من أوائل المسطحات المائية المذكورة في التاريخ المسجل، وقد شكل أهمية في التجارة البحرية المصرية منذ عام 2000 قبل الميلاد، واستخدم طريقا مائيا إلى الهند حوالي سنة 1000 قبل الميلاد، وتذكر الكتب المقدسة قصة هروب بني إسرائيل من مصر عبره في عصر النبي موسى عليه السلام.

وقد سيطرت عليه دول عديدة كالإغريق والبطالمة والرومان، وخلال العصور الوسطى، كان البحر الأحمر جزءا مهما من طريق تجارة التوابل بين مصر والهند، وشملت السلع الأخرى القماش والأخشاب العطرية والبخور والقهوة والشاي.

ومع اكتشاف طريق رأس الرجاء الصالح في القرن الـ15 تراجعت أهمية البحر الأحمر في التجارة بين الهند وأوروبا، ولا سيما مع إحكام الدولة العثمانية سيطرتها على البحر، وإغلاقه في وجه الملاحة الأوروبية.

وبدأ النفوذ الأوروبي يعود للبحر الأحمر في أواخر القرن الـ18، حيث أخذ الاستعمار البريطاني والفرنسي والإيطالي يغزو السواحل الأفريقية في مصر وإثيوبيا والصومال وجيبوتي، إضافة إلى سواحل اليمن والجزر الإستراتيجية في البحر الأحمر.

وفي عام 1869 تم افتتاح قناة السويس، حيث وفرت طريقا مباشرا أقصر بين أوروبا وشرق آسيا، وبذلك زادت أهمية البحر الأحمر، وتقاسمت الدول الاستعمارية النفوذ في المنطقة، واستمرت سيطرتها على البحر، وطرق الملاحة فيه إلى النصف الثاني من القرن الـ20، ومع خروج الاستعمار الأوروبي، بدأ قطبا الحرب الباردة ببسط نفوذهما في المنطقة.

صراعات إقليمية وتنافس دولي محموم

ظهرت الأهمية العسكرية للبحر الأحمر في حرب عام 1973، عندما أغلقت مصر واليمن مضيق باب المندب في وجه الملاحة الإسرائيلية، وأعادت هجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001 إبراز الأهمية الأمنية للمنطقة، حين قررت أميركا تأسيس قاعدة لها في جيبوتي عام 2002، للانطلاق منها في حربها على ما يسمى الإرهاب.

وبدأت قوات عسكرية أجنبية أخرى مع تصاعد عمليات القرصنة عام 2008 تستقر في المنطقة، ولم ينصرم العقد الثاني من القرن الـ21، حتى كانت دول عديدة قد ثبتت قواعد عسكرية لها في بلدان مثل: جيبوتي والصومال وإريتريا واليمن، وشمل ذلك قواعد لإسبانيا واليابان وإيطاليا والصين وتركيا والإمارات وإسرائيل. إضافة إلى القاعدتين العسكريتين الفرنسية والأميركية اللتين كانتا موجودتين من قبل.

وفي غضون ذلك، كانت الحرب قد اشتعلت في اليمن منذ عام 2014، وأخذ الحوثيون يصعدون هجماتهم ضد سفن التحالف العربي في البحر الأحمر، وارتفع مستوى التهديد الأمني فيه، الأمر الذي دفع القوى الدولية إلى تأسيس “قوة المهام المشتركة 153 الدولية” عام 2022 بهدف تأمين الملاحة وطرق التجارة الدولية التي تعبر البحر الأحمر وباب المندب وخليج عدن.

وردا على العدوان الإسرائيلي على الفلسطينيين عقب عملية “طوفان الأقصى”، أعلن الحوثيون في 16 نوفمبر/تشرين الثاني 2023 إغلاق “باب المندب” والمياه المحيطة به في وجه السفن الإسرائيلية، ورفعوا حدة المواجهة في التاسع من ديسمبر/كانون الأول الجاري، إذ منعوا مرور جميع السفن المتجهة من وإلى الموانئ الإسرائيلية، وهاجموا العديد من السفن الإسرائيلية والأجنبية أثناء عبورها بالمنطقة بالصواريخ والطائرات المسيرة.

وأدى التهديد الأمني في البحر الأحمر إلى توقيف شركات شحن دولية كبرى مرور سفنها عبر البحر الأحمر، واستخدام مسار أطول، بالالتفاف حول أفريقيا، ونجم عن ذلك زيادة وقت الإبحار وارتفاع تكلفة الشحن وأسعار البضائع، وزيادة أسعار النفط والغاز وأقساط التأمين على مخاطر الإبحار، وعرقلة الصفقات وعمليات التبادل التجاري، وأصاب الإغلاق ميناء إيلات الإسرائيلي بالشلل، ووجه ضربة اقتصادية لإسرائيل.

وأعلنت الولايات المتحدة في 18 ديسمبر/كانون الأول الجاري مبادرة لتشكيل قوات متعددة الجنسيات من دول عدة باسم “حارس الازدهار” بهدف ردع هجمات الحوثيين بالبحر الأحمر، وبالمقابل هدد الحوثيون باستهداف البوارج الأميركية ردا على أي تصعيد.

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام الموقع ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، ولتحليل حركة الزيارات لدينا.. المزيد
موافق