خيانة التكريم

عدن نيوز16 أكتوبر 2022
خيانة التكريم
فتحي بن لزرق
فتحي بن لزرق

بقلم - فتحي بن لزرق

قبل 3 أعوام انتهى الزميل الصحفي “علي سالم بن يحيى ” من تأليف كتاب عنونه بـ “القضية الجنوبية في الصحافة اليمنية”.

علي انفصالي كبير وظل طوال أكثر من 20 عام يجمع المقالات التي تتحدث عن الانفصال وحولها إلى كتاب .

المهم علي وبعد أن تمكنت القيادات الجنوبية من السلطة وصارت من أصحاب المليارات صاحبنا قال في نفسه فرصتي الآن اطبع كتابي وأحقق حلمي.

حمل كتابه إلى عدد من القيادات وعرض عليهم طباعته وللأسف الشديد لم يستجب أحد.

بل إن بعضهم رفض حتى مقابلته أو الاستماع له.
قبل عامين التقاه بعض الإخوة من أبناء محافظات شمالية وبدأ مهموماً حزينا لعدم تحقيق حلمه.
– مالك يا علي؟ من غثاك؟
– حكى لهم علي قصته وحلمه قالوا له ولا تزعل نفسك كتابك سينطبع وفوقه حفل توقيع.
وفعلاً تحمل الإخوة من أبناء المحافظات الشمالية نفقات طباعة الكتاب وأقاموا حفلاً واحتفلوا مع الانفصالي الجميل هذا وقالوا له الدنيا عوافي..

غنت أمل كعدل للوطن طوال أكثر من 40 سنة كاملة لم تتحصل من القيادات الجنوبية على درع تكريم واحد وحينما امتدت يد توكل كرمان لتكرمها “غضبوا”.

العزيز عبدالرحمن الطحطوح قال معبراً عما يحدث :” أمل كعدل راحت تركيا واستقبلتها توكل كرمان بحفاوة والتف الناس حولها وأشعروها بقيمتها كفنانة لها تاريخها، وقدموها على المسرح كأفضل ما يكون وقدموا لها مكافأة مالية قدرها 20 ألف دولار هذا غير الهدايا العينية، وأصحابنا استضافوها مرة واحدة على مسرح التواهي وجابوا لها عظيمان تتصور معه، وطلعوا عليها إشاعة أنها باتتزوجه، وجلست ستة أشهر تشاوح بالمواقع عشان تنفي هذه الإشاعة..

ليس هؤلاء فقط من يعاني ..
كوكبة من مناضلي الحراك الجنوبي ومصوريه ورعيله الأول أوصدت في وجوههم الأبواب .
اسألوا اين قيادات الحراك الجنوبي الأوائل ، نشطائه..؟
هل رأيتم قط تكريم واحد لواحد من هؤلاء ؟
طابور طويل من الناس يعاني .

في زيارتي للرئيس العليمي قبل أشهر من اليوم قال لي :” هل عندك اقتراح لأي شيء إيجابي يمكننا القيام به ؟
قلت له:” في ناس ضحت وعانت وكابدت لأجل الوطن ولاقت الإهمال واقترح يتم تكريمهم بمبالغ مالية على الأقل يشعرون أن الوطن لم ينساهم.

أخذت ورقة وكتبت اسم 22 شخصية من مختلف المجالات وتم فعلا تكريمهم من قبل مكتب الرئيس العليمي دون أن يتم نشر خبر واحد أو تلتقط صورة واحدة.
مشكلة الناس في الجنوب أن المسؤول الجنوبي وأول ما يتولى مسؤولية يتنكر للجميع ويغلق أبوابه ويمتنع عن مساعدة أقرب الناس له.

هذه حقيقة لا يمكن نكرانها أو تجاهلها وان تكرم ببعض الفتات فهو يوزعه على أقاربه وملمعيه..

اختلفنا أو اتفقنا مع الكثير من المسؤولين من أبناء محافظات شمالية إلا أنهم أكثر نخوة من المسؤولين الجنوبيين الذين تحس أنهم وجوه مش والفة النعمة .
هؤلاء لارحموا الناس ولا أعطوها حقوقها المستحقة وفوق ذلك إذا لاقى الجنوبي الذي خدم الوطن 40 سنة أي لفتة كريمة من أحدهم نزلوا عليه تخوين وشيطنة وإساءة ..
ولسان حولهم يقول:” خليك بجوعك ومرضك وعبوديتك.

لذلك أقول للناس :” قفوا ضد محاولات الترهيب والتخويف والتخوين ..
ارفعوا أصواتكم وارفضوا هذا التخوين لكل من لاقى تكريماً أو امتدت يد إحسان له ..

15 أكتوبر 2022

*من صفحة الكاتب بمواقع التواصل

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام الموقع ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، ولتحليل حركة الزيارات لدينا.. المزيد
موافق