بقلم - سطور حرة
يستطيع صديق مثل الشيخ احمد صالح العيسي أن يدلق في الروح حياة وفي الجسد قوة تقاوم الوجع وتزرع كل هذا الكم الهائل من الفرحة في قلب وروح وفؤاد الإستاذ صالح الحميدي الذي تحدث اليوم بصوته المتعب ليخبرني أن زيارة العيسي له هذا اليوم تساوي نصف ما كان يحلم به صالح من شفاء.
يرتبط صالح مع العيسي بصداقة تمتد لأكثر من خمسة وعشرين عاما، كان فيها العيسي لصالح وصالح للعيسي الأخ الذي لم تلده الأم.
لحظات فرح ونجاح، إنكسارات وإنتصارات، كانت تجمعهما.
وشاءت الأقدار والإنشغالات أن يتضاءل الإتصال والتواصل.
تستطيع عجلة الحياة أن تطحن كل شيء إلا الصداقة الحقيقية، وتموت كل الأشياء إلا الوفاء، وهذه سيمفونية رائعة لايجيد عزفها غير صديق مثل العيسي.
صالح الحميدي الذي يصارع من أجل الحياة بجسده الذابل وصوته الذي لايكاد يسمع وهو في غرفته التي يمنع الدخول إليه فيها بمن فيهم أنا، وأنا شقيقه. أقتحمها الصديق الذي هو أكثر من الأخ أحمد صالح العيسي،
طال بقاءه مع صالح، تعانقوا وتحدثوا ضاربين عرض الحائط بتعليمات الطبيب الذي لايدري أن العيسي يمثل لصالح الحياة.
كيف لا وهما اللذان أرتبطا بحبل الإخوة والصداقة منذ سنوات طويلة.
لقد مثلت زيارة الشيخ اليوم لصالح ما يمكنني القول أن الأطباء قد عجزوا عن فعله طوال مايزيد عن تسعين يوم من ملازمة صالح لسرير المستشفى، لقد أبتسم صالح بل وفرح وضحك وتحدث.
قال لي أنا تجاوزت مرحلة الخطر، أشعر بفرحة غامرة وكانني أخلق من جديد.
حقا أنها الصداقة التي تخلق هذا الكم الهائل من المحبة والإطمئنان والأمل.