القوى الوطنية… تقارب من أجل الوطن

محرر 322 أكتوبر 2021
القوى الوطنية… تقارب من أجل الوطن
محمد الحذيفي
محمد الحذيفي

بقلم - محمد الحذيفي

المتغيرات الداخلية والخارجية والعوامل الموضوعية والعسكرية والسياسية ومصلحة الوطن تستدعي منا أن نكون دعاة تقارب مع كل من يجمعنا به قواسم مشتركة في مواجهة هذا السرطان المجوسي وأن نفرق بين من هو اشد خطرا وضرر ومن هو أخف خطرا وضررا وهذه سنة طبيعية أن تختار التعامل أو التقارب مع من هو أخف خطرا وضرر أكان على مستوى التعامل الفردي او الإجتماعي أو السياسي أو في مختلف التعاملات ناهيك عن ان يكون في الجانب العسكري ويتعلق بمواجهة الميليشيا الحوثية الإرهابية التابعة لإيران فهو فريضة وطنية.

ما حدث بين قيادة محور تعز وقيادة حراس الجمهورية من تقارب خطوة إيجابية في الإتجاه الصحيح وإن أتت متأخرة وهذا يحسب لهما ويزيد من رصيدهم الوطني كونهما وضعا الخطوة الأولى على طريق تجاوز الماضي وطي الخلافات والنظر نحو المستقبل برؤية وطنية واحدة وجامعة واختصار المسافات وعلى القوى السياسية التي تزعم أنها تحارب الحوثي ان تعلن تأييدها لخطوة التقارب وتعمل على بلورة رؤية وطنية جامعة لمواجهة الاخطار التي تهدد اليمن وأخطرها خطر المشروع الفارسي ، ومن سيرفض او سيعارض فهو ربيب الحوثي وخادم للمشروع الفارسي.

صحيح أن طيفا واسعا في الشعب اليمني له ثأر مع اسرة صالح، لكنه ثأر ذوي القربى والمتقاربين بالأهداف والتوجهات وبينهم من القواسم المشتركة ما يعالج ذلك الثأر ويصحح الاخطاء:

إذا احتربت يوما ففاضت دماؤها … تذكرت القربى ففاضت دموعها
بعكس الميليشيا الحوثية الإرهابية فهي خطر وجودي على الجميع لا يمكن باي حال التقارب والتعايش معها وهي تحمل أفكار ولاية الفقية وتستلهم مسيرتها من سيرة الهادي الرسي وتسير على ذات النهج.

فتشوا في كشوفات اسماء المختطفين والمخفيين قسرا في زنازين وأقبية سجون الميليشيا الحوثية الإرهابية ستجدون أن المنتمين لحزب الإصلاح يحتلون الرقم الأول يليهم مباشرة المنتمين لحزب المؤتمر الشعبي العام وقس على ذلك.

ثمة فرق شاسع بين من يؤمن بصندوق الإقتراع ويدعو الى الإحتكام إليه ويقبل بالعملية الديمقراطية ويحمل الفكر الديمقراطي أو يدعي ذلك وبين من يحمل الفكر الإقصائي وثقافة التجريف ولا يؤمن سوى بمعتقد أنه السيد وما عداه عبيد.

الأول سهل التعامل معه والتعايش والإحتكام لصندوق الإقتراع وصوت الشعب.

أما الثاني محال التعايش معه أو التقارب لأنه لا يؤمن سوى بفكرة اللاهوت ” الحق الإلهي” في أن يحكمنا أو يقتلنا.

البلد يضيع ويتشظى والجمهورية تمحى والمؤمنين بالجمهورية يختلفون ويتناحرون على شيء غير موجود ووحده الحوثي الفارسي المستفيد في ذلك ويدخل في مواقع التواصل الإجتماعي بأسماء مستعارة ووهمية يغذي الخلاف ويثير الأحقاد تارة باسم عفاشي وتارة باسم إصلاحي ويضخم خطر كل طرف على الأخر وهناك الحمقى من يستجيبون لذلك ليبقى خطره الوجودي على الجميع ، الجميع الذين يحلمون بالعيش بحرية وبعزة وكرامة وبوطن آمن ومستقر ومزدهر خال من الجماعات الإرهابية والطائفية عليهم الإفاقة من غفوتهم ومغادرة مربعات التقوقع والخلافات وأن يتقاربون من أجل تحقيق أحلامهم ومستقبل أبنائهم.

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام الموقع ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، ولتحليل حركة الزيارات لدينا.. المزيد
موافق