بقلم - عادل الشجاع
في الوقت الذي يقوم فيه المبعوث الأممي والأمريكي إلى اليمن العديد من اللقاءات مع قيادات المملكة العربية السعودية ، تقوم صواريخ الحوثي بقتل الأطفال في مأرب ، في حين تحاول “عصابة الإرهاب الحوثية” ارتكاب جريمتها عبر صمت المجتمع الدولي الذي فقد ضميره ، وباع إنسانيته لحساب عصابات الإجرام .
لم نعد ندري هل نصدق الإدارة الأمريكية التي تزعم تحقيق السلام في اليمن أم نصدق دم الطفولة النازف الذي كان يبحث في ركام الموت عن بارقة أمل، بينما ذوا القربى نائمين في مخادعهم و يبحثون عن السلام مع قاتليه .
إن صور الأطفال الدامية، الذين قتلتهم عصابة الحوثي الإرهابية بدم بارد، أصدق أنباء من روايات الإدارة الأمريكية الكاذبة التي تصدرها عبر الإعلام وعبر مبعوثها في محاولة لتمريرها ماهي إلا استقطاع للوقت لإعطاء أكبر وقت ممكن لهذه العصابة كي تقتل المزيد من اليمنيين .
إن جريمة مقتل الأطفال في مأرب وبصواريخ بعيدة المدى ، تأتي في ظل استضافة العاصمة السعودية الرياض ، للمبعوث الأمريكي والأممي ، وفي ظل اجتماع الرباعية ، وسبقها استضافة الرئيس هادي للمبعوث الأممي والأمريكي وقبل ذلك طاف وزير الخارجية دول أوروبا بحثا عن السلام مع الحوثي ، بينما الحوثي متفرغ لإسقاط مأرب وغير معني بالسلام .
إن عصابة الحوثي ليست قوة استقرار في اليمن بل على العكس إنها قوة عدم استقرار في اليمن والمنطقة كلها ، إنها ليست حلاً للمشاكل اليمنية انما هي سبب المشاكل اليمنية فهي حاضنة لثقافة الموت والعنف والفساد وزرع الكراهية .
إن الحل بالنسبة لنا كيمنيين هو الاعتراف بالواقع بأن الحوثي ليس منظمة سياسية وما هو إلا منظمة إرهابية وجدت لسفك الدماء في اليمن وتعمل لصالح أسيادها في إيران ، كما أن الحل لمعالجة هذه المشكلة هو عبر تهميش وعزل هذه الجماعة كمنظمة إرهابية .
تريد أمريكا خلق شراكة بديلة للصراع والمواجهة، وتريد تُرجمة ذلك باتفاقيات سلام مجانية، لا تعيد الشرعية الدستورية لليمنيين ، وإنما تمعن في إخضاع اليمن والمنطقة للانقلابيين ، ولطموحات إيران في التمدد، وفرض سياسة الأمر الواقع بكل أشكال القمع والعنصرية والإجرام ، وهناك من يعتقد بأنّ فرض أجندة استراتيجية جديدة، وترتيب تحالفات مزيفة، وعقد اتفاقيات وهمية وتبريرها إعلاميا بشكل مكثّف، من شأنه أن يجعل جماعة إرهابية وُجدت بالقوة في اليمن ، دولة تحكم اليمنيين ، وتكتسب دعائم وجودها بالفعل من باب السلام المزعوم والتعامل الدبلوماسي. وهناك ضغوطات تمارس، وتحريض واضح تقوده دول الرباعية بقيادة أمريكا ، لدفع اليمنيين للتسليم للحوثي .
إن الإدارة الامريكية تعتبر مقاومة الحوثي ، تهديدًا لمستقبل المشروع الصهيوني في المنطقة من أجل ذلك ، تحاول عن طريق السلام المزعوم تدمير المقاومة ومن ثم تدمير الشرعية ، وهي تتجاهل أن اليمنيين لن يتخلوا عن مشروعهم الوطني الذي تحكمه الدولة ويتساوى فيه الجميع أمام القانون ويرفضون العبودية حتى لو قدمت بطبق من أمريكا .