بقلم - محمد الحذيفي
الفرد في أي مجتمع من المجتمعات كل همه وشغله الشاغل وأول ما يفكر به هو الأمن والإستقرار الحياتي وتأمين مقومات الحياة كحاجة إنسانية ملحة وعندما تفشل الدول أو الأنظمة في توفير الأمن والإستقرار وتأمين الحياة كواجب تشريعي وقانوني فإنها تؤكد فشلها في الحفاظ على عوامل بقائها وقوتها وتفقد أسباب هيبتها أمام الفرد والمجتمع.
في تعز لا يمكن القول أو الجزم بفرضية فشل الاجهزة الامنية والعسكرية كمؤسسات رسمية في فرض حالة الامن والإستقرار أمام المواطن والمجتمع كما يحاول البعض تسويق ذلك باعتبار أن هذا المجتمع بمجموعه وتنوعاته لا يزال يشيد بالأجهزة الأمنية ومؤسسة الجيش ويعبر عن سقف طموحاته بقدرة هذه الاجهزة على وضع حد للفلتان والإختلالات الامنية وحالة الفوضى المحصورة والتي يرجعون أسبابها الى رخاوة القيادات العسكرية والامنية والسياسية وحالة التماهي وتغاضي هذه القيادات مع جماعات وزعماء الفوضى والتستر عليهم.
ليس من السهل لهذه القيادات الأمنية والعسكرية أن تستعيد ثقة الشارع والمواطن والمجتمع بحملة أمنية قرحت فيها (مكزن) رصاص وجاءت كردة فعل لغليان هذا الشارع الذي أججته أحداث مأساوية محزنة وكبيرة كان بإمكان هذه القيادات تلافيها وضمان عدم تكرارها وحدوثها بقوة الحزم والضبط والردع والتركيز على اقتلاع جذور الإختلالات وليس الإكتفاء بالتعامل مع القشور.
ما هو مؤكد أن المواطن والشارع التعزي لم يفقد أمله بالمنظومة الأمنية والعسكرية ولا يزال يعول عليها الى حد كبير ويصطف خلفها عند أي إجراء أمني ويتضامن ويتعاطف مع افرادها لعدم استلامهم رواتبهم ومستحقاتهم منذ اكثر من تسعة اشهر لكن هذا المواطن وصل إلى مرحلة فقدان الثقة بقيادة هاتين المنظومتين وقيادة السلطة المحلية ما يعزز فقدان هذه الثقة حجم ردود الأفعال على منصات مواقع التواصل الإجتماعي وحالة السخرية من تكرار الأحداث واستعادة المواطن سردية الأحداث السابقة التي شهدتها المدينة وكمية ارقام الحملات الأمنية ونتائجها وشخوص المطلوبين أمنيا ليجد نفسه أنه أمام مسرحية مدرسة المشاغبين يعاد عرضها بشكل ممل فقط مع اختلاف مكان وشاشة العرض.
جميعنا يتمنى ويدعو أن لا تكون هذه الحملة كسابقاتها وأن تكون هناك جدية لوضع حد لهذه الحالة الشاذة واجتثاث جذورها والإطاحة برؤوس وزعماء الشياطين المغذين لها وتنتهي المسرحية التي مل المواطن تكرار مشاهدتها.