بقلم - محمد الحذيفي
في العاصمة المؤقتة عدن أقدم مسلحون على إحراق منزل القائد العسكري قائد لواء النقل العميد أمجد خالد فرحان بمديرية دار سعد شمال مدينة عدن واتهمت مصادر مقربة من القائد أمجد قوات الانتقالي بالوقوف وراء الحادث.
في مدينة المخاء غرب تعز والتي تسيطر عليها القوات المشتركة مقتل مدنيين على يد جنود نقطة أمنية تابعة للقوات المشتركة التي تسيطر على المدينة كما تتحدث المصادر.
حادثين جسيمين يندرجان في إطار الإنتهاكات الجسيمة لكن وكما يبدو أن الحادثين مرا مرور الكرام وكأنهما من الأحداث الطبيعية التي لا تلفت الإهتمام ولم يحدث أي ضجة حيال الحادثين ولم يتم تناولهما بالشكل المضخم وبالصورة المبالغة التي كانت لتحدث لو أن أحدهما وقع في تعز مثلا او في مأرب أو في شبوة أو المهرة.
وهنا يكمن الفرق بين مناطق تتواجد فيها الدولة بمؤسساتها وهيئاتها ونظمها وقوانينها وبين مناطق تغيب فيها الدولة فحيثما توجد الدولة توجد مساحة واسعة من الديمقراطية وحرية التعبير والرقابة الشعبية والمجتمعية على عمل مؤسسات الدولة.
فمثلا في تعز تتواجد الدولة بكل مؤسساتها وهيئاتها وأجهزتها أمنية وعسكرية واستخباراتيه ورقابية وفيها مساحة واسعة من الديمقراطية وحرية التعبير وفيها احترام للقانون والهيئات القضائية من قبل مسؤولي الدولة قبل افراد المجتمع.
في تعز يعبر الإعلامي والناشط والحقوقي والفنان والواعظ والمظلوم عن رأيه بكل حرية وينتقد المسؤولين من أكبر مسؤول وهو المحافظ وقائد المحور ومدير الشرطة الى أصغر مسؤول وكل سلطات الدولة تتقبل ذلك احتراما للدستور وقوانين البلد التي تكفل حرية التعبير وتسارع لمعالجة أي اختلالات وهذه ميزة كبيرة تتميز بها تعز والمناطق التي تتواجد فيها الشرعية ومؤسسات الدولة عن غيرها.
ضعاف النفوس وعديمي الضمير والمتخندقين ضمن الأجندة المعادية للشرعية وللدولة والمتخادمين مع الميليشيا الحوثية الإرهابية وتلك التي تسير في ركبها يستغلون المساحة الديمقراطية وتسامح الجيش والأجهزة الامنية واحترامهم للقوانين والهيئات القضائية وحرية التعبير فيعملون على تضخيم الاحداث والمبالغة وتحريف الحقائق وحرف مجرياتها وتوظيفها توظيفا قبيحا لخدمة أغراضهم السياسية الدنيئة وللنيل من مؤسسات الدولة وتشويه الشرعية أولا وتشويه تعز ثانيا وبعضهم طمعا في الحصول على أجر زهيد من وكلاء الميليشيا ومموليها.
هناك اختلالات واضحة في تعز وفيها تحدث أحداث مؤسفة كالتي حدثت مؤخرا وهناك قصور وغياب لكبار المسؤولين فيها بل وقد يكون تواطؤ من قبلهم واخفاق وهناك تجاوز لبعض القوانين قد تكون مشابهة لما يحدث في عدن او المخا ولا أحد ينكر ذلك أما ما يحدث في مناطق سيطرة الميليشيا فلا وجه للمقارنة لكن هنا في تعز مجتمع حي هناك رقابة شبابية وشعبية ومجتمعية وحقوقية وهناك حرية وديمقراطية واسعة يعبر فيها المواطن عما يريد وفيها مؤسسات دولة مستجيبة ومتفاعلة ولو بالحد الأدنى.
في تعز مساحة واسعة لحرية التعبير ومجتمع حي ومؤسسات دولة متفاعلة وفيها يجد المرضى سياسيا نافذتهم للصراخ والزعيق لإشباع حقدهم وإرواء خبثهم.