بقلم - محمد الحذيفي
المعروف عسكريا وأمنيا وإداريا وبديهيا أنه وعقب أي أحداث او جريمة تهز الرأي العام تتحرك السلطات المحلية والأمنية لمعالجة ارتدادات الأحداث أو الجريمة أيا كانت نوعيتها وتعلن عن تشكيل لجان تحقيق على أعلى المستويات من مختلف الجهات ذات العلاقة للوقوف على الأحداث ومعرفة دوافعها وأسبابها والعوامل والجهات المغذية لها وأوجه القصور للمسؤولين والجهات المختصة والأضرار الناتجة عنها والبحث عن طرق ووسائل المعالجة لنتائج وتأثيرات تلك الأحداث والوقوف الى جانب المتضررين الا في تعز فإن السلطات بمختلف تنوعاتها تتعامل بنوع من اللامبالاة والإهمال والغطرسة.
أحداث دامية ومؤسفة ومحزنة للغاية شهدتها منطقة بير باشا بتعز يتهم بها محسوبون على الجيش الذي يقف معه الناس مساندين ومؤازرين ومفتخرين به ويعتبرونه الأب الذي يرعاهم وينظرون اليه بإعتزاز وإجلال على أنه الضامن والحامي والحارس لحياتهم وممتلكاتهم وأمنهم واستقرارهم مثله مثل كل جيوش العالم لكن وبعد مضي 48 ساعة من الأحداث المأساوية لم نسمع او نقرأ عن تشكيل أي لجنة تحقيق لا امنية ولا عسكرية ولا سياسية وحقوقية سواء من جهة السلطة المحلية أو وزارة الداخلية او وزارة الدفاع او الحكومة ولا الرئاسة في تجاهل غريب جدا وكأنهم لا يضعون أي اعتبار للدماء ولا للرأي العام.
احداث كهذه إذا حدثت في بلدان تحترم مواطنيها وتعلي من قيم الدستور وقوانين البلد تسقط أنظمة وتطيح بكبار المسؤولين وتقود أخرين الى زنازين السجون ولا تمر مرور الكرام ولسنا في اليمن أقل شأنا من تلك البلدان على الأقل إحتراما لدماء الشهداء التي لم تجف بعد في الجبهات إن لم يكن احتراما للقوانين وقيم وضمير المسؤولية.
لا نقلل من الأحداث ولا يجوز أن يتم تضخيمها ولا يمكن بأي حال أن نكون من الجوقات التي تتصيد الأخطاء لتسيء الى سمعة الجيش والأجهزة الأمنية أو من الأبواق التي تسعى لتشويه تعز وتصويرها على أنها بيئة طاردة للحياة كما قد يتصور البعض، لكن جسامة الأحداث وكثرة تكرارها وتواطؤ المسؤولين وعدم وضعهم حدا لذلك هي أكبر عامل من عوامل التضخيم.
في تعز مؤسسات الدولة حاضرة فيها بكل تنوعاتها ،والأجهزة الأمنية تبذل جهودا كبيرة على طريق ارساء الأمن والإستقرار رغم الصعوبات والعوائق الكبيرة وابرزها العوائق المالية والعينية ،والمواطن أكثر انقيادا وخضوعا للقانون ، والجيش وحدة متماسكة يرابط في الثغور والجبهات بدون أي دعم أو رواتب لعام كامل الا من قلة مارقة رهنت نفسها للشيطان ولم تجد من يردعها.
في تعز كل شي جميل الا قيادات فاشلة فاسدة مهترئة انحازت لضغائنها وأحقادها ومصالحها وتركت تعز مرتعا لعصابات الفوضى التي تتقاسم معها كل شيء وهي بحاجة الى تغيير عاجل.