بقلم - محمد الحذيفي
الأوضاع في تعز لم تعد قابلة للإحتمال والمواطن ضاق ذرعا بفشل قيادة السلطة المحلية والمسؤولين فيها الذين لم يأتوا لخدمة المواطن وتكريس سلطات الدولة وإنما جاؤوا لخدمة مصالحهم وتركوا مصالح الناس مرتعا لتجار الحروب.
في تعز فخامة الرئيس لا وجود لأي خدمة من الخدمات الضروية والأساسية للمواطن مثلما هو لا وجود لقيادة المحافظة ووكلائها ولا وجود الا لعصابات مسلحة محسوبة على الجيش منفلتة تستخدم سلاح الدولة للسطو على أراضي الناس والاستيلاء على ممتلكاتهم.
السلطة المحلية في إجازة دائمة والمحافظ فيها نادر التواجد في ديوان عام المحافظة ولو احتسبنا عدد أيام دوامه في مكتبه بعدد أيام إقامته بمنزله خارج الوطن لا تكاد تذكر ولا تتجاوز ما نسبته 5% على أعلى تقدير وهو ما زاد من مشاكل تعز.
يا فخامة الرئيس: تعز على بعد خطوات من الإنفجار الكبير وعلى مهب الريح بسبب فشل السلطة المحلية والأحزاب الحاكمة فيها تقاسموها مجاهيش وكل مجهاش تفرض فيه الجبايات التي تناسب مسؤول المجهاش ، الكهرباء الحكومية التي وجهت بها لتعز لا وجود لها واستبدلوها بالكهرباء التجارية التي يبيعون فيها الكيلو وات ب500 ريال ناهيك عن الرسوم التي تدفع كل أسبوعين ويستخدمون الشبكة العامة للدولة ولا يوردون ريالا واحدا لمؤسسة الكهرباء كما تحدثت بذلك العديد من التقارير.
– المياه لم يعد يتحدث عنها الناس الا كجزء من ذكريات الماضي ومؤسسة المياه لم تعد سوى ترويسه في الكشوفات والمذكرات التي تبحث عن مكافأءات وكل يوم تتعرض لنهب ما تبقى فيها من أدوات ومعدات.
– الطرقات والشوارع اغلبها متهالك ومحفر وكأنها تعود الى ما قبل العصر الحجري والميزانيات التي ترصد لترقيع ما يمكن ترقيعه تغور في غياهب الجب ولم يرقعوا منها حتى شارعا واحدا واكبر دليل على ذلك خط التربه تعز.
– النظافة صفر على الشمال ومجاري السيول اغلقت بأكوام النفايات التي لجأ المواطن اليها إجباريا رغم رسوم النظافة والتحسين التي تجبى على كل شاردة وواردة وتغيب النظافة عن الواقع.
– الصحة لا وجود لها غير في قوائم كشوفات المنظمات الداعمة والجهات المانحة وإذا ما زرت احدى مستشفيات الحكومة في المدينة كمستشفى الثورة أو الجمهوري أو السويدي أو المراكز الصحية فستجد أقسامها مغلقة في وجهك والرسوم فيما هو مفتوح يوازي الرسوم في المستشفيات الخاصة وأطباء العمليات الجراحية يأخذون رسوما باهضة لإجراء أي عملية جراحية للمواطن في عياداتهم الخاصة ويقومون بإجراء تلك العمليات بالمستشفيات الحكومية.
يا فخامة الرئيس: تعز أصبحت سائبة تتسيدها الفوضي ويعبث بها تجار الإرتزاق ، والجيش الوطني فيها وأسر الشهداء والجرحى لم يستلمون رواتبهم منذ ثمانية أشهر ولم يحصل الجيش على تمويل أو تغذية أو دعم منذ عام كامل إن لم يكن أكثر من ذلك وكل توجيهاتكم في ذلك تضيع في ادراج التجاهل ورفض التعامل معها وقادة الألوية العسكرية فيها عاجزين كليا وظيفيا وإداريا وعسكريا عن إنهاء وضبط المنفلتين من منتسبي ألويتهم الذين يثيرون الفوضي والعبث وانتهاك كرامة الناس ، الناس الذين منحوك اصواتهم يناشدونك اليوم للنظر إلى وضع تعز وإنقاذهم من الوضع الذي هم فيه.